بدأ القرن العشرون بداية مستقرة حين كانت كلتا أوروبا وأمريكا
تتمتعان بسلام وازدهار لاسابقة لهما ,كما تنعم فرنسا بالعصر المستقر , وتقف
بريطانيا على قمة قوتها, وترتبط القارة بالسكك الحديدية والهاتف, والبريد وتعيش
القارة امتدادا للثورة الصناعية, وفلسفة الإنسانية, وحتمية التقدم , ومثالية
التاريخ.
في هذه الفترة ظهر الكاتب البريطاني (ويلز) والذي يتضح من بعض نصوصه تطلعه لتأسيس علم للمستقبل, إذ يقول: "أعتقد جازما تماما أن المعرفة الاستقرائية لعدد كبير من الأشياء في المستقبل أصبحت احتمالاً إنسانياً ويمكن كشف المستقبل كشفا منهجيا" .
في هذه الفترة ظهر الكاتب البريطاني (ويلز) والذي يتضح من بعض نصوصه تطلعه لتأسيس علم للمستقبل, إذ يقول: "أعتقد جازما تماما أن المعرفة الاستقرائية لعدد كبير من الأشياء في المستقبل أصبحت احتمالاً إنسانياً ويمكن كشف المستقبل كشفا منهجيا" .
ويرى ادورد كورنيش أن (ويلز) قد ساعد على تشكيل مسار التاريخ , وقفز إلى الأمام في دراسة المستقبل, إلا أن الحرب العالمية الأولى قد أحبطت تفاؤل العصر بأكمله , فقد عانت أوربا من الطاعون الأسود.. تلتها الثورة الروسية, و التضخم الكارثي في ألمانيا, ومجيء الفاشية في إيطاليا, وانهيار سوق الأوراق المالية سنة 1929 , والركود الاقتصادي, وظهور النازية, والحرب العالمية الثانية, والقنابل الذرية والحرب الباردة في تسلسل متسارع من الأحداث.
وبظهور الحرب العالمية الثانية ظهر التغيير المتسارع ليس على مستوى الآلة بل على المستوى السياسي فسقطت الامبراطورية اليابانية, و أُطيح بالأنظمة في العديد من البلدان الأوربية , والذي انعكس على الإنسان فقد كان الوضع مقلقا للإنسان من هول التغيرات السريعة . فهذا عالم الاجتماع صمئويل ليلي يرى أن: " السمة النفسية الأبرز هي الشعور السائد بعدم الوثوق بالمستقبل".
ويكفي ظهور الوجودية, وتعبيرات الرواية والمسرحية عند سارتر كرمز لتشظي الإنسان , وتمزقه الداخلي في تلك المرحلة تحت ظل الاحتلال النازي, والذي شكل الإحساس الفردي بالمسؤولية التاريخية .
كما أن هذه المشكلات حملت معها أيديولوجية قوية هي:( الشيوعية) التي ادعت أنها فلسفة المستقبل وساد في هذه الظروف في أوربا طوباوية للتشاؤم وليس للتفاؤل.
وقد استمرت جهود التنبؤات بالمستقبل برغم تلك الكآبة, فظهر لأول مرة دراسة مستقبلية ممنهجة مع عالم الاجتماع جيلفيلان عام 1920م, والذي يعد أول من درس علم المنهجيات بجدية و أول من صاغ اسماً لعلم المستقبل؛ حين قدم رسالته الماجستير لجامعة كولومبيا واقترح مصطلح (منتولوجي) باليونانية والذي يعني: المستقبل .
وفي شباط من عام 1921 شكل لينين لجنة لوضع خطة الكهربة الحكومية لروسيا, وسرعان ما بدأ العمل في روسيا بسنوات التخطيط الخمس, وكانت هذه المبادرة مثيرة في العشرينات, واتخذ الغرب منها موقف المحبط والمتخوف من سلطة الحكومة على الاقتصاد, إلا أنها وفي الوقت ذاته تحركت الدول الغربية باتجاه المزيد من التخطيط, وانتعش فيها التخطيط القومي .
ففي عام 1929 م وضع الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت خطة للهندسة الاجتماعية لمواجهة الكساد الذي تعرضت له الدولة كدراسة مستقبلية . كما ظهرت دراسة مستقبلية للاتجاهات الاجتماعية الحديثة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1933م في عهد الرئيس هوفر.
في عام 1939 أقامت الولايات المتحدة معرضا دوليا تحت شعار( عالم الغد) في ولاية نيويورك تناولت في صورا للحياة المستقبلية في طريقة الحياة ووسائل المواصلات حضره مايقارب المليون شخص .
وفي السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية تسارعت وتيرة التغيير بشكل أكبر فقد قدر ماكس ويلز رئيس تحرير (الثروة ) أن: وتيرة التغيير قد أصبحت خمسين ضعفا بالنسبة للقرون السابقة .
وفي مقالة بمجلة هارفرد ناقش (بيتشر) قضية كون الإنسان بحاجة إلى مقياس للنظام والاستقرار, وأن التغيير قد أفقد الإنسان إنسانيته , ودعا إلى الحد من تسارع التغيير.
وفي فرنسا أسهمت التيارات الفلسفية الثقافية في رسم صورة جديدة لفرنسا ,والسعي لبناء الخطط المحققة لذلك وقد كانت الشخصية الرئيسية في المستقبليات الفرنسية هو (غاستون بيرجيه), والذي أنشأ في فرنسا ( المركز الدولي للمستقبل المنظور) عام 1957م .
وفي عام 1964 طرح مستقبلي فرنسي آخر وهو جوفينيل نظرية المعرفة لدراسة المستقبل, في مؤلفه ( فن الرجم بالغيب), لقد كان لمشروع جوفينيل تأثير كبير على دراسة المستقبليات, ليس في فرنسا وحسب بل في ايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية .
وبرغم حرص الدول على الدراسات المستقبلية إلا أنها تتفاوت في مقاصدها, وغاياتها فالفرنسيون فتحوا باب المستقبليات للفن والشعر والجو الثقافي العام في حين ارتبطت الدراسات المستقبلية بالبعد العسكري والأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية فقد قدم الجنرال رونالد مساهمته في المستقبلية الأمريكية عام 1944م ,حين طلب إعداد تنبؤ عن القدرات التكنولوجية للعسكريين, والتي تطورت بعد ذلك لتنشأ هيئة باسم (هيئة التنبؤ التكنولوجي بعيد المدى للجيش) .
وقد تمخضت كل المحاولات السابقة عن تأسيس العديد من المؤسسات والمؤتمرات, والجمعيات والتي لا تحصى, فكما يرى (كورنيش): أنه لا يمكن إحصائها في ظل الاختلاف في تعريف المستقبليات, وحتى مع تجاوز اختلاف التعريف فهناك مؤسسات غير معلن عنها, إلا أنه يمكن الاعتماد على مسح جمعية المستقبل العالمية عام 1975, والتي عد فيها 250 مؤسسة معتمدة, وأما الغير خاضعة للمعايير فتعد بالآلاف كما يرى ادوارد كورنيش والتي يمكن استعراضها على النحو الآتي:
أولاً: المؤسسات
1- مؤسسة راند (RAND) في عام 1946,تأسست (راند) والتي تم إنشاءها من قبل الجيش وسلاح الجو الأمريكي, وتركز على عمل التقارير عن مستقبل التكنولوجيا العسكرية, تحولت بعد ذلك للدراسات المستقبلية الشاملة لكل ما يتعلق بالأمن القومي.
2- مؤسسة الجمعية الدولية للأنظمة والعلوم (ISSS)في عام 1955م تم تأسيس (الجمعية العامة للأبحاث) بجامعة ستانفورد بإسم (مركز الدراسات المتقدمة), والتي غيرت مسماها بعد عام 1988م إلى (الجمعية الدولية لأنظمة العلوم ). من قبل: لودفيغ فون برتالانفي، كينيث بولدينغ، جيرارد رالف، ورابوبورت أناتول. بالتعاون مع جيمس ميلر جرير، كان الهدف الأولي تشجيع تطوير نظم النظرية التقليدية للمعرفة .
3- معهد هدسون(Hudson Institute) في عام 1961م تأسس معهد هدسون , والذي يشتهر بقاعدة هيرمان كاهن , على يد هيرمان كان وكسنجر ,وكرست المؤسسة جهودها في دراسة القضايا المحلية والاجتماعية, والاقتصادية.
4- مؤسسة التنبؤ الدولي (International institution to predict)والتي تأسست في ارلنتغون في ولاية فرجينيا يرأسها مارفن.ج ,وسيترون , وهي مؤسسة مهتمة بتقويم التكنلوجيا والتنبؤ بها.
5- معهد البحوث الاجتماعية والسياسية في جامعة ستانفورد.
ويختص هذا المعهد بدراسة الاتجاهات والتيارات العريضة للمجتمع الغربي في مجال القيم الإنسانية.
6- (مؤسسة القضايا المستقبلية )وهي مؤسسة استشارية مقرها, العاصمة واشنطن يرأسها (روبرت ماستون ),وتركز اهتماماتها على مستقبل التعليم .
7- (مؤسسة الموارد لأجل المستقبل) وهي مؤسسة تمولها شركة فورد الـأمريكية ,ومقرها واشنطن ,يرأسها جوزيف فيشر , وهي مؤسسة مهتمة بإصدار الدراسات المستقبلية للموارد الطبيعية.
8- (معهد الرقابة العالمية) يرأسه الاقتصادي ليستر براون , ويهتم بإصدار الدراسات والكتب عن الاتجاهات العالمية الحالية التي ستعطي العالم شكله.
ثانيا: الجمعيات:شكل المستقبليون روابط وجمعيات للتواصل فيما بينهم وتكوين مقرات لها ومنها:
1- جمعية ( البشرية عام 2000) والتي تعد جمعية – رابطة- للمستقبليين , بدأت في لندن عام 1965م والتي انعقد عنها المؤتمر الدولي في أوسلو عام 1967 م ,بعنوان: (البشرية سنة 2000) .
2- نادي روما( (The Club Of Rome تأسس نادي روما في عام 1968م , وهو جمعية غير رسمية من الشخصيات المستقلة البارزة من رجال السياسة، والأعمال والمفكرين, لا يتجاوز عدد أعضاءها المائة, تضم صفوة النخبة, وتؤثر في القرار السياسي العالمي . كما تهدف إلى التعرف على أهم المشاكل الحاسمة التي ستحدد مستقبل البشرية من خلال تحليل متكامل واستشرافي، ورسم سيناريوهات بديلة للمستقبل، وتقييم المخاطر، والخيارات والفرص، واقتراح حلول عملية للتحديات التي تم تحديدها؛ لإيصال الأفكار والمعارف الجديدة المستمدة من هذا التحليل إلى صناع القرار في القطاعين العام والخاص، واتخاذ إجراءات فعالة لتحسين آفاق المستقبل بحسب تصوراتهم .
3- منظمة الاتحاد العالمي لدراسات المستقبل WFSF) )أواخر عام 1960 ظهرت ظهرت الجمعية كإتحاد من الأفكار والأعمال الرائدة للأشخاص مثل إيغور ,لادا (روسيا)، برتراند دي جوفينيل (فرنسا) ، يوهان غالتونغ (النرويج)، روبرت (النمسا )، جون مكهيل (المملكة المتحدة / الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهم من الذين في خدموا الدراسات المستقبلية على المستوى العالمي. وأدى ذلك إلى تنظيم أول مؤتمر دولي للبحوث العقود الآجلة في أوسلو، النرويج، في سبتمبر عام 1967، بعنوان: ( البشرية 2000) بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث السلام، أوسلو، وأنشئت لجنة المتابعة، ومقره في باريس.
4- جمعية المستقبل العالمية تشكلت الجمعية في عام 1966م, في واشنطن كرابطة تعليمية وعلمية غير ربحية , تميزت بتقديم الدراسات المستقبلية بشكل قريب من عموم الناس بكونها جمعية مفتوحه لكل من له اهتمام بالمستقبل, ويصدر عنها مجلتين مجلة (التنبؤات والاتجاهات والأفكار عن المستقبل ), و مجلة (جمعية المستقبل العالمية ).
ثالثا: عقد المؤتمرات :تعددت المؤتمرات العالمية التي انعقدت للدراسات المستقبلية وقد حاولت استقراء المؤتمرات بحسب الترتيب الزمني على النحو الآتي:
1- مؤتمر ( البشرية عام 2000)، المنعقد في أوسلو، النرويج، سبتمبر 1967 , برعاية, وبمبادرة من يوهان غالتونغ، روبرت، وجيمس , وليسلي ويسلي.
2- المؤتمر الثاني ل (البشرية عام 200) , المنعقد في اليابان, في عام 1970م.
3- مؤتمر( دراسات المستقبلية والتحديات من المستقبل)، المنعقد في كيوتو، اليابان، نيسان، 1970 ,نظمتها كاتو هيديتوشي.
4- (المستقبل المشترك للكائنات البشرية)، بوخارست، رومانيا، سبتمبر ،1972، الذي استضافته اللجنة المنظمة الرومانية.
5- ( الفن والمستقبل)، جاكارتا، اندونيسيا، يوليو 1978 بالتعاون مع جامعة جاكرتا.
6- )مستقبل الاتصالات والهوية الثقافية في عالم مترابط)، المنعقد في القاهرة، مصر، سبتمبر 1978, وبالتعاون مع المجالس المتخصصة الأهلي المصري.
7- (مستقبل العلوم والتكنولوجيا)، برلين، ألمانيا الغربية، مايو 1979، بالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتنمية الدولية.
8- (مستقبل المؤسسات السياسية من منظور الثقافات المختلفة), زيوريخ، سويسرا، فبراير 1982، وذلك بالتعاون مع معهد Duttweiler غوتليب.
9- (مؤتمر مستقبل السياسة). ستوكهولم، السويد، يونيو 1982 , بالتعاون مع الأمانة العامة للدراسات المستقبلية، وحكومة السويد.
10- (مؤتمر الطريقة اليابانية في بناء المستقبل). برشلونة،
كاتالونيا، نوفمبر 1984، بالتعاون مع مركز Catalo .
11- (الجذور الثقافية للسلام). زيوريخ، سويسرا، يونيو 1984، وذلك بالتعاون مع معهد Duttweiler غوتليب.
12- (في المستقبل، والتعليم، والسلام) بوخارست، رومانيا، مايو 1985، بالتعاون مع الأكاديمية الرومانية للعلوم الاجتماعية, والأدب الروماني, لجنة اليونسكو؛ جامعة السلام، والمركز الدولي لمنهجية الدراسات المستقبلية والتنمية.
13- (مستقبل الثقافة). نوفمبر 1986، بكين، الصين، وذلك بالتعاون مع الأكاديمية الصينية للتعلم الكلاسيكية.
14- (رؤى التعليم العالي) أغسطس 1985، بومونا، نيو جيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية؛. أغسطس 1986، سويسرا، وأغسطس 1987، وداليان، الصين، وذلك بالتعاون مع معهد Duttweiler غوتليب، والرابطة الأوروبية للبحوث التنمية في العالي التعليم، وجامعة هاواي.
15- (تكنولوجيا المستقبل وآثارها الاجتماعية). بودابست، المجر في سبتمبر 1987، التي نظمتها اكاديمية العلوم الهنغارية.
16- (مستقبل التنمية): المنظورات الثقافية, والاقتصادية والعلمية، والسياسية، بكين الصين، سبتمبر 1988, وبالتعاون مع الجمعية الصينية للدراسات المستقبلية, والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
17- ) المشاكل التي تعاني منها أوروبا الجديدة), المجتمع الدولي والعلاقات الدولية، عقدت بالتعاون مع جمعية علم الاجتماع الايطالية، غوريزيا، إيطاليا، سبتمبر 1994.
18- المؤتمر العالمي السادس عشر والجمعية العامة: ( الاحتفال بالحياة في ال 100 سنة القادمة), باكولود، الفلبين، 05-08 ديسمبر، 1999
19- المؤتمر العالمي السابع عشر : (ثقافات متعددة في عالم واحد), العولمة والتنمية المحلية، براسوف، رومانيا، 5-9 سبتمبر 2001.
20- (مستقبل البشرية في جميع أنحاء العالم) ، اليابان، 13-16 نوفمبر 2002.
21- المؤتمر العلمي التاسع (استشراف المستقبل ) , نيسان,2004م,كلية الآداب , جامعة فلادلفيا.
22- مؤتمر المستقبليون الأوروبي 2005 ,(إجراءات تحقيق النمو في المستقبل) 10-12 يوليو، 2005 والثقافة، ومركز المؤتمرات, في لوسيرن.
23- مؤتمر المستقبليون الأوروبية عام 2007 )تحسين نهج الاستبصار) 19-21 نوفمبر، 2007 والثقافة، ومركز المؤتمرات في لوسيرن، سويسرا.
"هذا والله أعلم, وصلى الله وسلم على نبينا محمد "
قائمة المصادر والمراجع
أولاً: الكتب:
§ استشراف
المستقبل- أوراق المؤتمر العلمي التاسع لكلية الآداب والفنون , تحرير: صالح أبو
أصبع , منشورات جامعة فيلادلفيا , ط 2005.
§
مابعد اللامنتمي, كولون ولسون,تر: يوسف
شرور, ط 6,دار الآداب,بيروت ,لبنان.
§
المدخل للدراسات المستقبلية في العلوم
السياسية , وليد عبدالحي, ط 1, 2002, المركز العلمي للدراسات السياسية, الأردن.
§
المستقبلية , ادورد كورنيش, تر:محمود
فلاحه , منشورات وزارة الثقافة, دمشق, سوريا.
§
مقدمة في الدراسات المستقبلية , ضياءالدين
زاهر, ط 1, 2004م, , مركز الكتاب للنشر , القاهرة, مصر .
§
الوجودية مذهب إنساني, جان بول سارتر ,
تر: عبدالمنعم حنفي, ط 1, 1964م. مطبعة الدار المصرية , القاهرة, مصر.
§ ثانياً: المواقع
الإلكترونية الرسمية على شبكة الإنترنت : الموقع الرسمي لمنظمة الاتحاد
العالمي للدراسات المستقبلية(.wfsf)
§ (future studies time line) , Compiled by Janna Anderson, www.elon.edu/.../Futures%20Studies%20Timeline.p
§ ( ( European-Futurists Conference Lucerne,
على الرابط : http://www.european-futurists.org
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق