الجمعة، 22 ديسمبر 2017

الذكاء الاستراتيجي

 الذكاء الاستراتيجي

مفهوم الذكاء الاستراتيجي
 ينظر للذكاء بأنه القدرة التي وضعها الله (سبحانه وتعالى) في الإنسان حين ميزه عن سائر المخلوقات الأخرى بنعمة العقل والتي تؤكد دعوة الله (سبحانه وتعالى) للبشر كافة الى استخدام عقولهم والتفكير والتبصر في خلق الله (سبحانه وتعالى) ولعل ابرز ما ذكر من آيات في صدد ذلك قوله تعالى ﴿ أوَلَم يَتَفَكَروا في أَنفُسَهُم ما خَلَقَ اللهُ السَمواتِ والأَرضَ﴾ (سورة الروم آية 8(، أما لغويا فيشير مصطلح الذكاء (Intelligence)،  كما ورد في المعجم الوسيط (ما يتم به التفكير والاستدلال وترتيب التصورات) , وعرف (Webster, 1990: 617 ) الذكاء بأنه (القدرة على التعلم او الفهم او التعامل مع الحالات الجديدة او القدرة على المعرفة عند التعامل مع البيئة او التفكير المجرد الذي يتأت وفق معايير موضوعة ).
 وفى ميدان علم الإدارة نجد أن هناك العديد من إسهامات الباحثين التي أغنت المضمار العلمي للذكاء، فقد عرفته بأنه "عملية تهدف إلى دعم قرارات الأعمال في مجالات التسويق، التمويل، تحديد اتجاهات السوق، الزبائن والمنافسين، لأجل تحقيق الحصة السوقية والفوز بزبائن جدد والتفوق على المنافسين الآخرين (العذاري، 2008: 4)، كذلك يعرف بأنه يساعد الفرد على التفكير المنطقي والعمل على نحو هادف والتكيف مع البيئة التي تتصف بالحركة والتغيير (النعيمي ، 2000: 7) ويعرف الذكاء الاستراتيجي بأنه العملية او أداة لجمع المعلومات التي تحدد صناع القرار بالمعرفة التي تدعهم في صناعتهم لتلك القرارات وتمكنهم من الاستجابة للبيئة التي فيها المنظمة، ثم تحليل المعلومات لتعجيل قدراتهم في التنبؤ والتخطيط المستقبلي والتكيف مع التغييرات البيئية، وذلك في إطار تسلسلي متعاقب يهدف الى المسار الفكري ازاء ما يحدث الان وما سيحدث مستقبلاً (العزاوي ، 2010: 140) . ويرى (Kuhlman, et al, 1999, 14) بأنه ابتكار لخريطة الطريق توجه صناع القرار نحو صناعة قرارات اكثر وعياً عبر تلبية حاجاتهم الملحة للمعلومات وتوفيرها في الوقت المناسب بالدقة والكمية والجودة المطلوبة لصناعة قراراتهم بعقلانية .وعرف (Johanson, 2000 , 35) الذكاء الاستراتيجي على انه وظيفة تختص بالمنافسين أو فهم أهدافهم المستقبلية واستراتيجيتهم الحالية، وما يؤمنون به من فرضيات عن أنفسهم والصناعة وإدراك قدراتهم وابرز مكوناتهم ، كذلك عرفـه ( Clar, et al,2008:10 ) بانه مجموعة عمليات تستهدف البحث عن المعلومات ومعالجتها ثم نشرها وحمايتها لتكون في متناول الشخص المناسب وفي الوقت المناسب ليمكنه من اتخاذ القرار الصائب ، بينما عرفه (عبد اللطيف، 2002: 32-33) بأنه الوظيفة التي تتعامل مع بيئة السوق والطلب وهوية الشركة والحصول على المصادر، والتغيرات البيئية والتنبؤ التكنولوجي والاجتماعي بغية تحقيق الانتشار والفاعلية البعيدة الأمر، واكتساب الخبرة والحكمة العقلية.
 استنادا الى ما تقدم فان الباحثة ترى أن هناك تباين في اتجاهات التعاريف لا تنفي حقيقة الدور الجوهري للمعلومات في تشكيل مفهوم الذكاء الاستراتيجي، ودعم عمليات صناعة القرارات وصياغة السياسات والخطط والتنبؤ بتغيرات البيئة وبحركة المنافسين والتكيف معهما ، وكيف أن هذه المعلومات توفر دعماً للقائد الذي يوسم بعناصر الذكاء الاستراتيجي،  وبالتالي لابد من تعزيز قدراته في جمع المعلومات وتحليلها وتوظيفها في صناعته للقرارات، ورسمه للسياسات والخطط وهذا يتيح للباحثة وضع مفهوم لهذا النمط من الذكاء الاستراتيجي بمستوى البحث يذهب إلى انه ذكاء يوسم به القادة الذين يتمتعون بنظرة ثاقبة ورؤية مستقبلية وتفكير عالي المستوى وقدرة على رفع الابداع من التركيز على نظام معلوماتي يتيح لهم استقصاء المعلومات ومعالجتها وتحليلها ليتسنى لهم توظيف أفكارهم في صناعة القرارات وصياغة الاستراتيجيات بمستوى عالي من الذكاء والقدرة على العمل.
2- أهمية الذكاء الاستراتيجي
يمكن تشخيص جوانب الأهمية الخاصة بالذكاء الاستراتيجي من التعرف الى الأدوار التي ينهض بها هذا النمط من الذكاء، ومن هذه الأدوار هي كالآتي: (صالح وآخرون، 2010: 148-164)
·      دور الذكاء في ترسيخ السمات القيادية.
·      دوره في عمليات التغيير.
·       دور الذكاء الاستراتيجي كسلاح تنافسي.
·      دور الذكاء الاستراتيجي في دعم صناعة القرار.
3- أهداف الذكاء الاستراتيجي
     إن للذكاء الاستراتيجي أهداف محددة حددها بما يلي: ( صالح وآخرون، 2010: 148-164)
أ  ) توفير تنبؤات وتحذيرات مبكرة بالتهديدات المحيطة بالمنظمات واتخاذ الإجراءات الوقائية بأزائها.
ب) تمكين المنظمات من الاستجابة لتغيرات البيئة الحالية والمستقبلية والتخطيط والتنبؤ بالنتائج بالشكل الذي
    ينعكس إيجابياً عن سمعتها وموقعها.
ج) تشكيل القناعات لدى صناع القرارات وصياغة السياسات بوجوب الوصول إلى  القرارات وسياسات إبداعية
    مثلى.
د) النهوض بمهمة جمع المعلومات وتحليلها عن البيئة الخارجية وجعل المنظمات  تقيم تحالفات في مجال
   البحث والتطوير.
ه) تقديم الأفكار الهادفة التي تحول الابتكارات والاختراعات إلى سلع قابلية للتداول .
و) تطوير آراء تخمينية بصدد الأحداث المستقبلية واعتماد هذه الأحداث كأساس في المشكلات.
ز) توفير معلومات استراتيجية تمكن المنظمات من فهم التهديدات التي تحيط بها حالياً ومستقبلا .
4) خصائص الذكاء الاستراتيجي:
 يتسم الذكاء الاستراتيجي كغيره من أنماط الذكاء بجمله من الخصائص والسمات والموضحة بالشكل (2) (Tham & kim, 2002: 3  )
  أ) مرحلة الاستشعار (Sensing) بمؤثرات التغيرات الداخلية والخارجية وتشخيصها على  مستوى المنظمة.
 ب) الجمع (Collecting) للبيانات ذات المغزى.
 ج) التنظيم (Organizing) للبيانات وهيكلتها في شكل مصادر للمعلومات.
  د) المعالجة (Processing) للبيانات وتحويلها إلى معلومات.
 ه) الاستخدام (Uses) للمعلومات في صناعة القرارات ووضع الخطط وتحديد إجراءات تنفيذها.

.
5) أبعاد الذكاء الاستراتيجي
 حدد الباحثون مجموعة أبعاد للذكاء الاستراتيجي والتي ستكون محور تركيز الدراسة الحالية والموضحة بالشكل (3) وهي كما يلي: ( العزاوي، 2010: 152)، (الخفاجي، والبغدادي، 2001: 152)،
(صالح وآخرون، 2010: 191).


الاستشراف (البصيرة)
 جاءت لفظة الاستشراف في كتاب الله القرآن الكريم في (سورة الحشر آية 18)﴿ يا أَيُهَا ﭐلذينَ آمَنُوا ﭐتَقُوا الله وَلِتَنظُرَ نَفسٌ ما قَدَمَت لِغَدٍ وَاتَقُوا الله إنّ اللهَ خَبيِرٌ بِما تَعمَلون﴾.
 تعبر عن قابلية القائد بالتفكير في صورة قوى غير مرئية ولكنها تصنع المستقبل وتظهر أهمية العنصر في توظيف الذكاء لقادة المنظفات في المجالات التالية:
1- اعتماده  التوقع في إدارة التغيرات البيئية بأسلوب هادىء  ومنتظم
2- نجاح القادة في اعتماد السيناريو هات بتقديمها وصفاً لأحداث مستقبلية بديلة واستشعار التغيرات البيئية في صورة قوية غير مرئية.
3- توفير طاقة استقرائية تسمح للقائد بتطوير استراتيجيات موجهه نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة.
4- استيعاب القادة للعمليات المنظمية الرئيسة، وتعزيز خياراتهم والارتقاء بمعرفتهم وخبراتهم العملية (الخفاجي، البغدادي، 2001: 152).
ب) التفكير المنظم:
يعبر عن القدرة على توليف دمج العناصر أكثر من فصلها إلى أجزاء ثم تحليلها مع بعضها ثم تقييمها من حيث علاقتها بالكل، والتركيز على أسلوب تفاعلها مع بعضها من حيث نجاحها في خدمة أهداف النظام(Davis, 2002: 6).
ج) الرؤية الإستراتيجية
إن الرؤية الإستراتيجية الواضحة والمغامرة عنصر ضروري في القيادة الإستراتيجية دون اتخاذ مفهوم مستقبلي للعمل التجاري، أي ما سوف يحتاجه إرضاء العملاء، فضلاً عن أنشطة العمل التي يجب السعي وراءها وأنواع حالات السوق طويلة الأجل التي يجب بناؤها مقارنة بالمنافسين،  ونوعية الشركة التي تسعى الشركة لإنشائها وتطويرها وتحدد تخطيط مسار الشركة باطلاع الإدارة العليا على الطريق والتوجه،  مع الإجابة على الأسئلة الآتية الى أين سوف تتحرك؟  ما طبيعة التغييرات المقبلة في هذا المجال التجاري الذي نعمل فيه؟ ما طبيعة الاختلافات التي سوف تحدثها مثل هذه التغيرات على عمل الشركة الحالي؟ وان تكوين الرؤية الاستراتيجية وصياغتها  لا يعتمد فقط على وجود تدريب ذهني يهدف لصياغة شعار جذاب للشركة،  بل انه يعد تدريباً على التفكير الحذر في الاتجاه الذي يجب على الشركة ان تتجه إليه لكي تحقق النجاح،  ويتضمن هذا الأمر تحديد مجالات السوق التي يُشارَك فيها،  ووضع الشركة على المسار الاستراتيجي السليم،  والالتزام باتباع هذا المسار المؤدي لتحقيق الأهداف ويكون للمديون ثلاث مهام متميزة في تكوين الرؤية الاستراتيجية وصياغتها وجعلها أداة إعداد مفيدة للمعمار الاستراتيجي وهذه المهام
هي (تومسون، 2006: 35).
·         التوصل إلى مضمون رسالة مستهدفة توضح الأعمال التجارية التي تقوم بها الشركة حاليا وتوضح كيان الشركة ومكانتها أو وضعها في الوقت الحالي.
·   استخدام مضمون الرسالة المستهدفة كأساس لتحديد مسار طويل المدى، واختيار ما يجب الاتجاه إليه وتخطيط المسار الاستراتيجي الذي يجب على الشركة أن تتبعه.
·      التعبير عن الرؤية الاستراتيجية بألفاظ بسيطة ومثيرة، تزيد من مدى الالتزام على مستوى الشركة بأكملها.


د ) الشراكة
تعكس الشراكة قدرة القائد الذكي استراتيجيا على إجادته في إقامة تحالفات إستراتيجية أي رؤية شاملة للشراكة بإبرامه اتفاقيات تعاونية وتحالفات او اندماجات مع شركات أخرى في صورة شبكات إستراتيجية،  وهنا يتحدد دور الشراكات في الارتقاء بقدرات قادة المنظمات وذلك كونها :
1-  احد اتجاهات التنظيم المعاصرة التي تمهد السبيل الى تحسين كفاءة الشركاء واشتراكهم في أداء المهمات وتقليل التكاليف وتحويل تنافسهم الى تعاون.
2-  احد آليات (التأقلم مع تحديات البيئة المضطربة، واقتناص الفرص الناتجة عن التطورات التكنولوجية، وضمان انسيابية الخبرات والأفكار بين الشركاء.
3-  إطار عمل تعاوني للتشارك في المواد النادرة وفي تهديدات الدخول إلى الاسواق الجديدة، وكذلك التكيف مع البينة المتغيرة.
4-  تُشبع حاجات المستفيدين وتوسيع نطاق خدمتهم،  مع (الإبداع في حل المشكلات، والتفوق في الأداء، ودعم الاستثمار الطويل الأمد) ثم تحقيق قيمة أكبر لأطراف الشراكة.
5- تتخلص من الجمود المنظمي وتقليل المخاطرة الناتجة عن تصنيع المنتجات الجديدة وتسويقها.
 (العزاوي، 2010: 152).
ه) الدافعية
 تعبر عن الفعل الذي يدفع الفرد إلى تبني وجهه نظر ملائمة لإنجاز العمل المكلف به بشكل مرض، كذلك تحفيز العواطف ورغبات الفرد لحثه على القيام بعمل معين وتجد دوافع الفرد في هيئة سلوك يعبر عن امتداده لبذل مجهودات تمكنه من تحقيق عدّة أهداف في آن واحد، وأدائه لعمله ثم إشباع ما يشعر به من نقص في حاجاته من العوائد المادية والمعنوية المتحققة نظير أدائه بما يؤشر أهمية تمتع القائد بالذكاءين الاستراتيجي والشعوري في آن واحد، توظيف الذكاء الشعوري (فهم الذات، وضبط النفس، والتقمص العاطفي) مع عناصر الذكاء الاستراتيجي لاسيما (الدافعية) لإيجاد قيادة متفوقة تشعر بنوايا العاملين وأهدافهم وتبني أفضل التصورات عنهم والارتقاء بفاعلية هذا العنصر (صالح وآخرون، 2010، 190-191)  ترى الباحثة أن الدافعية هي قدرة القادة الذين يتمتعون بذكاء استراتيجي على دفع  وتحفيز العاملين وحثهم على العمل ورفع روح الحماس لديهم ما يجعل المنظمة تحقق ميزة تنافسية.
و) الحدس
 ويوصفه (خير الله) بأنه ((هو الصوت الداخلي والذي يولد لدينا مشاعر ضد قراراتنا او معها بشكل عام لا سيّما إذا تضاربت البيانات او كانت غير كافية فإننا نعتمد عليها للوصول الى نتيجة على الحاسة السادسة وهي الحدس)) ومن أسباب زيادة الحدس هي:
·           تدريب على التنبؤ بالمستقبل.
·           تخيل انك تؤدي الواجب قبل حدوث حقيقته.
·           لاحظ مشاعرك وإحساساتك التي تتجاهلها عادة.
·           احتفظ بمسجل لأفكارك.
·           تعلم التأمل أو التنويم المغناطيسي الذاتي.
·           التصور الرمزي.





 الإبداع التنظيمي
1- مفهوم الإبداع التنظيمي:
يحيط مفهوم الإبداع شيئاً من الغموض لأنه يغطي حقلاً واسعاً، فضلا عن أنه يعد وعاءً لإنتاج الافراد المتنوعين معرفياً في المنظمة، وتحاول الباحثة التأطير لمفهوم الإبداع التنظيمي بعد التعرف به لغة وأصلاً، فقد جاء مفهوم الإبداع في اللغة العربية متشعباً واختلط بمفردات أخرى حسب اجتهادات الباحثين وتنوع مداخلهم، وجاء معنى الإبداع في لسان العرب على انه ((عدم النظر واشتق من الفعل بدع الشيء يبدعه بدعاً، وابتدعه إنشاه وأبداه)) (الكبيسي، 2002: 19) وقد ورد ذكر مصطلح الإبداع في كتاب الله القران الكريم كقوله تعالى ﴿ بَديعُ السَمواتِ وَالأرضَ﴾ سورة البقرة :الآية ( 117) معناه أن الله عز وجل خلق الكون وحده لا شريك له ولم يسبقه احد بمثالٍ قبله أو صنعٍ مثله، كذلك فقد تناولت الأدبيات والدراسات مفهوم الإبداع وقد اظهر عدد من الباحثين في هذا المجال ليعرفوا الإبداع كل حسب وجهة نظره المستوحاة من دراساته واتجاهاته فيرى (عيسى، 1999: 3 ) .
إن مصطلح الإبداع يستند على ثلاثة أمور:
أ‌)      إن الإبداع عمل واع وجهد دؤوب لا يأتي من دون عناء.
ب‌)       إن الابداع فعل تغير كونه توليداً وأدواته الخيال، التصور والمعرفة بأنواعها.
ج) الإبداع ابتكار تستنبط فيه الحقائق غير المعروفة من حقائق معروفة في الأصل.
 فقد عرّفهHippel, 1988: 17)) بأنه صنع شيء ما بشكل جديد يعتمد في تركيبه على اشياء موجودة اصلا, وعُرف بأنه ((العملية او النشاط الذي يؤدي إلى إنتاج يتصف بالجدة والأصالة والقيمة من أجل المجتمع (ACKSON, CH, 2000, 223-239ـJ)
 وعرف (TORRONCE)الإبداع بأنه (عملية تحسين للمشكلات والوعي بمواطن الضعف والثغرات وعدم الانسجام والنقص في المعلومات والبحث عن الحلول والتنبؤ وصياغة فرضيات جديدة واختيارها وإعادة صياغتها أو تعديلها من اجل التوصل إلى الحلول أو ارتباطات جديدة باستخدام المعطيات المتوافرة ونقل او توصيل النتائج الى الآخرين (عواشريه، 2009: 6) ويرى (Terziovski&Samson,2oo1:24) ان الابداع عملية معقدة من السهل تحديدها لأهميتها الاساسية في تحقيق النجاح المنظمي، ولكن من الصعب ادارتها حيث ان اشتداد المنافسة العالمية وتقصير دورة حياة المنتج تؤدي الى ضرورة الابداع  ، كما يرى(حسن) الإبداع على انه مجموعة خصائص الأفراد وقدراتهم وسمات الأفراد للتفكير الإبداعي  منطلقين من فكرة أن الفرد المباح يمتلك مهارات إضافية للإبداع مثل القدرة على تحمل الغموض وعدم الحكم المبكر على الأشياء وانفتاحه على الخبرات الجديدة المتنوعة او مهارات شخصية مثل حب الاستطلاع والمثابرة وروح المجازفة والقدرة على تغيير المشكلات (حسن، 2000: 331)، ويعرف الكبيسي الإبداع بأنه المزيج من الطلاقة والمرونة والأصالة والقدرة على التوسع والحماسية نحو الأفكار التي يمكن الفرد من الانطلاق من أمس التتابع العادي للتفكير الذي يؤدي الى إنتاج يتصف بالجدة والأصالة والقيمة، أو هو إيجاد حلول جديدة للمشكلات شريطة انه يتم التوصل اليها بطريقة مستقلة (الكبيسي، 2002: 94).
وقد عرف الابداع بانه (نقل او تحويل المعرفة الحالية الى افكار جديدة وتطبيقها على شكل منتج جديد يضيف قيمة للزبون) (www.flexiblearing.nelluu)، وعرفه (kotler,1997,335) هو (اي سلعة او خدمة او فكرة تدرك من قبل فرد وقد تكون للفكرة زمن طويل ولكنها تُعد جديدة بالنسبة للفرد الذي يرى بنفسه انها جديدة ، وقد أكد كل من (porter&stern,1999, 335) على أن الإبداع هو (تحويل المعرفة الى منتجات،  خدمات،  عمليات جديدة تتضمن اكثر من علم وتكنولوجيا، إذ تشتمل على البصيرة لمقابلة حاجات الزبون)، ويقدم (Griffin,1995: 251 & Moorhead ) تعريفا للإبداع يركن على انه (عملية عقلية معرفية او نمط من التفكير التباعدي يتصف بالخلاقة والمرونة والأصالة والحماسية للمشكلات،  وينتج عنه ناتجا ابتكاريا) ،اما ( Robbins,1996:105) عرف الابداع بأنه  القابلية على جمع الافكار واخراجها فريدة من نوعها او جعل ترابطات بين هذه الافكار وقد لا تكون هذه متولدة من الشخص نفسه كي يصبح مبدعا،  ويـرى (القريوني، 2005(11: الإبداع بأنه ( يشتمل على خطوة إضافية وهي تطبيق الافكار الخلّاقة بما يؤدي الى تقديم منتجات جديدة ويضيف قيمة ملحوظة للمنظمة، اما تحقيق مزيد من الارباح او تقليل التكامل ويُعد عنصر المخاطرة عنصراً أساسياً لازماً لتحقيق الإبداع ). واستناداً لما تقدم ترى الباحثة ( إن الابداع التنظيمي هو( بزوغ فكرة لدى شخص ذات قدرات عقلية وابداعية وذكاء عالٍ لم يستطع احد الوصول اليه ، يقوم بتطبيقها على ارض الواقع بشكل امثل ويتميز بالجدة والاصالة والمرونة والقيمة لحل المشكلات).
2) مراحل الإبداع
ان الابداع التنظيمي يمر بمراحل عديدة وكما موضح بالشكل (5 ) (خير الله جمال، 2008: 73-74):
أ‌) الإعداد: وهي تحديد الاعمال الامامية اي دراسة المعلومات والابحاث ذات العلاقة بموضوع ما.
ب‌) الاندماج مع المشكلة: وهي دراسة المشكلة من جميع الزوايا والاحتمالات والحقائق والابداع بمعنى معاينة الشكل بكامل تفاصيله وملابساته.
ج )احتضان المشكلة: اجعل عقلك الباطن يحتضن هذه المشكلة بعد ما استوعبها العقل الواعي، دع العقل الباطن والذي يحتوي على عملية الابداع والابتكار والتجميع يبحث عن حل للمشكلة.
د )الوصول الى الحل:  تجميع مرحلتا الاعداد والاحتضان لينتج عنها الحل بصورة مفاجأة بحيث تطفو على عقلك الواعي فتقول (وجدتها).
هـ )التقييم:  وهي مرحلة اختيار الافكار وتمحيصها وتطبيق المعايير عليها ومن ثم الحكم عليها بالصلاحية او عدمها.
و )التطبيق: وهي مرحلة ترجمة الابداع الى واقع عملي بمعنى ان افكارك الابداعية اصبحت ملموسة ومفيدة وقيمة وعملية.

3) نماذج الإبداع التنظيمي
 لقد وضح الكُتّاب والباحثون مجموعة من النماذج الاساسية المتعلقة بالابداع التنظيمي وهي على النحو الآتي:
أ- نموذج (1931_Rossman)
 لقد وضح (Rossman) أنموذجه اعتماداً على (Wallas) فقد أجرى دراسته على (615) مديراً في عام (1931) وتوصل الى وضع أنموذجا للإبداع مؤكداً على كونها عملية لا شعورية وغير موجهة
أ‌)        ملاحظة الحاجة.
ب‌)    جمع المعلومات.
ت‌)    تحديد الحلول.
ث‌)    تحليل ملائم لهيئة الحلول لبيان ميزاتها ومساوئها.
ج‌)     ولادة الفكرة الجديدة.
ح‌)     التجربة واختيار الحلول الموضوعية.
 يحدث التوفير في التكاليف نتيجة استبعاد وتقليص عناصر التكلفة التي تتناسب المنظمات على تقديمها للزبائن دون تمييز،  ويُزاد مزيج القيمة بالابداع بعناصر جديدة في المخرجات لم تقدمها الصناعة من الزبائن والشكل ( 5 ) يوضح ذلك الانموذج.
شكل (  5  )
نموذج (  Kim & Maubroge  )
 )Kim, & Maubroge, "Value Innovation: The strategicLongic of High Growth", Harvard Business Review, Jan, 1997).
  ب - أما ( 555:Kotler, 2000) فقد قدم نموذج تبني الأبداع يتبنى النموذج الأبداع تسويقياّ من خلال ثلاث مراحل، المرحلة الأولى: مرحلة الإدراك والتي تشير إلى أن المستهلك يصبح واعياّ بالإبداع لكن لديه نقص في المعلومات. ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة التأثير وتشمل خطوتين هما الاهتمام والتقويم ثم المرحلة الثالثة : وهي مرحلة السلوك وتشمل على خطوتين هما الحكم والتبني.
 4) الإبداع التنظيمي
وبناءً على ما طُرِح من نماذج الابداع التنظيمي وحسب وجهة  نظر منظريها،  فيمكن تحديد مكونات الابداع التنظيمي بـ( تمكين العاملين، الابداع في اتخاذ القرار، تشجيع الابداع،التخطيط الاستراتيجي) والتي ستكون محور تركيز الدراسة الحالية والتي ستذكر  مفصلا في ادناه (الكبيسي 2002)
(الجنابي، 2012: 10-15):
أ) تمكين العاملين:
 هو مشاركة العاملين في انجاز القرارات واعطائهم المزيد من الحرية في العمل والتصرف والرقابة الذاتية مع دعم قدراتهم ومهارتهم بتوفير الموارد الكافية والمناخ الملائم وتأهيلهم فنيا وسلوكياً والثقة فيهم  ويُعَد دور القيادة في انجاح التمكين في غاية الاهمية،  لأن التمكين يتطلب من القيادات والإدارات العليا التنازل عن شيء من النفوذ الذي تتمتع به والاستعداد القوي لذلك التنازل،  وإعادة توزيع ذلك النفوذ على العاملين في مختلف مشتريات المنظمة ولكن واقع الامر فإن التنازل عن شيء من قوته لصالح المرؤوسين لا يعني فقدانه لتلك القوى،  لان القادة الناجحين هم الذين تزداد قوتهم عندما يشاركهم الآخرون بها، استنادا لما تقدم ترى الباحثة  ان القيادات وفي تبنيهم وانتمائهم لرؤية القائد والدفاع عنها بشكل ذاتي والمشاركة هي مقوم من مقومات التمكين في المنظمات المعاصرة فلابد من توفير مناخ المشاركة وتحفيز العاملين على التفكير الابداعي لتحسين العمل ومنح حق المسائلة الموضوعية لصالح المنظمة دون تحفظ او تردد ويتطلب من الموظفين ان يستخدموا حلاً حكيماً وتحكيم رأيهم في جميع المواقف والاوقات(الجنابي، 2013: 10).
وتعرف الباحثة تمكين العاملين بأنه ((هو إعطاء المزيد من الحرية في العمل ومشاركة العاملين في اتخاذ القرارات ودعم قدرتهم ومهارتهم الابداعية)).
ب- الإبداع في اتخاذ القرار
((هو عملية ترتبط في إعادة صياغة اتخاذ القرارات في إطار المنظمة بشكل عام مع التركيز على مفهوم المنظمة المتعلمة التي تعمل كوحدة واحدة بشكل مبدع ويمكن تحقيق ذلك بتوافر الشروط التالية وهي :
1- إن اتخاذ قرارات إبداعية يتطلب وجود مدراء ذوي تفكير عميق يعملون من مختلف المستويات التنظيمية.
2- إن اتخاذ قرارات إبداعية يتطلب أن يتعلم المدراء او متخذو القرار حل المشكلات كعالج بصورة ابداعية.
3- ان اتخاذ القرارات الإبداعية يتطلب تنمية المهارات والقدرات الابداعية وتعزيزها بشكل مستمر وذلك باكتساب المعرفة وذلك بالتشكيك وإثارة التساؤلات.
4- ان اتخاذ القرارات الادارية بشكل عام والإنتاجية او الخدمية بشكل خاص لا تعلن عن نفسها بل يجب ان  تشخص وتوضع على طاولة الحل والمعالجة (الفضل، 2009: 75).
 واستنادا لما تقدم ترى الباحثة إن أدوات اتخاذ القرارات هي التي تضمن عملية الابداع في هذا الجانب، وان عمل المدير الحقيقي او القائد الاستراتيجي هو اتخاذ القرار الذي يميز البديل الافضل والامثل بين البدائل المختلفة والمتاحة وبالتالي اختيار البديل الامثل الذي يعرض قابلية الذكاء الاستراتيجي لدى المدير وقدرته على الإبداع واعتماد هذا الذكاء كأساس منهجي لاتخاذ القرار.
ج) تشجيع الإبداع:
 يُعد تشجيع الابداع في المنظمات الحكومية وغير الحكومية ذو أهمية كبيرة فهو( ركيزة للتطوير الهادف الى رفع مستوى الاداء ولا يأتي ذلك إلا من خلال تلمس عوائد الإبداع داخل وخارج المنظمات)، اذ تُعد تهيئة الأجواء المناسبة للعاملين  في المنظمة هي الركيزة الأساسية لإطلاق مواهبهم وإبداعاتهم في انجاز الأعمال وحل المشاكل وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط ويلحظ أن المنظمات الغربية تولي هذا الجانب أهمية قصوى في  البحث والدراسة المتعمقة في تشجيع الإبداع لغرض او بهدف معالجتها للمشكلات او المنافسة مع الآخرين ولا ريب أن ما وصلوا إليه من تقدم ليس وليد الصدفة بل يعتمد على تهيئة الأجواء الملائمة للمبدعين والموهوبين في إبراز طاقاتهم واستثمارها الاستثمار الأمثل. إذ أن حضارات الأمم والشعوب تنهض على اكتشاف المبدعين من أبنائها (توفيق، 2009: 48)، واستناداً لما تقدم ترى الباحثة بأنه إعطاء امتيازات لتنمية قدرات العاملين وحفزهم للأداء المتميز والإبداع وتهيئة المناخ الملائم لإطلاق إبداعاتهم باستخدام القادة لذكائهم الاستراتيجي.
د) التخطيط الاستراتيجي
يعد التخطيط الاستراتيجي ومنا ينجم عنه من أهداف بعيدة المدى، وما يتبعها من أهداف متوسطة وقصيرة المدى وتحويلها الى برامج وسياسات وفعاليات لتحليل الاوضاع الساندة محلياً وعالمياً، وتدرس الاحتياجات المتغيرة وتبعاتها على أعمال المنظمات وما يعنيه كل ذلك من فرص او تهديدات وتقوم المنظمات بتشخيص قدراتها وإمكانياتها الداخلية، بعدها تسعى المنظمة لوضع الاستراتيجيات الملائمة للتكيف مع المعطيات (كاستغلال الفرص المتاحة والتغلب على التهديدات) للحفاظ على استمرارية بقائها وصولاً بها لتتبوأ الموقع الريادي في جميع مجالات أنشطتها.
وعرف (Hussy) التخطيط الاستراتيجي بأنه (جزء مهم من الإدارة وعنصر حيوي من عناصرها لأنه يعبر عن إدراك المستقبل وتهيأة مستلزمات التعامل معه، فهو يجسد الآفاق الفكرية والفلسفية لإدارة ويواكب مراحل تطورها (الغالبي، 2007: 103) قد ازدهرت اهمية التخطيط الاستراتيجي في عصر العولمة والمتغيرات المتلاحقة والمنافسة الحادة في البيئة الخارجية/ حيث يشير (Steiner)  إلى أن التخطيط  الاستراتيجي يقوم على أربعة عناصر مهمة هي: (الغالبي، 2007: 101)
·      المستقبلية في اتخاذ القرار: أي ضرورة تحديد بدائل يمكن اتباع أي منها مستقبلاً.
·      العملية: أي أن التخطيط الاستراتيجي هو عملية تبدأ بتحديد الأهداف ثم السياسات وطرائق الوصول الى الاستراتيجيات
·      الفلسفة: التخطيط الاستراتيجي هو اتجاه وطريقة في الحياة وجزء مهم من العملية الإدارية.

·      الهيكلية: وهي عبارة عن عملية منظمة تسعى لتحديد الغايات والاهداف والسياسات والاستراتيجيات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الترويكا بين المفهوم والمصطلح

  الترويكا بين المفهوم والمصطلح     الترويكا ثالوث الرأي السياسي، والمفهوم     الدال على اجماع الرأي الواحد، وفي وقتنا الحاضر، لم تع...