الثلاثاء، 30 مايو 2017

الموجز في الدراسات المستقبلية

الموجز في الدراسات المستقبلية



نشأة الدراسات المستقبلية وتطورها
في مطلع السبعينات من القرن الماضى اتضحت ملامح الدراسات المستقبلية ، وأخذت مكانتها في التأثير على رسم السياسات والاستراتيجيات العالمية والمحلية والإقليمية
وقد اختلف مجال الاهتمام بالدراسات المستقبلية قديما عن مجال اهتمامها الآن ، ففي بدايتها كانت تركز اهتمامها حول الظواهر الطبيعية والكونية فقط وذلك لما تتسم به هذه الظواهر من ثبات نسبى ووضوح في القوانين العامة التى تحكم حركتها ومن ثم يسهل التنبؤ بمستقبلها بدقة ، أما الظواهر الإنسانية والاجتماعية فنظرا لما تتسم به من تعقيد وتشابك ويستلزم لدراستها مناهج وأدوات بحثية تتسم بالتداخل والتركيب، فقد ظلت بعيدة عن مجال الدراسات المستقبلية في البداية لكنها بدأت تدخل إلى مجال اهتمامتها الآن.
وفي نهاية السبعينات بدأت المحاولات الأولى للدراسات المستقبلية العربية في مجال التربية، حيث أصدرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تقريرها الأول بعنوان :
 "
استراتيجية التربية العربية"، وقدم مكتب اليونسكو الإقليمى للتربية في البلاد العربية دراسته بعنوان : " تأملات في مستقبل المنطقة العربية خلال الفترة ( 1981 م- 2000 م) وكذا محاولات منتدى الفكر العربى خلال الفترة  1986 م-1990م
وبذلك أصبحت الدراسات المستقبلية من الدراسات الاجتماعية الهامة التى تساعد في الوصول إلى ما ينبغى أن يكون ، وطرح الاحتمالات الممكنة واختيار ما يتناسب منها مع الإمكانات المتاحة.
ويتضح أن لكل بلد من بلدان العالم ظروفه الخاصة التى تتحكم في عملية التنبؤ بالمستقبل، حيث إن النظر إلى مستقبل مجتمع ما يجب أن يتم من خلال السياق ( أو الكل) الذى ينتمى إليه أو يتفاعل معه ، فالنظرة المستقبلية للتربية لا تصدق من غير حساب الجوانب الأخرى من حياة المجتمع .
ويعد مستقبل الجماعات البشرية شيئا يمكن التنبؤ به وتحديده بدرجة معينة من الدقة ، مع ملاحظة اختلاف درجة الدقة باختلاف المجتمع وباختلاف موضوع الدراسة ، وأيضا باختلاف البعد الزمنى للتنبؤ .
لذا يلزم الاهتمام بالدراسات المستقبلية في مجال التربية لاستشراف المستقبل ومحاولة حل المشكلات القائمة .

علم المستقبليات أو "الدراسات المستقبلية" : هو علم يختص بـ "المحتمل" و"الممكن" و"المفضل" من المستقبل، بجانب الأشياء ذات الاحتماليات القليلة لكن ذات التأثيرات الكبيرة التي يمكن أن تصاحب حدوثها.
يقول ألبرت أينشتاين: "إنني أهتم بالمستقبل، لأنني - ببساطة؛ سوف أذهب إليه"

تعرف الدراسات المستقبلية على أنها: "العلم الذي يرصد التغير في ظاهرة معينة ويسعى لتحديد الاحتمالات المختلفة لتطورها في المستقبل، وتوصيف ما يساعد على ترجيح ذلك"
مثال ذلك:
-         التغير في منسوب المياة الصالحة للشرب أو العذبه وأثر ذلك على الشعوب
-         التخلف التكنولوجي في الشرق أسبابه وعلاجه ومن ذلك الانفجار السكاني ، الفقر، البطالة

تعرف الدراسات المستقبلية على أنها: «التنبؤ المشروط من منظور احتمالي وعلمي نسبي»
مثال ذلك:
-         استخدام الوسائل الرياضية والعلمية والاحتمالية للسيطرة على الاحداث من خلال الفرضيات
-         افتراض الحرب العالمية الثالثة
-         السكن في الفضاء

معوقات الدراسات المستقبلية
(1)  الانتماء الايدلوجي ودوره في التأثير على توجه الباحث.
(2)  الدراسات المستقبلية يعاب عليها علاقتها بأجهزة الدولة ورجال السياسة .
(3)  تعدد احتمالات المستقبل بين الممكن والمحتمل والمفضل .
(4)  صعوبة التوافق بين الاخلاق المثالية والأفكار المستقبلية .
(5)  النظر الى المستقبل يؤدي الى تشويشه .
(6)  المستقبلية التراجعية: ترفض الحاضر بتسويغ الماضي عوضا عن ابتكار المستقبل .
(7)  المستقبلية التخديرية:  يلجأ إليه بعض الساسة، ومَن في فلكهم حينما يصبح الواقع لا يطاق تبرير هروبهم ، وقرارهم من معالجة الحاضر، من خلال سيل من التمني بعهود قادمة من الرخاء.
(8)  المستقبلية الاحتكارية:  على مستوى الدولي والمستقبلية الانتهازية على المستوى الوطني .
(9)  المستقبلية الاجتماعية:  ويتميز بكونه نقدًا اجتماعيًّا يعتمد على المستقبلية العكسية من خلال استقراء نقدي لتاريخ الظاهرة المرادِ دراستُها.
(10)      المستقبلية القرارية:  تهدف إلى صياغة مشاهد للمستقبل وصناعة القرار وتوجيه مساره.

علاقات الحتمية والاحتمال والغيب
للإيمان بالغيب دور في التأثير على الافكار التى تتجه نحو المستقبل
فقد افرز التفكير السلبي متمثلا بالإيمان بالحتمية التي لأدخل للإنسان بها ثلاث اتجاهات سلبية نحو المستقبل هي :
الاتجاه الأول : التيقن بقدرات العلم الخارقة على حل المشاكل التي تواجه الانسان .
الاتجاه الثاني : الاعتقاد بضرر العلم أكثر من نفعة .
الاتجاه الثالث : الحنين الى الماضي . وأنصاره لا يرون خيرا في الحاضر ويرى في الماضي الانموذج الامثل للمستقبل.
مهام الدراسات المستقبلية
1 – اكتشاف او ابتكار
2 – فحص وتقييم .
3 –اقتراح مستقبلات ممكنة او محتملة او مفضلة .

معايير و أسس الدراسات المستقبلية
اعتمدت الجمعية الدولية للمستقبلات فيما يتعلق بالدراسات المستقبلية على معايير أربعة تعد من أهم الأسس وهي:
(1)  تركز الدراسات المستقبلية على استخدام المنهج العلمي في دراسة الظاهرة .
(2)  يجب ان تكون الدراسات المستقبلية شاملة، أشمل من حدود العلم ، فهي تتضمن الجهود                 الفلسفية والفنية جنبا الى جنب مع الجهود العلمية .
(3)  انها تتعامل مع نطاق لبدائل. النمو الممكنة ، وليس مع إسقاط مفردة محددة للمستقبل .
(4)  انها تلك الدراسات التي تتناول المستقبل في آماد زمنية تتراوح من 5-50 عاما .

مبادئ الدراسات المستقبلية :
§       الاستمرارية :باعتبار المستقبل امتداد للحاضر مثاله الحقائق العلمية( الأنهار – البحار)
§       التماثل: تكرار الاحداث على نفس النمط ( ابن خلدون)
§       التراكم : تكرار نفس الاحكام على نفس الوقائع خلال فترات زمنية تتفاوت تاريخيا



مراحل تطور الدراسات المستقبلية
    
أولا: مرحلة اليوتوبيا:  الفكر المستقبلي غير المحدد في منهج أو غاية.
- لا تتوفر في هذه المرحلة مناهج معينة ولا غاية يراد تحقيقها ويرى الحكومة العالمية ليست يوتوبيه
- أفلاطون تخيل المدينة فاضلة أو اليوتوبيا ، وجعلها من الاحلام التي يمكن الاطمئنان اليها.
- الفلاسفة اليونانيين والإسلاميين ابتعدوا عن الواقع والتطبيق مما قاد الى تنظير مفرد تخلى عن ربط العلم بالعمل.
وقد دفع النقاش في هذه المسألة الباحثين في الدراسات المستقبلية إلى التمييز بين ثلاثة ابعاد للمسارات المختلفة للظاهرة موضوع الدراسة:
- الممكن: يتوفر واقع احتمالات الظاهرة على مؤشرات كافية لتحققه.
المحتمل: يتوفر واقع احتمالات الظاهرة على مؤشرات غيركافية لتحققه.
- المفضل: يتوفر واقع احتمالات الظاهرة على مؤشرات محدودة بقدر كبير لتحققه. وأدخلت الدراسات اليوتوبية في نطاق الدراسات المستقبلية من هذا النمط بينما العالم الروسي نجافكم ادخلها من نمط الممكن . كما اكد الباحثين ان الحومة العالمية يمكن تحقيقها.


ثانيا: مرحلة التخطيط:
بداية تأسيس الفكر المستقبلي ( المنهج والمصطلح). بين التحدي والاستجابة
-      الطبيب والفلكي والمفكر الفرنسي انستراداموس الف كتاب عام 1555م اسماه ( مائة عام القرن) وضم معلومات تخص اوروبا والعالم بشكل عام.
-      تتميز المدرسة السوفييتية في الدراسات المستقبلية بالآتي:
-        التخصص  و  الربط
-      الفيلسوف الفرنسي غاستون بيرغر  أنشا عام 1957 المركز الدولي للاستشراف ، وتركزت جهوده على جانبين:
1-   عدم الفصل بين الظاهرة الاجتماعية ، والتطور التكنولوجي.
2- التركيز في التحليل المستقبلي على الآثار البعيدة وعلى الاتجاهات وليس على الأحداث
 نجم عن ذلك تداول تصنيف مينوسوتا (نسبة للولاية الأمريكية) في المدى الزمني للدراسات المستقبلية الذي يقوم على خمسة أبعاد.
(1)       المستقبل المباشر: ويمتد من عام الى عامين منذ اللحظة الراهنة. وهذا المستقبل نادر ما تؤثر فيه القرارات لانه محكوم بمسيرة الماضي وتراكماته.
(2)       المستقبل القريب: ويمتد من عامين إلى خمسة.
(3)       المستقبل المتوسط: ويمتد ما بين خمسة إلى عشرين عاما.
(4)       المستقبل البعيد: ومدته بين عشرين إلى خمسين عاما. يعصب التحكم في مساراته.
(5)       المستقبل غير المنظور: أكثر من خمسين عاما. ويستحيل التحكم فيه.

- شكلّ كتاب جوفنيل الشهير فن التنبؤ  نقلة كبيرة في مجال الدراسات المستقبلية.
وقد أكد جوفنيل على ثلاثة جوانب عند إنجاز الدراسة المستقبلية:
1-       الاتجاهات السائدة لظاهرة معينة.
2-   سرعة الاتجاهات
3-العلاقة بين الظواهر

- -  الحكومة السويدية عام 1973 اسست وحدة سكرتارية الدراسات المستقبلية.
- الحكومة الهولندية عام  1974 اسست وحدة الدراسات المستقبلية.
- شرعت بريطانيا عبر جامعة ساسكس بتأسيس وحدة للدراسات المستقبلية.


ثالثا: مرحلة النماذج العالمية:       
- تميزت هذه المرحلة بتكثيف الافكار واعتماد المناهج.
- التركيز على مستقبل المجتمع الدولي أو النظام الدولي، أو موضوعات ذات شأن دولي كأسلحة الدمار الشامل، أو الإرهاب أو التدخل الإنساني أو البيئة.

مهام الدراسات المستقبلية
        تحقق الدراسات المستقبلية ما أشرنا إليه من أغراض من خلال إنجاز عدد من المهام المحددة . وقد يكون من المناسب أن نبدأ بالتعريف الذى قدمه أحد أعلام الدراسات المستقبلية " ويندل بيل " للمهام التى ينشغل بها حقل الدراسات المستقبلية ، وهى : " اكتشاف أو ابتكار ، وفحص وتقييم ، واقتراح مستقبلات ممكنة أو محتملة أو مفضلة " . وبشكل أكثر تحديداً ، يذكر " بيل " تسع مهام محددة للدراسات المستقبلية ، وهى :
(1)  إعمال الفكر والخيال فى دراسة مستقبلات ممكنة possible futures ، أى بغض النظر عما إذا كان احتمال وقوعها كبيراً  أو صغيراً ؛ وهو ما يؤدى إلى توسيع نطاق الخيارات البشرية .       
(2)  دراسة مستقبلات محتملة probable futures ، أى التركيز على فحص وتقييم المستقبلات الأكبر احتمالاً للحدوث خلال أفق زمنى معلوم ، وفق شروط محددة
( مثلاً بافتراض استمرار التوجهات الحالية للنظام الاجتماعى - السياسى ، أو بافتراض تغييره على نحو أو آخر ) . وغالبا ما تسفر هذه الدراسة عن سيناريوهات متعددة .
(3)  دراسة صور المستقبل images of the future ، أى البحث فى طبيعة الأوضاع المستقبلية المتخيلة وتحليل محتواها ، ودراسة أسبابها وتقييم نتائجها . وذلك باعتبار تصورات الناس حول المستقبل تؤثر فيما يتخذونه من قرارات فى الوقت الحاضر ، سواء من أجل التكيف مع تلك التصورات عندما تقع ، أو من أجل تحويل هذه التصورات إلى واقع .
(4)  دراسة الأسس المعرفية للدراسات المستقبلية ، أى تقديم أساس فلسفى للمعرفة التى تنتجها الدراسات المستقبلية ، والاجتهاد فى تطوير مناهج وأدوات البحث فى المستقبل .
(5)     دراسة الأسس الأخلاقية للدراسات المستقبلية . وهذا أمر متصل بالجانب الاستهدافى للدراسات المستقبلية ، ألا وهو استطلاع المستقبل أو المستقبلات المرغوب فيها . إذ أن تحديد ما هو مرغوب فيه يستند بالضرورة إلى أفكار الناس عن " معنى الحياة " وعن " المجتمع الجيد " ، وعن " العدل " وغير ذلك من المفاهيم الأخلاقية والقيم الإنسانية .
(6)  تفسير الماضى وتوجيه الحاضر . فالماضى له تأثير على الحاضر وعلى المستقبل ، والكثير من الأمور تتوقف على كيفية قراءة وإعادة قراءة الماضى . كما أن النسبة الكبرى من دارسى المستقبل يعتبرون أن أحد أغراضهم الأساسية هو تغيير الحاضر وما يتخذ فيه من قرارات وتصرفات لها تأثيرها على تشكيل المستقبل .
(7)  إحداث التكامل بين المعارف المتنوعة والقيم المختلفة من أجل حسن تصميم الفعل الاجتماعى . ذلك أن معظم المعارف التى يستخدمها دارسو المستقبل من أجل التوصية بقرار أو تصرف ما هى معارف تنتمى إلى علوم ومجالات بحث متعددة لها خبراؤها والمتخصصون فيها. ولذلك يطلق على الدارسات المستقبلية وصف الدراسات التكاملية integrative أو الدراسات العابرة للتخصصات transdisciplinary . ولما كانت التوصية بفعل اجتماعى ما لا تقوم على المعارف العلمية وحدها ، برغم أهميتها ، بل يلزم أن تستدعى قيماً أو معايير أخلاقية معنية ، فإن على الدراسة المستقبلية أن تزاوج بين المعرفة العلمية
والقيم .
(8)  زيادة المشاركة الديمقراطية فى تصور وتصميم المستقبل ، أو مقرطة التفكير المستقبلى والتصرفات ذات التوجهات المستقبلية ، وإفساح المجال لعموم الناس للاشتراك فى اقتراح وتقييم الصور البديلة للمستقبل الذى سيؤثر فى حياتهم وحياة خلفهم .
(9)  تبنى صورة مستقبلية مفضلة والترويج لها ، وذلك باعتبار ذلك خطوة ضرورية نحو تحويل هذه الصورة المستقبلية إلى واقع . ويتصل بذلك تبنى أفعال اجتماعية معينة من أجل قطع الطريق على الصور المستقبلية غير المرغوب فيها ، والحيلولة دون وقوعها .
وينبغى الانتباه إلى أمرين بشأن المهام التسع السابقة :
( أ )  أنها مهام لحقل الدراسات المستقبلية أو علم المستقبليات فى مجموعة . ومن ثم فليس من المتعين على أى دراسة مستقبلية أن تنهض بهذه المهام التسع جميعاً . فلها أن تختار منها ما يناسبها فى ضوء تصور القائمين عليها
لمهامها .
        فالدراسة المستقبلية التى تجرى لشركة ما قد لا تتطلب النهوض بالمهمة (8) المتعلقة بزيادة المشاركة الديمقراطية فى تصور وتصميم المستقبل . كما أن المهمتين (4) و(5) المتعلقتين بدراسة الأسس المعرفية والأخلاقية للدراسات المستقبلية قد يختص بهما فريق أو أكثر من دارسى المستقبليات ، وليس حتماً أن ينشغل بهما كل من يكلف بإجراء دراسة مستقبلية لشركة أو إقليم أو بلد ما  . فالقيام بمثل هذه المهام " فرض كفاية " ، لا " فرض عين " ، يكفى أن ينهض به المعنيون بفلسفة علم المستقبليات ومناهجه ، ولا يلزم أن يقوم به كل مشتغل بالدراسات المستقبلية .
ب - أن هذه المهام ليست جميعا محل اتفاق بين دارسى المستقبل . ومن أكثر الأمور مدعاة للجدل الرسالة الاستهدافية normative للدراسات المستقبلية المتضمنة فى البحث عن مستقبلات " مفضلة " ، وفى تبنى صور مستقبلية " مرغوب فيها " والترويج لها .
فمن الباحثين فى المستقبل من يقنع باستطلاع مسارات التطور المستقبلى البديلة التى يرتبط كل منها بمجموعة من الشروط الابتدائية ، ويكتفى بتحليل الصور المستقبلية التى ينتهى إليها كل مسار ، مبيناً ما تنطوى عليه من مزايا ومثالب ، تاركاً مهمة التفضيل والاختيار لمتخذ القرار ولعموم الناس الذين يعنيهم الأمر . ومن الباحثين من يرى ضرورة استكمال البحث المستقبلى بالمفاضلة بين السيناريوهات أو الصور المستقبلية البديلة وترجيح صورة منها ، كنوع من التوصية لمتخذ القرار والتوجيه للرأى العام . ومنهم من يرى السير أبعد من ذلك بالترويج بسبل مختلفة للصورة المستقبلية المرغوب فيها ، والدفع فى اتجاه فعل اجتماعى يعمل على تحقيقها . وأخيراً - وليس آخراً - قد يرى بعض الباحثين التركيز ابتداءً على صورة مستقبلية مرغوب فيها ، واستطلاع أفضل السبل أو المسارات التى تؤدى إليها انطلاقاً من الوضع الراهن .
      إذن ثمة مجال رحب لتحديد وتكييف مهام أية دراسة مستقبلية بالاختيار من قائمة المهام التسع المذكورة أعلاه ، والتركيز على مهمة أو أخرى بدرجة أكبر حتى ضمن المجموعة الصغرى من المهام المختارة .
منهجيات وأدوات الدراسات المستقبلية
      ثمة مجموعة من الخصائص المنهجية المرغوب فى توافرها فى الدراسات الاستشرافية الجيدة . ومن أبرز هذه الخصائص ما يلى :
(1)   الشمول والنظرة الكلية holistic للأمور . فليس من السهل الحديث عن دراسة مستقبلية للاقتصاد المصرى مثلاً فى غياب رؤية مستقبلية للأوضاع السياسية ، ولحالة العلم والتكنولوجيا ، ولأوضاع السكان والموارد والبيئة ، وللتغيرات فى المحيط الإقليمى والإطار العالمى . ومن المهم أن تدرس العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخ فى تشابكها وتفاعلها مع بعضها البعض ، حتى تتوافر رؤية شاملة ومتكاملة لمستقبل هذا الاقتصاد .
(2)   مراعاة التعقد complexity  أى تفادى الإفراط فى التبسيط والتجريد للظواهر المدروسة ، والتعمق فى فهم ما يزخر به الواقع من علاقات وتشابكات ، ولا يقين ، ودينامية . وهو ما يتطلب النظر إلى الظاهرة المركبة فى مجملها من خلال منهج عابر للتخصصات transdisciplinary ، حيث لا يجدى " التفكيك " وفهم كيفية عمل كل جزء من أجزاء الظاهرة على حدة فى الخروج بصورة صحيحة عن سلوك مثل هذه الظاهرة ، حتى لو تضمن ذلك اللجوء إلى حقول معرفية متعددة .
(3)   القراءة الجيدة للماضى باتجاهاته العامة السائدة ، وكذلك التعرف على الاتجاهات الأخرى الراهنة ، لاسيما الاتجاهات البازغة والاتجاهات المضادة للاتجاه العام السائد ، حيث كثيراً ما تشكل الأخيرة مفاتيح جيدة لفهم الاتجاهات المحتملة فى  المستقبل . ومن جهة أخرى تشتمل القراءة الجيدة للماضى على القراءة الجيدة لتجارب الآخرين وخبراتهم ، واستخلاص دروس منها قد تفيد ( بمنطق المحاكاة ) فى فهم آليات التطور وتتابع المراحل ، وكذلك فى التعرف على القيود على الحركة وإمكانات تجاوزها .
(4)   المزج بين الأساليب الكيفية والأساليب الكمية فى العمل المستقبلى ، حيث يندر أن تفى الأساليب الكيفية وحدها أو الأساليب الكمية وحدها بمتطلبات إنتاج دراسة مستقبلية جيدة . ومن جهة أخرى ، ثبت أن تعدد الأساليب المستخدمة فى دراسة ظاهرة ما والمزج بين نتائجها ، كثيراً ما يؤدى إلى نتيجة أفضل مما لو جرى الاعتماد على أسلوب واحد . وعموما يتيح المزج بين أساليب متعددة - كيفية وكمية - تجاوز قصور النظريات والنماذج التى تبنى عليها عن طريق اللجوء إلى أساليب كيفية لمحاكاة الواقع بتفاصيله وتعقيداته الكثيرة ، وللتعرف على ردود الفعل المحتملة لبعض التصرفات من جانب الفاعلين فى النسق محل الدراسة .
(5)   الحيادية والعلمية لما كان المستقبل يدرس من خلال بدائل متنوعة ، يمثل كل منها سيناريو أو مساراً مستقبلياً يتوافق مثلاً مع رؤية أو مصالح هذه القوة الاجتماعية - السياسية أو تلك فى المجتمع ، فإن على دارس المستقبلات البديلة أن يتحلى بدرجة عالية من الحيادية والعلمية - أولاً - فى التعرف على البدائل ،  وعدم استبعاد بدائل معينة لمجرد رفض الدارس لمنطلقاتها أو ادعاءاتها ، و - ثانياً - فى تحليل هذه الادعاءات ، واستكشاف تداعياتها ، وتقييم ما لها وما عليها وفق مجموعة معايير متفق عليها سلفاً .
(6)   عمل الفريق والإبداع الجماعى وهو ما يعنى إنجاز الدراسة المستقبلية عن طريق فريق عمل متفاهم ومتعاون ومتكامل . فذلك أمر تفرضه طبيعة الدراسات المستقبلية التى تعتمد على معارف مستمدة من علوم متعددة ، والتى تستوجب دمج هذه المعارف وفق منظور أو إطار عابر للتخصصات . كما أن الجماعية مفيدة للوصول إلى تصورات وتنظيرات وحلول جديدة للمشكلات ، وذلك من خلال ما تتيحه من مواجهات بين المناهج والرؤى المختلفة لأعضاء فريق العمل .
(7)   التعلم الذاتى والتصحيح المتتابع للتحليلات والنتائج . فالدراسة المستقبلية لا تنجز دفعة واحدة (one-shot exercise) . بل إنها عملية متعددة المراحل يتم فيها إنضاج التحليلات وتعميق الفهم وتدقيق النتائج من خلال دورات متتابعة للتعلم الذاتى والنقد الذاتى ، وتلقى تصورات أطراف وقوى مختلفة وانتقاداتهم واقتراحاتهم ، والتفاعل معها من خلال اللقاءات المباشرة والأدوات غير المباشرة لإشراك الناس فى تصور وتصميم المستقبلات . وكلما تكررت عمليات التفاعل والنقد والتقييم والاستجابة لها بالتعديل والتطوير فى التحليلات والنتائج ، زادت فرص الخروج بدراسة مستقبلية راقية ، لاسيما من زاوية ارتباطها بالواقع الاجتماعى ، وزادت معها فرص تأثير الدراسة فى الفعل الاجتماعى .



تقوم أسس الدراسة المستقبلية في النماذج العالمية على:
1-   تحديد المتغيرات التي تؤدي إلى انهيار أو بقاء النظام الدولي .
2-   تحديد ميكانيزمات التكيف المتوفرة للنظام الدولي لمواجهة التغيرات المحتملة.
3-  تحديد قدرة الوحدات الدولية القائمة على تعبئة مواردها لمواجهة التغيرات.
4- تحديد المسوغات القانونية التي تبرر التدخل من القوى الخارجية لضبط الخلل على المستوى الدولي.
5-  اعتبار عملية التغير هي القاعدة.

أخذ الجانب المنهجي في الدراسات المستقبلية في إطار النماذج العالمية الخطوات التالية:
-       التقسيم الجغرافي للعالم، على أساس معيارين هما التجاور الجغرافي التفاعل التاريخي.
-       تحديد عدد من القطاعات (السياسية والتكنولوجية والاقتصادية...الخ) واعتبار هذه القطاعات نظما
-       دراسة التفاعل بين القطاعات والأقاليم على أساس التأثير المتبادل بينهما، على أساس التأثير الوظيفي.
-       اتجاهات التفاعل لتحديد الاحتمالات المستقبلية عبر استخدام تقنيات الدراسات المستقبلية.

المؤسسات الفكرية العالمية للدراسات المستقبلية
§       مؤسسة راند :
2.    اول مركز للدراسات المستقبلية
3.    أسست من قبل القوات الجوية الامريكية وشركة دوغلاس للطيران وسجلت كمؤسسة مستقلة عام 1948م  
4.    توسعت لتشمل عدة مجالات في العسكرية والابحاث السياسية والاجتماعية
5.    اهم الشخصيات المعاصرة التي عملت بها هنري كيسنجر ودونالد رامسفيلد وفرانسس فوكوياما وكونداليزا رايس وزلماي خليل زادة وصمويل كوهين مخترع القنبلة النيوترونية 
6.    اول من استخدم أسلوب دلفاي
7.    ركزت فيما بعد على قضايا الامن القومي الأمريكي والعالمي
8.    لها علاقات جيدة مع شركات الأسلحة وأجهزة المخابرات  ولها ميزانية ضخمة

§       نادي روما :
1.    أسس لمواجهة مشاكل العالم في عام 1968أثر اجتماع رجل اعمال إيطالي اوريليو بيشي والمدير العلمي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في الأمم المتحدة الكسندر كنغ عام 1967
2.     ركزت على زيادة معدلات الاعتماد المتبادل بين المجتمعات
3.    تطوير تقنيات دراسة المستقبل
4.    اول تقرير لها كان تشأومي تجاه مستقبل العالم




السيناريو
كلمة إيطالية  مأخوذة من مصطلح سينمائي - اسسه الفيزيائي الباكستاني هرمان خان بعد اهتمامه بالدراسات المستقبلية وانضمامه لمؤسسة راند
§       السيناريو: وصف لوضع مستقبلي ممكن أو محتمل أو مرغوب فيه, مع توضيح ملامح المسارات التي تؤدي إلى هذا الوضع المستقبلي ، انطلاقا من الوضع الراهن.
( والأصل أن تنتهي كل الدراسات المستقبلية إلى سيناريوهات مستقبلية بديلة) .
مثال: كالتطور التكنولوجي في سنة 2030
§       السيناريو: وصف سلسلة من الأحداث التي يمكن ان تحدث في المستقبل
وتتم صياغتها كما يأتي: 1- دراسة وقائع الحالة  2- اختيار شيئا ما يمكن ان يحدث            3- تخيل مختلف التطورات والأحداث المتوقعة.

صفات السيناريو الجيد: ان يكون
1- متنوع - غير معقد – وواقعي - ان يرسم له بداية وعقدة ونهاية - اعتماد المنطق الأسنقرائي
2- اعتماد المناهج المختلفة بحسب تنوع المشكلة ( المنهج التحليلي , النقدي الأستقرائي, التنبؤي )
3 – الاعتماد على التقنيات الحديثة للمساعدة في رسم السيناريو منها العلوم الاجتماعية ,علم النفس  السياسة , القانون الخ.... 

أنواع السيناريو :
1 – السيناريو الخالي من المفأجات  وهو يتسم بالاستمرارية
2 – السيناريو التفاؤلي (الأشياء ستحسن في المستقبل )
3- السيناريو التشاؤمي , الأشياء سوف تصبح أسوأ
4- السيناريو الكارثي وهو يفترض أشياء رهيبة ستحدث
5 – السيناريو المعجزة

فوائد السيناريو :
1 - التنبيه بالمشاكل المحتملة والعمل على تجاوزها
2 - تحديد وتعريف وتحليل القضايا الاستراتيجية  المهمة ومعرفة العوامل المؤثرة عليها
3 – تركيز الأفكار وتنمية الوعي والتدريب على الاستباق في الأفكار والتخطيط والبناء
4 - توليد المفكرين والخبراء الاستراتيجيين
5 – اكتشاف العديد من الأسئلة : ماذا يمكن ان يسبب التغيير, و ماذا يمكن ان تكون العواقب
 6– معرفة تكلفة ومنافع وعواقب ما نقوم به

النماذج الرياضية  : Mathematical Models
للنماذج الرياضية تعريفات متعددة وذلك على حسب استخدام النماذج في مجال معين. ومن أهم هذه التعريفات:
-
أن النموذج الرياضي هو استعمال لغة الرياضيات لوصف مظاهر نظام ما للتعرف عليه والتنبؤ بما سيحدث مستقبلا .
-
أنه صياغة علمية للعلاقات المتداخلة بين عناصر نظام معين (اجتماعي أو اقتصادي) مثل النظام التعليمي، أو بين أكثر من نظام واحد ويصور الواقع في هذه النماذج دوال رياضية .
-
أنه توضيح تصويري يتم التعبير عنه بالرموز الرياضية التي تستخدم مع المشكلات المتعلقة بقياس وتحليل المتغيرات، حيث يهدف النموذج الرياضي إلى توضيح العلاقة القائمة بين متغيرات النظام بأسلوب رياضي .
-
أنه صياغة لبعض مظاهر نظام ما مثلت فيها المتغيرات بصورة مزيلة، ويمثلت النموذج في محاكاة لموقف واقعي ويتم تصميمه ليشتمل على إعداد من المتغيرات التفاعلية والتي يمكن معالجتها بعد ذلك.
وعند بناء نموذج رياضي لابد من توافر عدة شروط منها:
- أن يكون قابلا للتطبيق في النظام محل الدراسة .
-
أن يغطى كل المتغيرات المدروسة
-
أن تكون المعاملات المستخدمة متفقة مع الواقع.
-
أن يكون قابلا للفهم والاستخدام من قبل الذين سيتعاملون معه .
وتكتسب النماذج الرياضية أهميتها كأحد الأساليب الكمية في الدراسات المستقبلية من أن التعبير الكمي عن أي ظاهرة أدق من التعبير الكيفي، وبالتالي نستطيع التعامل من خلالها مع المتغيرات الكمية بالظاهرة محل الدراسة.
كما تبرز أهمية النماذج الرياضية في تصنيف ديناميكية النظام التعليمي القائم وتستخدم كمرجع عام في تفسير الإحصائيات التعليمية بمعنى ربط البيانات بعضها ببعض حتى يمكن ملاحظة العلاقات فيما بينها وعمل تقديرات عن احتمالات المستقبل للنظام التعليمي واكتشاف وتحليل النتائج الناجمة عن القرارات البديلة المستخدمة في النظام ، وتقويم تلك البدائل لتطوير النظام في المستقبل
تصنيفات النماذج
1- نماذج جزئية وتشتمل على كل النماذج التي تشير إلى العملية التعليمية نفسها وهى بذلك تذهب بعمق إلى تحليل أصوله بدون النظر إلى النظام ككل مثل ماذا يحدث في الفصل الدراسي؟
2-
نماذج تجميعية وتشتمل على كل النماذج التي تشير إلى النظام التعليمي ككل أو جزء منه وهى بذلك تدرس التعليم بدون النظر إلى أصوله فعناصرها الأساسية هي إعداد المتعلمين والمباني . وتنقسم النماذج التجميعية إلى :
أ - نماذج تسمح باختيار بين البدائل مثل نموذج خاص بسياسة مثلى لقيد المتعلمين.
ب - نماذج لا تسمح باختيار بين البدائل مثل نموذج تدفقات المتعلمين في النظام التعليمي .
وتستطيع النماذج الرياضية أن تساعد المعلمين والمخططين التربويين فى تخطيط النظام التعليمى، وتتإعداد النماذج التربوية على المستوى الدولى ، ومنها نماذج البنك الدولى World Bank ، اليونسكو UNESCO ، المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة OECD ، IIEP المعهد الدولى للتخطيط التعليمى ،
والنموذج الرياضى " هو وصف نظرى لبعض الجوانب الخاصة بعملية واقعية أو نظام واقعى ، ويصور الواقع فى هذه النماذج دوال رياضية " ، ولما كانت النماذج هى تبسيط للواقع فإنها بالضرورة لابد وأن تعكس بعض الجوانب المختارة فى هذا الواقع وتعميق فهمها مع تجاهل البعض الآخر منها . والنموذج أداة ، وككل أداة يجب أن يكون اختياره واستخدامه بدقة وعناية مع غيره من الأدوات والطرق الأخرى ، وفى نفس الوقت تكمن القيمة الحقيقية للنماذج فى كونها تقريب ، حيث أنها تسمح بإجراء التجارب التى لا يجرؤ أحد على إجرائها على نظم حقيقية ، أو التى يكون إجراؤها فى الواقع مستحيلا بسبب عامل الوقت اللازم للحصول على النتائج أو الكلفة الباهظة .
ويعد النموذج تمثيلا للواقع ويعين على إدراك العلاقات الهامة فى هذا الواقع وعلى التحكم فيها . كما يساعد النموذج على التقدير المستقبلى لكل المؤشرات التعليمية المتعلقة بالعملية التعليمية . والحكم بجودة نموذج على آخر تكون بقدرته على التنبؤ وتمكين رجل الإدارة من اتخاذ قرارات أفضل . فالهدف الرئيسى من النماذج هو معاونة المخطط فى تقدير وإسقاط الاحتياجات التعليمية وثيقة الصلة بالأهداف التنموية والاجتماعية والاقتصادية وفى ترشيد القرارات الموجهة لإصلاح التعليم ، بالإضافة إلى تقدير الموارد التى يتعين تخصيصها لمشروعات الخطط التربوية .
والقرارات التربوية التى تبنى على النماذج تفسر الحقائق المختلفة وتعطى مؤشرات هامة للسير فى اتجاه معين . واستخدام النماذج فى علاج المشكلات الإدارية التى تواجه رجل الإدارة على الاستفادة من البيانات الإحصائية المتوفرة بالجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ، كما يساعد على جعل نظرة الإدارة أكثر شمولا وإدراكا لاختيار الاستراتيجيات البديلة ، وإقناعها لمتخذ القرار بأنه ليست هناك طريقة واحدة تقليدية لتحقيق أهداف الخطة ، مما يؤكد عادة على وجود إعداد من البدائل الممكن قبولها عمليا والتى باختيار إحداها تتحقق أهداف الخطة ، وتساعد النماذج الرياضية رجل الإدارة فى معظم القضايا الخاصة بالتخطيط التعليمى فى ضوء التطور الاقتصادى والاجتماعى المتوقع لدولة ما . وتربط النماذج جميع البيانات فى تنظيم فكرى واحد ، ويستطيع رجل الإدارة أن يضع برنامجا للوفاء بالاحتياجات فى حدود الموارد المتاحة ، ومع التقدم فى الحاسبات الآلية أمكن عمل نماذج تطبع صورة افتراضية للواقع . والنموذج الذى يقوم على صورة فرضية يتطلب تقديرا لحالة المخزون من المورد البشرى السكانى فى سنة الأساس ، والمخزون المطلوب تحقيقه فى سنة الهدف ، ثم وضع صورة فرضية لما تكون عليه مخرجات النظام التعليمى ، والتى تحل محل الفاقد فى المخزون الأصلى واللازمة لتحقيق الهدف السكانى فى سنة معينة. وحينما يتم وضع هذه الصورة، فإن البرنامج سوف يعطى مخرجات النظام التعليمى خلال السنوات التى تقع بين سنة الأساس وسنة الهدف.
ويساعد النموذج على التأكيد على العلاقات المتبادلة بين الأحداث والبيانات والأهداف والقرارات ويمكن تعديل الأهداف فى ضوء البيانات المتوافرة ، والقرارات التى تتخذ تكون كنتيجة للتنسيق بين التغذية الرجعية للبيانات والأهداف الإجرائية .




الطاقة واستشراف المستقبل
الطاقة : هي قدرة المادة على إعطاء قوى قادرة على إنجاز عمل معين.
الطاقة في الماضي
كان الإنسان لازال يستعمل الخشب كمصدر طاقي أساسي ويعتمد على طاقاته العضلية للقيام بأعماله الفلاحية ويستعمل الدواب للسفر والحروب وما إلى ذلك. واستعمل الطاقة الشمسية لتجفيف المواد الغذائية وطاقة الرياح في طواحن الهواء وفي دفع سفن والإبحار.
ومن ثم تطورت عمليات استخدام طاقة المياه في أعمال الري وطحن الحبوب. كان الفحم الحجري من أهم المصادر الطبيعية للطاقة خلال القرن الماضي الفحم الحجري كان يؤمن 50% من احتياجات الطاقة في العالم عام/1960/ , ثم انخفض إلى 33% عام /1970/ وحــالياً لا يشكل نسبة 30%. حيث بدأ يحتل مكانه النفط والغاز والطاقة النووية
الطاقة في الحاضر
واكتشف الإنسان البترول وأخذ يستعمل شيئا فشيئا مشتقاته في الإنارة وطهي الطعام. واختُرعت في ما بعد السيارة، فزادت من يومها الحاجة لمشتقات البترول.
فكلما توسع نشاط الإنسان، ازداد الطلب على مصادر الطاقة وخاصة مشتقات البترول حيث يتضاعف الطلب كل 10 سنوات . فإذا كانت الحاجة اليوم في الكرة الأرضية إلى 75 مليون برميل نفط يومياً, فالطلب سيصبح 150 مليون برميل يومياً عام2015 , وإلى 300 مليون برميل يومياً عام 2025
البترول متوقع نضوبه في الـ 50 السنة القادمة وعلى أبعد تقدير في غضون 100 سنة ,إذا لم تكتشف احتياطات جديدة له
الطاقة في المستقبل
خبراء الطاقة يتوقعون خلال الخمسين عامًا القادمة استمرار استعمال مزيج من مصادر الطاقة، موزع على الفحم بنسبة 25%، والغاز الطبيعي بنسبة 24%، والنفط بنسبة 13%، والطاقة النووية بنسبة 111%، لتتبقى نسبة 27% فقط تشغلها الطاقات المتجددة بأنواعها المختلفة.
وتشجيع الرجوع لاستعمال الطاقات المتجددة كالإشعاع الشمسي والرياح والطاقة المائية. ونشهد حاليا تطورا سريعا للتقنيات التي تُستخدم لتحويل المصادر الطاقية المتجددة إلى طاقة كهربائية كالمروحات الهوائية والألواح الكهروضوئية والمجمعات والأفران الشمسية وما إلى ذلك من التقنيات.
أعلنت شركة "سولار وندو" عزمها  تطوير أغشية شفافة لتوليد الكهرباء، حيث تخطط الشركة لإنتاج خلايا شمسية شفافة يمكن وضعها على النوافذ
دشنت شركة “بيفجين” وهو بلاط لديه القدرة على توليد الطاقة المتجددة، وذلك من هلال تحويل خطوات المشاة إلى كهرباء
أما بحلول العام 2035 ، يتوقع لورنس كيمبال كوك أن تصل نسبة استخدام  السيارات الكهربائية إلى 90 في المائة
العام 2035، يتوقع التقرير أن يبدأ انتشار الجيل الرابع من الطاقة النووية، وستكون التكنولوجيا تحول دون حدوث تفاعل انشطار نووي
أكدت دراسة جديدة أجراها برنامج الغلاف الجوي والطاقة في جامعة ستانفورد الأميركية أن العالم بأسره يمكن أن يكتفي كلياً بالطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2050
بحلول عام 2020، سيتوقف بناء محطات كهرباء تعمل بالطاقة النووية والوقود الأحفوري والكتلة الحيوية. وسيتم تحويل كل الأجهزة المنزلية إلى الكهرباء، لا الغاز. وبحلول عام 2025، ستكون كل القطارات والحافلات والسفن الجديدة كهربائية، على أن تلحق بها السيارات والشاحنات والطائرات بحلول عام 2030. وفي عام 2050، ستكون كل الطاقة مولّدة من مصادر متجددة، وستكون كل البنى التحتية جاهزة للتشغيل بها.

الاقتصاد واستشراف المستقبل
النظام الاقتصادي هو: مجموعة العلاقات الاقتصادية والقانونية والاجتماعية التي تحكم سير الحياة
الاقتصاد في الماضي
إن الاقتصاد قديم منذ بدايات التاريخ منذ أن كانت شريعة حمورابي تنادي بالوصايا الأخلاقية ذات الطابع الاقتصادي . نظم اقتصادية قبل المرحلة الرأسمالية ( النظام الاقتصادي:البدائي /العبودي/ الإقطاعي).نظم اقتصادية بعد الرأسمالية ( النظام الاقتصادي: الرأسمالي / الاشتراكي / المختلط).

الاقتصاد في الحاضر
النظام الاقتصادي العالمي يتميز عالمنا المعاصر باتساع الطابع الدولي في الحياة الاقتصادية وهو ما يسمى «عولمة الاقتصاد»، ولقد ظهر في ظل هذا الاقتصاد مصطلحان هامان وهما رأس المال البشري ورأس المال الاجتماعي من عوامل النمو الاقتصادي أيضاً في هذا العصر هو ازدياد حركة التجارة والاستثمار

الاقتصاد في المستقبل
توصلت شركة pwc البريطانية المتخصصة في الأبحاث والدراسات الاقتصادية، في تقريرها "العالم في 2050"، والذي يعد أهم التقارير وأكثرها شمولاً فيما يتعلق بالتنبؤات الاقتصادية.
يعرض التقرير توقعات النمو الاقتصادي لـ أكبر الاقتصادات في العالم، والذين يمثلون حالياً نحو 84٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي GDP وذلك حتى عام 2050.
وتضم هذه الاقتصادات ما يلي:
1ـ الاقتصادات السبع الكبرى G7: الولايات المتحدة، اليابان، ألمانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، وكندا.
2ـ الاقتصادات السبع الكبرى الصاعدة E7: الصين، الهند، إندونيسيا، البرازيل، روسيا، ، المكسيك، وتركيا
المنهجية المستخدمة
استخدم واضعو التقرير نموذجاً تقديرياً للتنبوء بالتوجهات طويلة الأجل للنمو حتى عام 2050، استخدام الإحصاء السنوي لصندوق النقد الدولي لعام 2014، والذي يُقدر الناتج المحلي الإجمالي لكل اقتصاد كنقطة أساس للتنبوء، فضلاً عن بعض العوامل الداخلة في تركيب النموذج مثل: (التركيبة السكانية، معدل نمو القوى العاملة، الزيادة في رأس المال البشري والمادي، وإجمالي نمو الإنتاجية استناداً إلى عنصر التقدم التكنولوجي).
التوجهات المستقبلية للاقتصاد العالمي
أن ينمو الاقتصاد العالمي بمعدل يزيد قليلاً عن 3٪ سنوياً خلال الفترة 2014- 2050، ليصل إلى ضعفي حجمه عام 2037 ، وثلاثة أضعاف حجمه تقريباً بحلول عام 2050.
الاقتصادات الكبرى
1- الصين:  من المتوقع أن تتفوق بكين بشكل كامل على واشنطن وفقاً لمعدل القوة الشرائية  ومعدل سعر صرف السوق بحلول عام 2028.
2- الهند:  تصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2050.
3- الولايات المتحدة:  ثالث أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2050
4- إندونيسيا: رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول عام 2050 بما يقرب من 240٪.
سيناريوهات النمو العالمي حتى عام 2050
- سيناريو الهبوط البديل: انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بأقل من 22% بحلول عام 2050.

- سيناريو الصعود القوي: دفع النمو العالمي إلى ما فوق التوقعات ، وهذا سيكون سببه حُسن استغلال الموارد المالية والبشرية، وتحقيق التنوع في النشاط الاقتصادي، وتحسين مستوى الاستثمار البشري والتكنولوجي.




الموجز في الدراسات المستقبلية
 فهد بن ناصر الدرسوني

الترويكا بين المفهوم والمصطلح

  الترويكا بين المفهوم والمصطلح     الترويكا ثالوث الرأي السياسي، والمفهوم     الدال على اجماع الرأي الواحد، وفي وقتنا الحاضر، لم تع...