الدبلوماسية الشعبية الأصل التاريخي للدبلوماسية
تقديــم:
الأهمية والتطور التاريخي
الدبلوماسية الشعبية ليست في حقيقة الأمر نتاج عصري أو
حديث لتطور العلوم السياسية، فالتاريخ يؤكد ولادتها مع وجود الإنسان على ظهر هذه
الأرض، بحكم ضرورة معالجة الخلافات الاجتماعية القبلية منها والثقافية وتبادل
الآراء والأفكار والتشاور حول القضايا التي تمس حياة ذلك المجتمع، وغيرها من أشكال
الاختلافات التي تنتج عن تطور الحياة اليومية، وبالتالي بروز العديد من المشاكل
والتعقيدات والخلافات بشتى أنواعها، ونحن نتصور ـ من وجهة نظرنا الشخصية ـ بأنها
الأصل التاريخي للدبلوماسية في إطارها الحديث، حيث عرفتها شعوب قديمة كالإغريق
والفينيقيين وغيرهم الكثير من شعوب العالم.
أما الشعوب العربية فقد عرفتها منذ فترة طويلة، وذلك بحكم الطبيعة البدوية والتواصل الاجتماعي القبلي والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تفرض على أبناء القبيلة الواحدة أو البلد الواحد حل خلافاتهم الداخلية وإصلاح ذات البين بينهم بطرق لينة وشعبية، وقد برزت تحت أسماء كثيرة كالسبلات الشعبية والمجالس القبلية وغرف ومجالس الشورى وإصلاح ذات البين في العالم العربي، ومن أبرزها على الإطلاق في تاريخنا الإسلامي والعربي، ما سمي " بحلف الفضول " حيث اجتمع بعض إشراف مكة فتعاهدوا على تأسيس حلف لرد الحقوق والمظالم إلى أصحابها، كذلك فلتلك المنظمات الشعبية مسميات مختلفة في بقية دول العالم كمجالس الصداقة الشعبية، والمجالس الوطنية الشعبية للصداقة، ومنظمات وأحلاف التضامن الشعبي وغيرها من الأسماء، أما الدبلوماسية الحديثة فإنها لم تكرس رسميًّا إلا في اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية والموقعة في 18 ابريل 1961م.
أما اليوم فقد تطورت الدبلوماسية الشعبية بشكل لافت للنظر، فأخذت أبعادا كثيرة وأشكال معاصرة ومتطورة، لتبرز تحت إطار عدد كبير من الاتحادات والتكتلات والتحالفات والمنظمات الدولية، وكما هو معروف فإن الدبلوماسية الشعبية تعد من أهم عمليات الاتصال بين الشعوب منذ وقت طويل، ولها من الأساليب والقنوات والأدبيات ما يتجاوز بكثير مفهوم الدبلوماسية الرسمية، (فـإذا كان المعنى الشائع لكلمة الدبلوماسية في عصرنا الحديث يعني: عملية إدارة وتنظيم العلاقات الدولية، فيمكن أن نقول بأن الدبلوماسية الشعبية تعني: الممارسة غير الرسمية لمهمة الدبلوماسية، أو عملية ممارسة تنظيم وتطوير العلاقات بين الشعوب بطرق ووسائل غير رسمية).
وظل الاهتمام الرسمي وغير الرسمي بالدبلوماسية الشعبية كبيرا
إلى يومنا هذا، بل وتزايدت تلك الأهمية في ظل تراجع دور الدبلوماسية الرسمية، بسبب
الإخفاقات التي منيت بها في عدد من القضايا الدولية، نتيجة رفض الشعوب للتدخل
المباشر في قضاياها ومشاكلها الداخلية بشكل رسمي، باعتبار ذلك نوعا من التدخل في
سيادة الدول والشعوب وخصوصياتها، في وقت نجحت فيه الدبلوماسية الشعبية في اختراق
ذلك الحاجز النفسي والاجتماعي، بسبب أدواتها وفنونها وأدبياتها التقليدية، وقربها
من الشعوب وأفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم، واستشعارها لمشاكلهم ومعايشتها اليومية لواقع
حال تلك القضايا من خلال المعايشة النفسية والاجتماعية والثقافية لها، وهو ما تنبه
له عدد كبير من دول وحكومات العالم اليوم، كالولايات المتحدة الأميركية والصين
ودول الاتحاد الأوربي وبعض دول الشرق الأوسط.
وفي المملكة العربية السعودية لم نستخدم الدبلوماسية
الشعبية على نحو واسع إذ ظلت دبلوماسيتنا الرسمية تقوم بدور متكامل في دعم علاقات
بلادنا مع دول العالم، ولكن في مرحلة متغيرة يتقلب فيها هذا العالم على النحو الذي
نراه، لا بد وأن تحدث تقاطعات خارجة عن الإرادة لا تتماسك فيها العلاقة الرسمية،
ما يتطلب دورا شعبيا ينهض بالعلاقات ويحميها. والدبلوماسية الشعبية السعودية ستعكس
للعالم قيمنا الشعبية المتمثلة بالصبر والتسامح ونبل الأخلاق وصفاء النفس، مما
يجعلها تقدم رسالة إنسانية سامية للآخرين بالإضافة للقوتين الناعمتين القوة
الاسلامية كقبلة المسلمين والقوة الاقتصادية.
وختاما:
فإن الدبلوماسية
الشعبية، تعد نتاجا سياسيا فكريا عميق ومتطور، يهدف إلى توطيد علاقات الصداقة
والحوار السلمي بين الأمم والشعوب بشكل أساسي، عن طريق التواصل غير الرسمي،
ومحاولة حل الخلافات والنزاعات الإقليمية منها في إطار القوانين والأعراف
والتقاليد المتعارف عليها، وبوسائل حوارية تحقيقا للأمن القومي العربي والدولي،
وبالتالي فإن الدبلوماسية الشعبية هي رؤية سياسية صحيحة وهادفة لمستقبل
الدبلوماسية في القرن الحادي والعشرين.
تعريف ومفهوم الدبلوماسية الشعبية
تعرف الدبلوماسية الشعبية بأنها النشاطات المبذولة من قبل الجهات الشعبية لكسب
الرأي العام الخارجي بعيدا عن أنشطة البعثات الرسمية وأنشطة السفارات، على أن تكون
متكاملة مع السياسة الرسمية، وقد بدأ تداول مفهوم الدبلوماسية الشعبية على المستوى
الأكاديمي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1965م، عندما طرحه عالم السياسة
الأمريكي إدموند جيليون.
مفهوم الدبلوماسية الشعبية يتناول تأثيرات المواقف العامة في تشكيل وتنفيذ السياسات
الخارجية. وهو يشمل أبعادا من العلاقات الدولية تقع فيما وراء الدبلوماسية الرسمية،
كقيام الحكومات بزراعة وغرس رأي عام في البلدان الأخرى، والتفاعلات بين الجماعات
الخاصة ومصالحها في بلد مع بلد آخر، وكتابة التقارير وتحليل الشؤون الخارجية
وتأثيراتها على السياسة العامة، وعمليات التواصل مع الفاعلين غير الحكوميين في
كافة الدول.
برامج الدبلوماسية الشعبية:
§ المشاورات:
تأخذ تلك المشاورات شكل حلقات العمل والاجتماعات بين
الاطراف الغير رسمية لممارسة النفوذ السياسي بصورة غير رسمية والخروج بأفكار
وطروحات غير ملزمة لكلا الطرفين.
§ الحوار
يطرح لفهم عملية الاتصال بين الجماعات غير الرسمية ولبناء
الثقة ويكون بلقاءات ثنائية او جماعية.
§ التدريب
تدريب عناصر من جميع شرائح المجتمع والقطاع الخاص والأفراد
السياسيين، وتركز برامج التدريب هذه على حل النزاع والتفاوض والمصالحة والتعاون .
- أهداف الدبلوماسية الشعبية:
§
الجهد الشعبي الذي يهدف الى التأكيد على كرامة الانسان
وحرية قراره باعتباره الفاعل في توجيه الدبلوماسية الشعبية الداعية للمشاركة.
§
تهدف الدبلوماسية الشعبية الى تعزيز اولويات السياسة
الخارجية عن طريق فهم وإعلام النفوذ الاجنبي والجماهير وصناع القرار وتوسيع الحوار
بين المواطنين ومؤسسات الدولة ونظرائهم في الخارج.
§
تسعى الدبلوماسية الشعبية الى إحداث التواصل مع غير
الدول من الاطراف الفاعلة في المجتمع المدني مثل المنظمات الغير حكومية ووسائط
الاعلام والجمهور العام بغرض التأثير على نفوذ الجهات الفاعلة من غير الدول ومن ثم
لعب دور حيوي في حماية مصالح الدولة والتصدي للعناصر المناهضة والمعارضة.
§
تركز الدبلوماسية الشعبية على الممارسات الديموقراطية
التي تهدف الى ايجاد الافتراضات والقيم المشتركة من خلال الحوار والاتصالات التي
تصب في اتجاه واحد والتركيز على عنصر مهم هو بناء الشخصية المؤسسية والعلاقات
الخارجية في اطار حوار مع الجماهير لتحديد طبيعة الانشطة.
§
تهدف الدبلوماسية الشعبية الى التركيز على التأثير على
الرأي العام من خلال وسائل الاعلام وبما تصدره من كتب ونشرات وما تنظمه من ندوات
ومحاضرات هادفه من وراء ذلك تحريك الرأي العام لتأييد موقفها بما يحقق تأثير على
الحكومات.
§
تهدف الدبلوماسية الشعبية الى تعزيز فكرة المواطنة
والحفاظ على تلاحم نسيج المجتمع وتفعيل دور الشعوب في محاولة لتصحيح التصورات
الخاطئة وايجاد الحلول للمشاكل التي عجزت عن حلها الجهات الرسمية.
§
تهدف الدبلوماسية الشعبية الى تعزيز الوعي لدى الجماهير
في الأبعاد الثقافية والاجتماعية والتعليمية فهي تمثل مصدر رئيسي للمعلومات من
خلال دراسات اكاديمية والاطلاع على انشطة السلطة التنفيذية.
عناصر الدبلوماسية الشعبية تعتمد
في سياستها على:
- تفسير مبررات السياسة الحكومية ومدى تأييد الرأي العام لها.
- الحرص على مساعدة الجماهير الاجنبية على فهم ابعاد المجتمع والثقافة
السائدة داخل المجتمع.
- العمل
على تزويد راسمي السياسات بالمعلومات المتعلقة بنظرة الجماهير في العالم الخارجي
إلى حالة ووضع سياسات الدول ومصالحها الوطنية ونقاط القوة والضعف في تلك الدول
وسياساتها بما لايخل بالاستقرار السياسي لأي لدولة.
أدوات وأشكال وسائل وأنشطة
الدبلوماسية الشعبية:
§
الوسائل الاقتصادية و برامج التنمية المستدامة
§
وسائل الاعلام والاتصال المسموعة والمرئية والصحف
والمجلات
§
النخب الحاكمة
§
عولمة الحوار الدولي وإحلال السلام
§
المساعدات الخارجية
§
حماية حقوق الانسان ( تعزيز عنصر الحرية الثقافية كجزء
من حرية الشعوب)
§
الشراكات الاستراتيجية بعيدا عن التداعيات السلبية
للتدخلات العسكرية
§
المفكرون ( الادباء والمحامون والسياسيون)
§
الاطباء ( البعثات الطبية)
§
الاعلاميون
§
الباحثون
§
رجال الدين ( الدعاة / حوار الاديان)
§
الفنانون ( المهرجانات الغنائية / المسرح ودور العروض
السينمائية)
§
الجهات المهنية ( العمال والحرفيون)
§
التبادل الطلابي والأكاديمي والعلمي والمبعوثين للخارج
§
المؤسسات الاكاديمية
§
الفرق الرياضية الرسمية
§
فرق الهواة في النشاطات والسباقات الاقليمية والدولية
§
جمعية الفنون الشعبية (التراث الشعبي - الفنون
التشكيلية)
§
جمعيات الكشافة
§
الأعمال التطوعية
§
جمعيات الصداقة
§
الجمعيات الخيرية ( أعمال البر والاحسان والمساعدات
الاغاثية)
§
مراكز البحوث والدراسات المستقبلية.
§
خبراء المنظمات الدولية
§
التطور التكنولوجي ( شبكات التواصل الاجتماعي)
معايير الدبلوماسية الشعبية ،
أبرزها:
§
القوة
الاقتصادية، والقوة السياسية، والاستخدام الجيد: للروابط التعاقدية ( بيع ، شراء،
اتفاق).
§
الروابط
الثقافية: قيم وعقائديات ووجدانيات تعبر عنها اخلاق وعبادات وادآب وسلوكيات.
§
والرابط البيئي والرابط الجغرافي الإقليمي
والدولي.
تجارب الدول في الدبلوماسية الشعبية
-
الدبلوماسية الشعبية الصينية
تبني الصين استراتيجيتها كقوة كبرى صاعدة على
مفردات القوة الناعمة، والتي تعتمد استخدام أدوات الإقناع بدلاً من أدوات الإكراه،
لتعظيم قدرتها على جذب الآخرين عبر وسائل عديدة ترتدي في مجملها ثوب الدبلوماسية
الشعبية، بصيغ شتى ثقافية واجتماعية واقتصادية، إضافة إلى المشاركة في المنظمات
المجتمعية المتعدية الجنسيات. وقد دشنت الصين عام 1997 ما عرف باسم إستراتيجية
"توزيع المكاسب"win–win
strategy في
سياستها الخارجية والتي تريد بها التأكيد شعبويا على أنها لا تهدف في علاقاتها
الخارجية إلى الهيمنة على الآخرين بل إنها تريد أن تكسب وتتقدم ولكن ليس على حساب
الآخرين، على عكس فلسفة النموذج الأمريكي المكروه شعبيا على مستوى دول العالم
الإسلامي.
يشير تشن هاو سو رئيس جمعية الشعب الصينى
للصداقة مع الدول الأجنبية، إلى الدور الملموس الذي تلعبه الدبلوماسية الشعبية
الصينية من خلال الجمعية في عدد من محافل العمل السياسي الرسمي وغير الرسمي، مؤكد
على فعالية ذلك الدور بشكل ملحوظ، وما حقته من نجاحات في ذلك الإطار، فيقول: (انه
منذ عام 1954 عندما تأسست الجمعية في بكين، أقامت الجمعية روابط صداقة مع ما يقرب
من 400 منظمة غير حكومية في أكثر من مائة دولة ، وقال تشن أن الجمعية ساعدت أيضا
في إقامة علاقات تآخى بين أكثر من ألف مدينة صينية، ومدن أخرى في أكثر من مائة
دولة، وحول الاتصالات الشعبية مع الدول المتقدمة استشهد تشن بجهود الجمعية في
إقامة ندوة للتعاون البيئي بين الصين وروسيا، وإصدار إعلان للصداقة بين الصين
واليابان في القرن الجديد، والتعاون مع جمعيات الصداقة اليابانية بهدف حماية
الصداقة بين الصين واليابان، وإقامة جمعية بين الصين والاتحاد الاوروبى، والترويج
لليورو، وبذل جهود واقعية للتطوير الطبيعي للعلاقات الصينية ـ الأميركية).
كما
تبنت الصين استراتيجية "التنمية السلمية" مع شعوب الدول الصديقة وذلك من
خلال تنظيم المعارض الفنية والفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تنمية المجتمعات
المحلية في هذه الدول، إلى جانب توسعها في إنشاء المعاهد الكونفشيوسية في كثير من
الدول لتعليم اللغة الصينية لاقتناعها بأن اللغة هي وعاء الثقافة ومن ثم فليس أقدر
على التقريب بين الشعوب من أداة اللغة.
كذلك
تحرص الصين على التوسع في تقديم المنح الدراسية للعرب والمسلمين معاهد كونفوشيوس مثالا على ذلك. والتي تنشر أفكار الكونفوشيوسية
القديمة وفلسفتها في جميع أنحاء العالم، وأصبحت منارات لنشر الثقافة الصينية
تحقيقا للدبلوماسية الشعبية، وفقا لإحصاءات العام 2008 تستقبل الجامعات الصينية
أكثر من 120 ألفًا من الطلاب الأجانب سنويًا، وهو عدد مرشح للزيادة بصورة كبيرة في
السنوات القادمة لاسيما مع تزايد مخاوف الدارسين الأجانب من الإجراءات الأمنية
المشددة التي تحيط بهم في الدول الغربية وخاصة لمن يتحدرون من أصول عربية أو
إسلامية.
-
الدبلوماسية الشعبية للولايات المتحدة
الأمريكية
كانت الولايات المتحدة سباقة في
هذا الخصوص؛ حيث إنه في عام 1917، وفي منتصف الحرب العالمية الأولى أنشأ الرئيس «ترومان»
لجنة المعلومات الشعبية العامة، التي كانت تهدف بالأساس إلى إقناع العالم بنبل أهداف
السياسة الخارجية الأمريكية، وفي 1941 أي خلال الحرب العالمية الثانية - أنشأ الرئيس
«فرانكلين روزفلت» خدمة المعلومات الخارجية التي كانت تبث مجموعة من الأخبار المؤيدة
للولايات المتحدة الأمريكية في كل من أوروبا وآسيا وذلك للتصدي للدعايتين اليابانية
والألمانية، وهو ما عرف الآن بإذاعة صوت أمريكا، وفي 1950 أطلق الرئيس «ترومان» «حملة
الحقيقة»، التي هدفت إلى تعريض الشيوعيين للأفكار والقيم الغربية لمحاربة الشيوعية،
ثم في عام 1953 أسس «أيزنهاور» وكالة الاستعلامات الأمريكية خلال الحرب الباردة، وكان
الهدف الرئيسي منها هو فهم الرأي العام الخارجي والتأثير فيه. تلك المحاولات المتكررة
لعبت دورًا في انتصار الولايات المتحدة والمعسكر الغربي في الحرب الباردة على الاتحاد
السوفيتي؛ حيث استطاعت غرس القيم والعادات التي من شأنها تغيير فكر الشعوب التي كانت
تدور في فلك موسكو نحو التطور والثقافة والفلسفة الأمريكية في الحياة، وتعد القوى
الدولية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الأكثر استخداما وتطبيقا
وتوظيفا لأدوات الدبلوماسية الشعبية التي تستهدف التأثير في بنية العقل الجمعي
للأمم والشعوب أفرادا وجماعات لاسيما في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام
2001، وذلك في إطار ما اصطلح على تسميته في الأدبيات الأمريكية بالقوة الذكية
Smart Power التي
تجمع بين كل من القـوة الصـلدة Hard Power
والقوة الناعمة
Soft Power لخدمة أهداف السياسة الأمريكية. ففي عام 2003
أنشأت الإدارة الأمريكية لجنة متخصصة برئاسة خبيرة العلاقات الدولية شارلوت بيرز
لتحسين صورة الولايات المتحدة بين شعوب العالم الإسلامي.
وبرنامج سفير من شعب إلى شعب: الذي تأسس كجزء من وكالة المعلومات
الأمريكية على يد الرئيس الأمريكي آيزنهاور عام 1956م، لتخفيف التوترات خلال الحرب الباردة لتقديم جهات اتصال غير حكومية بين شعوب الدول
المختلفة. وبعد ترك آيزنهاور لمنصبه، تمت خصخصة البرنامج وتضمينه في ولاية ميسوري حيث يوفر برنامج "من شعب إلى شعب" أربعة برامج
رئيسية، بما يتضمن "السفراء الطلاب" و"السفراء الرياضيين"
و"برامج القيادة" وبرامج السفراء المواطنين". وقد شارك أكثر من
500000( خمسمائة الف) شخص في هذه البرامج.
وفرق السلام : يعد برنامج للتبادل الثقافي تولت إدارته حكومة
الولايات المتحدة. وجدير بالذكر أن برنامج "فرق السلام" الذي تم تأسيسه
عام 1960م، هذا البرنامج يعمل كوكالة فيدرالية حيوية لتعزيز فهم الثقافات الأجنبية
بين الأمريكان واستيعاب الثقافة الأمريكية بين الأجانب في مناطق العالم التي تعاني
من المصاعب. وقد تطوع أكثر من 200000 ( مائتي الف) أمريكي في برنامج "فرق
السلام" منذ أن بدأ اشمل على 139
دولة. ويقول جون هيوز مساعد وزير الخارجية الأميركي في
إدارة ريجان والمدير السابق لـ"صوت أميركا"، في مقال منشور له على موقع
المركز الدولي لدراسات أميركيا والغرب، متناولا دور الإعلام في نجاح الدبلوماسية
الشعبية بالولايات المتحدة الأميركية، وموضحا الهدف من تدشين هذا النوع من أساليب
العمل الدبلوماسي، بقوله: (إن الدبلوماسية الشعبية، والتي دشنتها أميركا من أجل
كسب عقول وقلوب الشعوب، والتي تلعب فيها الإذاعة دون أدنى شك دوراً محورياً، تتطلب
إذا أريد لها أن تنجح أن تقوم الولايات المتحدة حكومة وشعباً بالتواصل مع شعوب
الدول الأخرى، سواء الشعوب الصديقة أو تلك التي تقف منها موقفاً مُعادياً، وهو ما
لا يمكن أن يستمر بدون تدعيم دور الإذاعات الموجَّهة ).وقدمت كارين هيوز مساعد وزير الخارجية
الأمريكي السابق لشؤون الدبلوماسية العامة عام 2005 تصورها لأهداف الدبلوماسية
الشعبية لواشنطن عبر عدد من الوسائل والأدوات لعل أهمها؛ تدشين إذاعة سوا، وقناة
الحرة، ومجلة Hiالموجهه للشباب، لشغل الفضاء الإعلامي في
المنطقة الإسلامية بإعلام أمريكي موجه يستهدف إعادة تشكيل الوعي الجمعي للشعوب
وتحقيق أهدافه.
وتكثيف برامج التواصل مع
الشرائح المثقفة في الدول العربية والإسلامية، من خلال رعاية عدد من برامج التبادل
الطلابي في صورة منح دراسية مثل تلك التي تقدمها مؤسسة فولبرايت
والتي بلغت ميزانيتها عام 2005
نحو 145 مليون دولار، إلى جانب تقديم الدعم المالي والفني لمنظمات المجتمع المدني
في الدول العربية والإسلامية للترويج لقيم معينة تصب في إطار الحروب القيمية
والثقافية.
-
الدبلوماسية الشعبية الروسية :
تعد الدبلوماسية الشعبية أبرز
مرتكزات السياسة الخارجية الروسية تجاه العالم الإسلامي، حيث تنطلق موسكو في
خطابها للشعوب الإسلامية بتصوير نفسها بأنها كانت وما زالت القوة الدولية الأقرب
للعرب والمسلمين، باعتبارها لم يكن لها إرث استعماري في المنطقة كغيرها من القوى
الأوروبية الكبرى. وتستخدم روسيا أداتين فاعلتين من أبرز أدوات الدبلوماسية الشعبية
وهما الإعلام والتعليم، ففيما يتعلق بالأداة الإعلامية تقوم وسائل الإعلام الروسية
بدور بارز في مجال الدبلوماسية الشعبية لتحقيق التقارب مع شعوب المنطقة، ولعل
المثال الأبرز في ذلك قناة روسيا اليوم التي بدأت بثها باللغة العربية في مايو من
العام 2007. أما الأداة التعليمية فتهدف روسيا من خلالها إلى
مد جسور التعاون مع العالم الإسلامي في المجالات الثقافية والأكاديمية والبحثية،
ويتجلى ذلك في التوسع في برامج المنح الدراسية والتبادل الطلابي، وهنا تبرز جامعة
الصداقة بين الشعوب في موسكو باعتبارها الإطار الأكاديمي الأقدم الذي يستخدم في
إطار الترويج للثقافة الروسية منذ الحقبة السوفيتية، حيث أنشئت عام 1960، وعلى مدى
أكثر من 50 عامًا تخرج من هذه الجامعة أكثر من 60 ألفًا من الدارسين الأجانب، منهم
حوالي 5 آلاف بدرجة الدكتوراه، يعملون في 165 بلدًا من بلدان العالم.
-
الدبلوماسية الشعبية الفرنسية: كان
توجهها رياضي
فقد أعلنت وزارة الخارجية
الفرنسية عام 2014م عن مشروعها الجديد للاستفادة من الدبلوماسية الرياضية في دعم
توجهاتها وسياساتها الخارجية . حيث تقول أن: "الرياضة هي أداة من أدوات
إشعاعنا الدولي وقدرتنا على التنافس واستحداث فرص العمل. وعلى هذا الأساس، تحتل
الرياضة موقعا مهما في دبلوماسيتنا الاقتصادية ودبلوماسية التأثير، وتستنفر جميع
دوائر الدولة طاقاتها من أجل تعزيزها". بل إن الوزارة الفرنسية ذهبت لأبعد من
ذلك لتستحدث منصب سفير للرياضة في وزارة الخارجية يضطلع بعدة مهام تتمحور حول دعم
الحضور والتأثير الفرنسي في المجال الرياضي عالميا. يتحقق ذلك من خلال مساندة
المؤسسات الفرنسية في الاتحادات القارية والدولية والمنظمات التي تعنى بالرياضة
كاليونيسكو والمجلس الأوروبي، ودعم ترشح فرنسا لاستضافة المناسبات الرياضية الكبرى
ومساندة الشركات الفرنسية للفوز بمناقصات البطولات الرياضية الدولية.
-
الدبلوماسية الشعبية الإسرائيلية والإيرانية
إسرائيل وإيران: لهذه الدولتين باع في تطبيق أدوات
الدبلوماسية الشعبية لتحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.
-
إسرائيل:
أدركت منذ عقود إلى أهمية كسب الشعوب في حربها مع الإسلام والمسلمين، فهذا ديفيد
بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يؤكد في خطاب له أمام الكنيست عام 1960م
على أهمية الدبلوماسية الشعبية فيقول "إن المساعدات التي نقدمها لشعوب الدول
المستقلة حديثًا ليست عملاً من أعمال الخير، إننا بحاجة إلى صداقة هذه الدول
وشعوبها أكثر من حاجتها هي إلى مساعداتنا"، ومن ثم تتوسع إسرائيل في تقديم
المساعدات التنموية للشعوب، لاسيما في أفريقيا قارة الإسلام، باعتبارها تمثل
منظومة القيم للشعب اليهودي ومن ذلك برنامج "تيكون أولام"
والسعي نحو احتكار مصادر
المياه في القارة السمراء، أو إصلاح العالم الذي يعد أبرز آليات التعاون الدولي
الإسرائيلي مع شعوب الدول المراد استقطابها لتدور في فلك السياسة الصهيونية أو
تصبح محايدة وغير معادية لها في المحافل الدولية على أقل تقدير.
-
إيران: تسعى إلى استغلال حالة الضعف الإستراتيجي التي تتسم بها المنطقة العربية
عبر البحث عن أدوات ووسائل جديدة لإحياء وتدعيم دورها الإقليمي وطموحاتها
المتزايدة للتمدد الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، وهنا تبرز أدوات الدبلوماسية
الشعبية لطهران ومن ذلك استخدام المؤسسات الشيعية والصوفية في الدول الإسلامية
للترويج للسياسات الإيرانية في الأوساط الشعبية السنية، مستغلة في ذلك الحب الفطري
لبسطاء المسلمين لكل ما له علاقة بالرسول الكريم وآل البيت الكرام، بهدف تشييع
المجتمعات السنية إن لم يكن عقديًا فسياسيًا وأيديولوجيًا. كما توسعت إيران
في إطلاق القنوات الفضائية الشيعية للترويج للنموذج الإيراني ونشر ثقافة التشيع
بين شعوب العالم الإسلامي، حيث يوجد نحو أربع وثلاثون قناة شيعية على القمر
الصناعي نايل سات، في حين توجد نحو ثلاث عشرة قناة تبث على القمر الصناعي عرب سات،
وتصور إيران نفسها للشعوب المسلمة عبر أدواتها الإعلامية بأنها حامية الحمى
والمدافعة عن الحقوق والمقدسات الإسلامية، وأنها درع الأمة إزاء القوى الإمبريالية
التي تسعى إلى السيطرة على مقدرات الأمة. ومن هنا فإن ايران
تستعمر الارض والعقول فتخرج من الارض وتبقى العقول من أبناء الأرض مشبعة بالفكر الايراني وتدار بأوامر صفوية.
الدبلوماسية الشعبية في استراتيجيات وسياسات الدول العربية
والإسلامية
-
الدبلوماسية الشعبية المصرية
الدبلوماسية
الشعبية ظهر مصطلحها في جمهورية مصر العربية منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011م, وذلك
كمدخل لإعادة تواصل مصر مع مراكز إقليمية مؤثرة . ويمثلها وفد يضم نخب من رموز السياسة
والثقافة والأدب والفن والإعلام ، لجوء الدبلوماسية المصرية بعد ثورة 25 يناير إلى
توظيف دبلوماسية عبد الناصر الشعبية إزاء دول إفريقيا عموما، ودول حوض النيل خصوصا؛
حيث كان لازدهار استخدام مصر لدبلوماسيتها الشعبية في الفترة من 1958 حتى عام 1961
أثر مهم في المكانة التي حققتها لدى الشعوب الإفريقية.
وفي 29 مارس 2017م عقد وفد
الدبلوماسية الشعبية المصرية برئاسة المستشار أحمد الفضالي اجتماعات مكثفة
بالكونجرس الامريكي لبحث استصدار قرار تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة ارهابية.
من النتائج الفعلية لزيارات وفود الدبلوماسية
الشعبية المصرية لكل من إثيوبيا وأوغندا والسودان، اتضح في:
-
تأكيد الرئيس الأوغندي موسيفيني ضرورة بدء صفحة جديدة في العلاقات بين شعبي مصر
وأوغندا، وأن بلاده لا يمكن أن تكون شريكة في أي عمل يضر بمصر بعد ثورة 25 يناير.
- موافقة الرئيس موسيفيني علي ما طرحه وفد الدبلوماسية الشعبية بتأجيل التصديق علي الاتفاقية الإطارية لمدة عام، وحتي يكون لدي مصر برلمان منتخب ورئيس منتخب. كما أنه وعد بأن يبذل أقصي جهد في هذا الشأن في محاولة لإقناع قادة دول حوض النيل الأخري بذلك، مؤكدا حرصه علي ضرورة أن تكون مصر شريكة في أي اتفاق لدول حوض النيل.
- إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي وقف التصديق علي اتفاقية عنتيبي الإطارية التي وقعتها معظم دول حوض النيل الخاصة بتنظيم استغلال مياه النهر، لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مصر، وسماح السلطات الإثيوبية بدخول فريق من الخبراء المصريين لدراسة الآثار التي يمكن أن تنتج عن بناء "سد الألفية" في إثيوبيا.
- مطالبة الرئيس السوداني، عمر البشير، مصر بعد
ثورة 25 يناير بتطبيق اتفاقية الحريات الأربع الموقعة بين مصر والسودان، وتتضمن
"التنقل والإقامة والعمل والتملك"، باعتبارها مفتاح بناء علاقة جديدة
بين البلدين، مشيرا إلي أن بلاده تحتاج إلي مصر بشريا وفنيا وتقنيا، وأن السودان
يفتح أبوابه لرجال الأعمال والمستثمرين المصريين للتحرك والعمل بحرية.
وأن زيارات الوفود الشعبية أسهمت في بناء
مناخ سياسي أقل توترا وأكثر قابلية للتطور والانفتاح المتبادل، وأنهت مرحلة الشك
والغضب الإفريقي في المواقف والتحركات المصرية بعد ثورة 25 يناير.
-
الدبلوماسية الشعبية السودانية
الدبلوماسية
الشعبية السودانية، من أبرزها مجلس الصداقة الشعبية العالمية، وهي ( هيئة قومية
عريقة ظلت تعمل منذ عام 1960م تحت مظلة مسميات عديدة مثل "منظمة التضامن
الآسيوي والإفريقي " في الستينات ومسمى " المجلس الوطني للصداقة
والتضامن والسلام في العام 1973 م، وأخيراً تحت مسمى "مجلس الصداقة الشعبية
العالمية"، والذي تم تكوينه بموجب القرار الجمهوري رقم (31 ) لسنة 1990م، حيث
يتلقى هذا المجلس رعاية مباشرة من رئيس الجمهورية ويقوم بممارسة مهامه مع وزارة
الخارجية والمنظمات الأخرى.
§في 23 أغسطس، 2016· مجلس
الصداقة الشعبية العالمية و جمعيه الصداقة الشبابية السودانية أقامت مع شباب
العالم منتداها الأول تحت عنوان (الشباب والدبلوماسية الشعبية) .
§في 14يوليو، 2016· أقام
مجلس الصداقة الشعبية العالمية في شهر رمضان الافطار السنوي للسفراء الافارقة والافطار
السنوي للجاليات.
§4 أبريل، 2016 م، أقام
مجلس الصداقة الشعبية العالمية بمشاركة السلك الدبلوماسي في السودان " يوم
الصداقة مع الشعوب" تحت شعار " كما يتعانق النيلان .. تلتقي شعوب العالم
في السودان"
-
الدبلوماسية الشعبية العراقية
عانت
السياسة الخارجية العراقية في سياسة حكم نظام صدام حسين من ضعف كبير على المستويين
الدولي والإقليمي، واستمر هذا الضعف والانقطاع الخارجي بعد عملية التغيير السياسي
التي شهدها العراق بعد عام 2003، لاسيما مع المحيط الإقليمي والعالم العربي، على
الرغم من المحاولات النسبية للحكومة العراقية في عهد رئيس الوزراء السابق السيد
نوري المالكي، مما تسبب بتداعيات سلبية
على الوضع السياسي والأمني، لاسيما مع استمرار الرغبة الإقليمية في افشال التجربة
الديمقراطية الجديدة في العراق والمنطقة بشكل عام. استمرار انقطاع العراق مع محيطه
العربي وتزايد التقاطعات العراقية – العربية أدى إلى اضعاف العراق سياسيا وافتقاد
مركزه الريادي في المحيط الإقليمي وتراجع تأثيره العربي والدولي، مما ادى إلى
اثارة المزيد من التحديات الأمنية والسياسية والاستراتيجية على الصعيدين الداخلي
والخارجي. ونتيجة لتفاقم هذه التحديات
واتساع دائرة الخلاف العراقي - العربي، تطرح الدبلوماسية الشعبية نفسها كـ ‘‘واحدة
من أبرز أدوات القوة الناعمة على الصعيد الخارجي‘‘، ويبرز دورها أيضا كمدخل لإعادة
التواصل مع المراكز الإقليمية والدولية المؤثرة وتفتيت تلك التحديات وتحجيمها والحكومة
العراقية وصانع القرار الخارجي أدراك دور الدبلوماسية الشعبية وضرورة تنشيطها
خارجياً بدعم رسمي، لاسيما مع وجود الاعداد الكبيرة للجالية العراقية المتواجدة في
كل انحاء دول العالم وتوافر العناصر الاساسية التي من الممكن أن تستغل على المستوى
الشعبي والرسمي، سواء ما تقوم به منظمات المجتمع المدني أو ما تمثله بعض
الفعاليات، مثل الفعاليات الرياضية والثقافية.
الدبلوماسية الشعبية السعودية
اطروحات ونماذج وأساليب لتصحيح الصورة السلبية عن
المملكة العربية السعودية
لتصحيح الصورة السلبية عن المملكة العربية
السعودية: يجب ان يكون التحرك سريعاً ومدروسا بعناية فائقة، وتتفاعل وتتضافر فيه
اطراف عدة، لأن البطء والإخفاق يقودان إلى تراكم الصورة النمطية السلبية المترسخة
في أذهان البعض و إبراز الوجه الحقيقي لا الخيالي امام المجتمع الدولي ودحض
الأكاذيب بالحقائق. لأن السماح للصورة السلبية أن توجد في ذهن العالم عن المملكة
العربية السعودية وتذكيتها بمعلومات وحقائق مشوهة مما يجعلها أكثر قتامه وسوداوية ويقود
الى انعكاس سلبي كبير على المملكة على جميع المستويات السياسية، والاقتصادية،
والثقافية، والتعليمية، بل وحتى على المستوى الفردي، ويمنح للمغرض التحرك في مساحة
أكبر لتسويق معلومات مغلوطة ربما تجد آذاناً صاغية فتغيب أو تضعف حينها الحقيقة.
§ تملك المملكة أصولا
قوية لبناء الصورة والمكانة والتأثير العالمي، وبخاصة في العالم الإسلامي،
باعتبارها مرجعية إسلامية، وفيها مكة والمدينة، والحج والعمرة، وكقوة اقتصادية،
ومكانة استراتيجية ومتوسطة بين القارات والحضارات، وايضا حاضنة العرب وذاكرتهم
التاريخية والاستراتيجية، اضافة الى دورها المحوري المؤثر في السياسات الاقليمية
والدولية.
§ الشعبية المتزايدة التي
تحظى بها مواقع التواصل الاجتماعي لدى شريحة واسعة جدا في المملكة وخاصة "
تويتر" أحد أبرز الأسباب لتعزيز الصورة النمطية لدى الغرب عن المجتمع السعودي
وذلك لاهتمام وسائل الإعلام الغربية المتعطشة لمعرفة المجتمع السعودي، حيث تتخذ
تغريدات السعوديين في كثير من الأحيان كمقياس لتوجهات المزاج
العام، فهذه البيئة الانترنيتية ساهمت إلى حد كبير في إنتاج ما يسمى بالإعلام
الشعبي.
§ تبني خطاب ورسائل
اتصالية واضحة وذات مصداقية وشفافة وقائمة على براهين موضوعية وأسانيد تاريخية
وقانونية بإمكانها أن تفند المزاعم المعارضة ،والتي من شأنها تدفع بالعديد من
المنظمات غير الحكومية والجمعيات والمراكز العلمية والثقافية والاجتماعية
والاقتصادية والمنظمات الشبابية والنسوية،والقطاع الخاص من تغيير اتجاهاتها والضغط
على المؤسسات الرسمية التي تمثلها من تغيير مواقفها.
§ تنوع المضامين والرسائل
الموجهة لجماهير الدول الأجنبية وفق طبيعتها الثقافية والاجتماعية والسياسية
والاقتصادية التأكيد على رسائل ومضامين محددة وثابتة كخدمة الحرمين الشريفين وخدمة
حجاج بيت الله الحرام ومناصرة ودعم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية سياسيا
واقتصاديا، ماديا ومعنويا، وإبراز ما تتمتع به المملكة من إرث حضاري وتاريخي أصيل.
§ ترشيح شخصيات سعودية من
الجنسين كسفير للأمم المتحدة للنوايا الحسنة هو لقب دبلوماسي تشريفي تكليفي، يمنح
لمشاهير العالم وأفضلهم، للاستعانة بشهرتهم وقدرتهم في التأثير على المجتمع وذلك
من أجل حل قضايا المجتمع المختلفة، سواء أكانت قضايا سياسية، أو قضايا اجتماعية،
أو قضايا إنسانية، أو حتى قضايا صحية، أو قضايا اقتصادية، وغيرها، حيث يكون هدفهم
نشر الوعي والفهم وزيادة الدعم للقضايا التي يتبنونها، سواء أكانت دولية، أو
إقليمية، أوحتى محلية في نطاق بلدانهم. هناك عدّة مؤسسات تابعة للأمم المتحدة
والتي منحت الكثير من المشاهير هذا اللقب، منها اليونسكو وهي منظمة الأمم المتّحدة
للتربية والعلم والثقافة، ومنظمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و "صندوق
الأمم المتحدة للسكان"، وكذلك أيضا "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين"، واليونيسف وهو صندوق الأمم المتحدة للأطفال، وكذلك
"اليونيو" أو "منظمة الأمم المتحدة للإنماء الصناعي"، و
"صندوق الأمم المتحدة لتنمية شؤون المرأة"، هذا بالإضافة إلى منظمة الصحة
العالميّة.
§ التنسيق مع وزارة
الخارجية، في تبني نشاط وتحركات الدبلوماسية الرياضية. وأعطاء لقلب فخري لشخصية
رياضية إعتباريه، على أن يكون سفيرا للرياضة السعودية، وذلك لما تلعبه الرياضة من
دور بارز في تنمية المواطنة وتقريب وجهات النظر المختلفة لجميع الشعوب، مع ابراز
أهم الاْعتبارات والمعايير الرياضية التي يجب ان تتوافر في هذه الشخصية ،وكيفية
ايجاد التكييف القانوني لها وتحديد الوظائف التي ممكن ممارستها، مع ايجاد نص
قانوني يتضمن هذا الاقتراح وإقراره في جميع الدول مما يحقق السبق والريادة للرياضة
السعودية.
§ طرح برنامج مشابه
لبرنامج جيمس فولبرايت السيناتور الأمريكي الذي أسس برنامج فولبرايت للمنح
التعليمية والتبادل الطلابى عام 1946م عن طريق اقتراحه كمشروع يحمل اسمه في
الكونغرس الامريكى وكان يهدف من مشروعه هذا تعريف العالم بأمريكا عن طريق استقطاب
المبدعين من جميع أنحاء العالم عن طريق المنح الدراسية أو البحث العلمى في
الجامعات الأمريكية وما زال هذا البرنامج موجود إلى الوقت الحاضر.
§ عدم نهج "سياسة
الكرسي الفارغ" في التعامل الدبلوماسي مع مجموعة من الدول الذي يؤدي إلى
تداعيات ونتائج عكسية، حيث يتم استغلال هذا الغياب إلى تأليب الرأي العام داخل هذه
الدول.
§ تفعيل الحس المشترك
واليقظة الكاملة للضمير العالمي تجاه قضايا دولتنا ، والحفاظ على رقي وسمو (حوار
الحضارات) بعيداً عن انحطاط ودنو (صراع الحضارات).
§ تكثيف عقد :
-
مؤتمرات سياسيه
-
مؤتمرات اقتصاديه
-
مؤتمرات انسانيه وحقوقيه
-
مؤتمرات رياضيه
-
مؤتمرات سياحيه
-
مؤتمرات طبيه عالميه
-
مؤتمرات بيئيه
-
المهرجانات السياحية والتراثية والفن والمشاركة الفاعلة
في المشاريع الثقافية والفنية والإعلامية
§ يعد الابتعاث الخارجي
من أهم الأدوات في تصحيح الصورة السلبية عن المملكة العربية
السعودية وأن الأعمال التطوعية التي يقوم بها الطلاب والطالبات في الولايات المتحدة
الامريكية كان لها دورا كبيرا في إظهار عراقة وتاريخ المملكة لدى المجتمع الأميركي
والصور الخاطئة التي قد تتشكل عند بعضهم بسبب الحملات المغرضة تجاه المملكة، حيث
تعمل حالياً الأندية الطلابية السعودية وعددها يقارب (366ناديا) على نوعين من
الأنشطة. الأول: موجه للطلبة السعوديين والثاني: ثقافي وموجه للمجتمع الأميركي.
§ صورة المملكة وتفاعلها
يحتم عليها أن نتعامل بحرفية أكبر مع المجتمعات الديمقراطية، ومن هنا نجد الإعلام
في هذه الدول أكثر فتكا ما لم نطور وسائل أخرى غير الدبلوماسية للتفاعل معه، وهناك
دولتان لا نحتمل أن نهمل صورة المملكة العربية السعودية فيهما، الولايات المتحدة
الأمريكية وبريطانيا، ففيهما أهم وأكبر المؤسسات الإعلامية والبحثية ومراكز الفكر
الإستراتيجي التي يمتد تأثيرها للعالم.
§ دعوة العديد من الشخصيات
العامة المؤثرة في الراي العام، والمسؤولين السابقين، والمفكرين، والصحفيين، للقاءات
ونقاشات مفتوحة لتوضيح الصورة السلمية عن المملكة.
§ المملكة قوة استراتيجية
قائدة لتحالف عربي لإعادة الشرعية في اليمن، وتحالف إسلامي لمحاربة الارهاب في
المنطقة والعالم، وهي الحاضنة الاستراتيجية لدول الخليج، وهي القوة الإسلامية في
اطارها الجيو - إسلامي وهي القوة والمرجعية العربية، وعليه فان هذا النمط من
القيادة يستوجب وجود مؤسسات رافعة ورديفة ومساندة فاعلة ومؤثرة ضمن الاطار
الجيوسياسي، وهذا يتطلب اعادة قراءة للأدوات والآليات وإطلاق مراجعه تحدد على
ضوئها الأسس والوسائل والأدوات لتنفيذ متطلبات هذه الاستراتيجية.
فهد بن ناصر الدرسوني
عضو الجمعية السعودية للعلوم
السياسية
1439هـ - 2017م
الرياض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق