الصراع العربي – الاسرائيلي
وسيناريوهات الحلول المستقبلية
فهد
بن ناصر الدرسوني – الرياض
الحكم العثماني
هزم
العثمانيون المماليك في حدود 1517 وكانت الدولة العثمانية سيطرت على فلسطين عام
1516 بعد معركة مرج دابق في 23 آب أغسطس من ذلك العام، وعينت القسطنطينية حاكما
محليا عليها، كانت البلاد قد قسمت إلى خمسة مناطق تسمى سناجق هي سنجق القدس وغزة
وصفد ونابلس واللجون، وكانت جميعها تابعة لولاية دمشق، ولكن كان الحكم إلى حد بعيد
في أيدي السكان المحليين. وتم اعادة اعمار المرافق العامة في القدس على يد سليمان
القانوني عام 1537.
وقعت
أجزاء فلسطين المختلفة وعموم بلاد الشام تحت سيطرة عائلات وكيانات متعددة في فترة
الدولة العثمانية تراوحت بين الولاء والعداء للدولة المركزية، راجع أبوغوش, ظاهر
العمر، معنيون.
في 2
نوفمبر 1831، أرسل محمد علي، والي تركيا على مصر المتمرد، ابنه إبراهيم باشا في
حملة على ولاية سورية التي ظلت تحت الحكم العلوي لمدة عشر سنوات (حتى 19 فبراير
1841. تخللها إندلاع ثورة في 14 مايو 1834 على حكم إبراهيم تم قمعها خلال شهور.
لم
تعترف القوى العظمى آنذاك بفتوحات محمد علي وإبنه إبراهيم، واجبر لاحقا على الجلاء
من الجهات التي فتحها، وفي عام 1869، قامت الدولة العثمانية بإصدار قرار بالسماح
بتمليك الأراضي للأجانب، وفي عام 1875 نشأت أول جمعية سرية لمناهضة الحكم العثماني
في بيروت، ثم انتشار الجمعيات المماثلة في شتى أرجاء ولاية سورية.
فلسطين منذ ثمانيات القرن ال19
خلال
الثمانينات من القرن التاسع عشر والفترة ما بعدها، تأزمت حالة المجتمعات اليهودية
في أوروبا، وخاصة في شرقي أوروبا (المنطقة التي سكن فيها أغلبية اليهود في ذلك
الحين)، حيث تعرضت لاضطهاد مكثف من قبل سلطات الإمبراطورية الروسية، ولسياسة
لاسامية من قبل حكومات أوروبية أخرى. هذا بالإضافة إلى نمو الإيديولوجية القومية
في أوروبا (التي بلغت ذروتها عند "ربيع الشعوب عام 1848) إلى بلورة
الصهيونية، وهي إحدى الحركات القومية اليهودية المقامة آنذاك. حددت الحركة
الصهيونية منذ نشوئها هدفا لها جمع جميع اليهود في بلاد واحد تصير موقع دولة
يهودية، وفضلت "إيرتس يسرائيل" (أي فلسطين) كالبلاد حيث تقام هذه الدولة
اليهودية لاعتبارها الوطن اليهود الأزلي.
نشأت
الصهيونية في فترة تعزز فيها التأثير الأوروبي في الشرق الأوسط، حيث استولت
بريطانيا على مصر ووسعت حدودها وجعلتها جزء من الإمبراطورية البريطانية وكذلك
أقامت عدد من الحكومات الأوروبية مندوبيات وقنصليات في فلسطين الخاضعة للسلطة
العثمانية. فاعتبرت هذه الحكومات أيضا فلسطين بلادا متعلقة بالشعب اليهودي، كما
يتبين من خطاب نابليون بونابرت في أبريل 1799 عندما حاصر جيشه مدينة عكا، ومن وعد
بلفور الصادر من قبل حكومة بريطانيا في نوفمبر 1917، وكذلك من مراسلات حسين
مكماهون التي قال فيها المندوب البريطاني هنري مكماهون عن منطقة فلسطين أنه
"لا يمكن أن يقال أنها عربية محضة" (السير مكماهون، 24 أكتوبر 1915)،
وكانت الحكومات الأوروبية تشجع بشكل ما الهجرة اليهودية إلى فلسطين التي بدأت
تتكثف منذ ثمانيات القرن ال19 إثر دعوة الحركة الصهيونية، والتي أدت إلى تأسيس
تجمعات يهودية جديدة في فلسطين، خاصة في منطقة السهل الساحلي، حول القدس وفي مرج
بن عامر.
الانتداب البريطاني
في 1917، ضمن الحرب العالمية الأولى،
احتل الجيش البريطاني المتجه من مصر، أرض فلسطين، وفي 1922 تأسس الانتداب
البريطاني على فلسطين بموجب قرار عصبة الأمم في مؤتمر سان ريمو عام 1920. وأشارت
سرعة تنفيذ الانتداب
إلى "وعد بلفور"، الذي كانت الحكومة البريطانية قد نشرته في 2 نوفمبر
1917، أساسا للانتداب (الفقرة الثانية من مقدمة الشرعة)، والذي قال إن:
"حكومة صاحب الجلالة (البريطاني) تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب
اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً
أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها
الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين". كان من ردود الفعل العربية
الفلسطيننية لوعد بلفور عقد أول مؤتمر وطني فلسطيني عام 1919 رافضا له كونه كان
وعد من لا يملك لمن لايستحق وكون فلسطين هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي.
أثناء
الانتداب البريطاني كانت الوثائق الرسمية تعنون باسم دولة فلسطين، ومن هذه الوثائق
جواز السفر الفلسطيني الصادر قبل سنة 1948 في فلسطين.
في أبريل 1920 حدثت أولى الأزمات
العنيفة بين العرب واليهود في سلسلة من الأزمات كانت ذروتها بين السنوات 1933
و1936 في ما يسمى بالثورة الفلسطينية الكبرى والتي تطورت بعد انتهاء الانتداب إلى
ما يسمى بالقضية
الفلسطينية أو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. في ثورة القدس عام 1920 م احتشد
الفلسطينيون من مختلف مدن فلسطين، في القدس كان العديد من اليهود يحتفلون كعادتهم
كل عام بما يسمى موسم النبي موسى. وفي 4 أبريل اندلعت اشتباكات عنيفة بين
المحتفلين واالفلسطينيين المقدسيين. وبلغ عدد الضحايا في الاشتباكات 4 عرب و5 يهود
بينما أصيب 23 عربيا ووسقط 216 جريحا يهوديا.
أما العدالة البريطانية فحكمت على
عدد من الزعماء العرب واليهود بالسجن بين 10 و 15 سنة مع الأشغال الشاقة، ولكنه
أطلق سراحهم بعد عدة أشهر. كما وتتابعت مظاهر الرفض العربي وتصاعدت أعمال العنف
بين العرب والمهاجرين اليهود، ففي أغسطس 1929 تبدأ أعمال شغب أسفرت عن مقتل 133
يهودي و 116 عربي.
الثورة الكبرى عام 1936
تصاعدت الأحداث في فلسطين منذ مقتل
عز الدين القسام، وكان فرحان السعدي قد استمر بعده بتنظيم الهجمات المسلحة على
القوافل البريطانية واليهودية في فلسطين حتى قبضت عليه القوات البريطانية، وفي 15
أبريل 1936 اشتبك الفلسطينيون مع جماعة من اليهود الصهيونيين في طريق نابلس -
طولكرم، فقتل ثلاثة من الفلسطينيين، وفي الليلة التالية قتل فلسطينيين قرب مستعمرة
بتاح تكفا، وفي اليوم التالي جرت اشتباكات بين العرب واليهود في يافا وتل الربيع
قتل فيها ثلاثة من اليهود، ففرض نظام منع التجول في يافا وتل الربيع، وأعلن قانون
الطوارئ.
الاضراب العام وإعلان
الثورة
في 20 أبريل 1936 تألفت لجنة قومية
في مدينة نابلس دعت البلاد إلى الإضراب العام المستمر حتى تبدل السلطات سياساتها،
واستجابت البلاد للدعوة وشمل الإضراب مختلف نواحي الحياة، وفي 25 أبريل أجمعت
الأحزاب على تشكيل لجنة عربية عليا بقيادة الحاج أمين الحسيني وعضوية ممثلين عنها،
ودعت هذه اللجنة إلى الاستمرار في الإضراب حتى تبدل الحكومة سياستها تبديلا تاما
وتوقف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنع انتقال الأراضي إلى اليهود وإنشاء حكومة
وطنية نيابية، وعمت التظاهرات المدن الفلسطينية ووقعت اشتباكات.
في 8 مايو عقد مؤتمر اللجان القومية
بدعوة من اللجنة العليا، تقرر فيه الاستمرار في الإضراب وإعلان العصيان المدني
بالامتناع عن دفع الضرائب اعتبارا من 15 مايو. وكان من مظاهر العصيان المدني
الامتناع عن دفع الضرائب ووقف المواصلات العامة وتنظيم مسيرات سلمية والاحتشاد في
المساجد واستجاب الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته للنداء الصادر ونشطت حركة الجهاد المقدس
بقيادة عبد القادر الحسيني والقساميين بقيادة فرحان السعدي والمتطوعين بقيادة فوزي
القاوقجي.
قيام دولة إسرائيل
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
عام 1945، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين،
مما حدا ببريطانيا إلى احالة المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، وفي 28 أبريل
بدأت جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين، واختتمت اعمال
الجلسات في 15 مايو بقرار تأليف لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين ، وهي لجنة
مؤلفة من 11 عضوا، نشرت هذه اللجنة تقريرها في 8 سبتمبر الذي أيد معظم افرادها حل
التقسيم، بينما اوصى الاعضاء الباقون بحل فيدرالي، فرفضت الهيئة العربية العليا
اقتراح التقسيم اما الوكالة اليهودية فاعلنت قبولها بالتقسيم، ووافق كل من
الولايات الأمريكية المتحدة والاتحاد السوفييتي على التقسيم على التوالي، واعلنت
الحكومة البريطانية في 29 أكتوبر عن عزمها على مغادرة فلسطين في غضون ستة أشهر إذا
لم يتم التوصل إلى حل يقبله العرب والصهيونيون (انظر تقسيم فلسطين).
وفي الفترة التي تلت ذلك، تصاعدت
وتيرة العمليات العسكرية من جميع الأطراف، وكانت لدى الصهاينة خطط مدروسة قامت
بتطبيقها وكانت تسيطر على كل منطقة تنسحب منها القوات البريطانية، في حين كان
العرب في حالة تأزم عسكري بسبب التأخر في القيام باجرائات فعّآلة لبناء قوة عربية
نظامية تدافع عن فلسطين، ونجحت القوات الصهيونية باحتلال مساحات تفوق ما حصلت عليه
في قرار التقسيم، وخرجت اعداد كبيرة من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بسبب المعارك
وخوفا من المذابح التي حدثت والقصف الصهيوني.
وفي 13 مايو وجه حاييم وايزمان رسالة
إلى الرئيس الأمريكي هاري ترومان يطلب فيها منه الايفاء بوعده الاعتراف بدولة
يهودية، واعلن عن قيام دولة إسرائيل في تل ابيب بتاريخ 14 مايو الساعة الرابعة بعد
الظهر، وغادر المندوب السامي البريطاني مقره الرسمي في القدس متوجها إلى بريطانيا،
وفي أول دقائق من 15 مايو انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأصبح الاعلان عن قيام
دولة إسرائيل نافذ المفعول، واعترفت الولايات الأمريكية المتحدة بدولة إسرائيل بعد
ذلك بعشرة دقائق، ولكن القتال استمر ولكن هذه الآن أصبحت الحرب بين دولة إسرائيل
والدول العربية المجاورة.
بحلول 7 يناير عام 1949 انتهى
القتال، ودخلت كل من إسرائيل الوليدة مع الأردن وسوريا ولبنان ومصر في مفاوضات
للهدنة في ما عرف بإتفاقية رودس، ومع نهاية الحرب كانت إسرائيل قد أصبحت واقعا،
وسيطرت على مساحات تفوق ما نص عليه قرار تقسيم فلسطين، واحتلت من فلسطين (حسب
تقسيم الانتداب البريطاني) كامل السهل الساحلي باستثناء قطاع غزة الذي سيطر عليه
المصريون ،كما قامت على كامل النقب والجليل وشمال فلسطين، وأصبحت مناطق الالقدس
الشرقية والضفة الغربية جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية.
وبدأ تاريخ جبهة أعرض من الصراع مع
الدول العربية.
العدوان الثلاثي عام 1956
قرر الرئيس جمال عبد الناصر تأميم
قناة السويس، وأصبحت عائداتها ملكا لمصر، وذلك لتمويل بناء السد العالي بعد أن كان
لكل من بريطانيا وفرنسا نصيب الأسد من تلك العائدات، فكان ذلك القرار مقدمة
للعدوان الثلاثي على مصر. واتخذت كل من أطراف العدوان فرصة لتحقيق دوافعها الخاصة
بها، فبريطانيا وجدت فيها الفرصة للانتقام من التأميم كذلك فرنسا ،اما إسرائيل فقد
رأت أن الفرصة مناسبة لتدمير قوة مصر العسكرية والتوسع إلى قناة السويس. بدأ
العدوان عندما هاجمت القوات الإسرائيلية “مصر” ثم ما لبثت أن أعلنت بريطانيا و
فرنسا وجوب إخلاء القوات المتحاربة من القناة؛بحجة تأمين الملاحة فيها ،وقد تصدى
الشعب المصري لهذا العدوان بكل الطرق.
حرب 1967
في عام 1967 قام الجيش الإسرائيلي
باحتلال الضفة الغربية من نهر الأردن التي كانت في ذلك الحين جزء من الأردن، كما
احتل قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية بالإضافة إلى مناطق أردنية
أخرى في الشمال، وعرفت هذه الحرب باسم حرب الايام الستة، ودخلت القاموس الفلسطيني
باسم النكسة واحتلت إسرائيل سيناء.
وصدر عن مجلس الأمن القرار 242 في
تشرين الثاني 1967 الذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في
حزيران 1967 كما يدعو الدول العربية إلى الاعتراف بإسرائيل.
القضية الفلسطينية
القضية
الفلسطينية أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مصطلح يشار به إلى الخلاف السياسي
والتاريخي والمشكلة الإنسانية في فلسطين بدءاً من عام 1897 (المؤتمر الصهيوني
الأول) وحتى الوقت الحالي. وهي تعتبر جزءاً جوهرياً من الصراع العربي الإسرائيلي،
وما نتج عنه من أزمات وحروب في منطقة الشرق الأوسط.
يرتبط
هذا النزاع بشكل جذري بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والاستيطان
فيها، ودور الدول العظمى في أحداث المنطقة. كما تتمحور القضية الفلسطينية حول قضية
اللاجئين الفلسطينيين وشرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضي الفلسطينية بعدة
مراحل. وما نتج عن ذلك من ارتكابها للمجازر بحق الفلسطينيين وعمليات المقاومة ضد
الدولة العبرية، وصدور قرارات كثيرة للأمم المتحدة، كان بعضها تاريخيا؛ كالقرار
رقم 194 والقرار رقم 242.
يُعتبر
هذا النزاع، من قبل الكثير من المحللين والسياسيين القضية المركزية في الصراع
العربي الإسرائيلي وسبب أزمة هذه المنطقة وتوترها. بالرغم من أن هذا النزاع يحدث
ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبياً، إلا أنه يحظى باهتمام سياسي وإعلامي كبير نظراً
لتورط العديد من الأطراف الدولية فيه وغالباً ما تكون الدول العظمى في العالم
منخرطة فيه نظراً لتمركزه في منطقة حساسة من العالم وارتباطه بقضايا إشكالية تشكل
ذروة أزمات العالم المعاصر، مثل الصراع بين الشرق والغرب، علاقة الأديان اليهودية
والمسيحية والإسلام فيما بينها، علاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربي للدول
الغربية، أهمية وحساسية القضية اليهودية في الحضارة الغربية خصوصاً بعد الحرب
العالمية الثانية والهولوكوست اليهودي وقضايا معاداة السامية وقوى ضغط اللوبيات
اليهودية في العالم الغربي. على الصعيد العربي يعتبر الكثير من المفكرين والمنظرين
العرب وحتى السياسيين أن قضية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هي القضية والأزمة
المركزية في المنطقة وكثيراً ما يربطها بعض المفكرين بقضايا النهضة العربية وقضايا
الأنظمة الشمولية وضعف الديمقراطية في الوطن العربي.
مرحلة ما قبل الانتداب البريطاني
يرى البعض أن أطماع اليهود الغربيين
في العصر الحديث في الأراضي الفلسطينية بدأت منذ عام 1530 م عندما حاول اليهودي
الإيطالي يوسف ناسي الذي كان يعتبر أغنى رجل في العالم حينها بناء مستعمرة لليهود
الغربيين يفرون فيها من الاضطهاد الذي يتعرضون له في الغرب.
الثورة العربية الكبرى
أعلن الشريف حسين بن علي الثورة ضد
الأتراك باسم العرب جميعاً. وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين
حسين وقادة الجمعيات العربية في بلاد الشام والعراق في ميثاق قومي عربي غايته
استقلال العرب وإنشاء دولة عربية متحدة قوية، وكانت فلسطين من ضمن المناطق المكونة
لهذه الدولة
العتيدة. وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (1915)
بالاعتراف باستقلال العرب مقابل إشراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك.
ونشرت جريدة "القبلة" بيانا رسمياً برفع العلم العربي ذي الألوان
الأربعة ابتداءً من (9 شعبان 1335 الموافق 10 حزيران/يونيو 1917) وهو يوم الذكرى
السنوية الأولى للثورة. إلا أن بريطانيا نقضت عهدها للعرب، وتمت المصادقة على
اتفاقية سايكس بيكو ومن ثم وعد بلفور لتكريس الوجود الصهيوني في فلسطين، وفصل
الأخيرة عن محيطها العربي.
اتفاقية سايكس بيكو
تم في عام 1916 عقد تفاهم سري بين
فرنسا وبريطانيا ومصادقة روسيا على اقتسام الجزء الشمالي من الأراضي العربية
(العراق وبلاد الشام) بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في المشرق العربي
بعد انهيار الدولة العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، جراء هزيمتها في الحرب
العالمية الأولى.
تقرر أن تقع المنطقة التي اقتطعت
فيما بعد من جنوب سوريا وعرفت بفلسطين تحت إدارة دولية (عدا صحراء النقب)، يتم
الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح
بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا مقابل حرية
استخدام بريطانيا لميناء اسكندرون السوري الواقع تحت الوصاية الفرنسية.
لاحقاً، وتخفيفاً للإحراج الذي أصيب
به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل
الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن
محتوى اتفاقية سايكس-بيكو تم التأكيد عليه مجدداً في مؤتمر سان ريمو عام 1920.
بعدها، أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية في 24 حزيران
1922.
وعد بلفور
لقد تبنت إنجلترا منذ بداية القرن
العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم
ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك
قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا
سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.
كانت هناك مصالح مشتركة ذات بعد
إستراتيجي، ففي الأساس كانت بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا وأوروبا الشرقية
الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد. فوجدت أن لها مصلحة في توظيف هذه العملية في برنامج
توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد، وقامت
بتوفير الحماية لهم والمساعدة اللازمة. فما كان من وزير خارجية إنجلترا آرثر جيمس
بلفور إلا أن أصدر وعداً باسم ملك بريطانيا لزعماء الحركة الصهيونية في 2 نوفمبر
عام 1917 بتأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.
لقي هذا الإعلان معارضة العرب، الذين
خدعتهم بريطانيا عندما وعدتهم بالاستقلال إذا وقف العرب بجانبها ضد العثمانيين.
قرار تقسيم فلسطين
هو الاسم الذي أطلق على قرار قامت
الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة بالموافقة عليه في 29 نوفمبر 1947،
وقضت بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيه إلى 3 كيانات جديدة، أي
تأسيس دولة عربية وأخرى يهودية على تراب فلسطين وأن تقع مدينتا القدس وبيت لحم في
منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية. كان هذا القرار المسمى رسميا بقرار الجمعية
العامة رقم 181من أول المحاولات لحل النزاع العربي/اليهودي-الصهيوني على أرض
فلسطين.
تبادرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين
عربية ويهودية مع تحديد منطقة دولية حول القدس في تقرير لجنة پيل من 1937 وتقرير
لجنة وودهد من 1938، وصدر هذان التقريران عن لجنتين تم تعيينهما على يد الحكومة
البريطانية لبحث قضية فلسطين إثر الثورة الفلسطينية الكبرى التي دارت بين السنوات
1933 و1939.
بعد الحرب العالمية الثانية وإقامة
هيئة الأمم المتحدة بدلا لعصبة الأمم، طالبت الأمم المتحدة إعادة النظر في صكوك
الانتداب التي منحتها عصبة الأمم للإمبراطوريات الأوروبية، واعتبرت حالة الانتداب
البريطاني على فلسطين من أكثر القضايا تعقيدا وأهمية.
الحياة السياسية قبل 1948
بدأ الوعي السياسي في فلسطين مبكرا
وكان هذا الوعي ملحوظا في فترة الدولة العثمانية. وكان لفلسطين دور في الدولة
العثمانية حيث كان لأهل فلسطين ممثلون في مجلس المبعوثان الذي انتخب في أعقاب صدور
الدستور إذ كان روحي الخالدي وسعيد الحسيني وحافظ السعيد مندوبين عن لواء القدس
والشيخ أحمد الخماش عن لواء نابلس وأسعد الشقيري عن لواء عكا.
وكان للمثقفين الفلسطينيين دور هام
في التصدي لسياسة التتريك ومواجهة الهجرة اليهودية إلى بلادهم وقد أسسوا نحو17 من
المنظمات والأحزاب السياسية للتعبير عن آرائهم والدفاع عن حقوقهم الوطنية وارتبطت
كثير منها بقضايا المنطقة والأمة العربية.
كان من أهم تلك الأحزاب والتنظيمات:
الجمعيات الإسلامية المسيحية، حزب الاستقلال العربي، الحزب الحر الفلسطيني، الحزب
الشيوعي الفلسطيني (عصبة التحرير الوطني)، جماعة الإخوان المسلمين، حزب الزراع
الفلسطيني، حزب الائتلاف الوطني، مؤتمر الشباب العربي والحزب العربي الفلسطيني
اتفاق أوسلو
اتفاقية أو معاهدة أوسلو هو اتفاق
سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن، الولايات
الأمريكية المتحدة، في 13 سبتمبر أيلول 1993، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو
النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي أفرزت هذا الاتفاق. وجاء الاتفاق
بعد مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرف بمؤتمر مدريد.
” يعود الفضل الى احمد الشقيري وسعيد
السبع وشفيق الحوت بفرض اللاءات الثلاثة
(لا صلح لا اعتراف لا تفاوض ) على
القادة العرب في مؤتمر الخرطوم عام 1967 التى اصبحت شعار لمرحلة طويلة من الصراع
بين الفلسطينيين والاسرائيليين حتى وقع ياسر عرفات
اتفاقية اوسلو 1993.
وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة
ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس
تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا
تتجاوز الخمس سنوات، مقابل اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل. ومن المفترض، وفقا
للاتفاقية، أن تشهد السنوات الانتقالية الخمس، مفاوضات بين الجانبين، بهدف التوصل
لتسوية دائمة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338. ونصت الاتفاقية أيضًا، على أن
هذه المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات،
الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين. إلا أن المتابعين
لهذه الاتفاقية يرون أنها قد تسببت في تقويض الموقف الفلسطيني، حيث عارضها الكثير
من قيادة منظمة التحرير، لاسيما أن كثير من بنودها لم تطبق على الأرض.
مبادرة السلام العربية
هي مبادرة أطلقها الملك عبد الله بن
عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل
والفلسطينيين هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة
اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين
البلدان العربية مع إسرائيل وكانت في عام 2002 في القمة العربية في بيروت. وقد نالت
هذه المبادرة تأييدا عربياً وهي من المواقف العربية التي تثبت إجماعهم على تحقيق
السلام العادل والشامل.
خارطة الطريق
هو الاسم الذي تعرف به خطة السلام
الأخيرة في الشرق الأوسط، أعدت الخطة بواسطة ما يعرف باللجنة الرباعية الدولية،
التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا استنادا على
"رؤية الرئيس الأمريكي بوش" التي أوضحها في كلمة ألقاها في 24 يونيو
2002.
تدعو "خارطة الطريق" إلى
البدء محادثات للتوصل لتسوية سلمية نهائية -على ثلاث مراحل- من خلال إقامة دولة
فلسطينية بحلول عام 2005. تضع خريطة الطريق تصورا لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود
مؤقتة بنهاية العام 2004، وبعد الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النيران، سيتعين على
الفلسطينيين العمل من أجل قمع "المتشددين". أما إسرائيل سيتعين عليها
الانسحاب من المدن الفلسطينية وتجميد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة
مجزرة غزة
هي عملية تشنها قوات الاحتلال
الإسرائيلي على قطاع غزة منذ يوم 27 ديسمبر 2008م كما تقول ردا على إطلاق صواريخ
"قسام" على يد عناصر من منظمتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
تعتبر هذه العملية أكبر مذبحة يتم ارتكابها من قبل الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين
منذ حرب 67، بدأت هذه العملية يوم السبت الموافق 27 ديسمبر 2008 في ساعة الذروة
وبلغ عدد الضحايا من الفلسطينيين خلال 22 يوماً 1305 قتيل وأكثر من 5400 جريح من
بينهم ما نسبته 46% من الأطفال والنساء.
حل الدولتين
دولة فلسطين هي الدولة التي تطالب بإنشائها
الجهة الفلسطينية الرسمية على جزء من أرض فلسطين التاريخية وهو الضفة الغربية
وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب الدولة الإسرائيلية الحالية. على الرغم
من إعلان قيام الدولة الفلسطينية في عام 1988 في الجزائر، إلا أن الإعلان قد تم من
طرف واحد دون أن يكون لذلك تداعيات عملية على أرض الواقع.
حل الدولة الواحدة
حل الدولة الواحدة هو حل مقترح
للصراع العربي الإسرائيلي، وهو المقابل لمحاولات تتمحور حول حل الدولتين والذي
يحظى بتأييد معظم الدول. يدعو أنصار حل الدولة الواحدة إلى إنشاء دولة واحدة في
إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بحيث يكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق
متساوية في الكيان الموحد ثنائي القومية، وبينما يتبنى البعض هذا التوجه لأسباب
أيدولوجية، فإن البعض الآخر يرى فيه الحل الوحيد الممكن نظرا للأمر الواقع القائم
على
حل الدولة الواحدة
حل الدولة الواحدة هو حل مقترح
للصراع العربي الإسرائيلي، يقوم على إنشاء دولة واحدة في إسرائيل والضفة الغربية
وقطاع غزة بحيث يكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق متساوية في الكيان الموحد
ثنائي القومية، وبينما يتبنى البعض هذا التوجه لأسباب أيدولوجية، فإن البعض الآخر
يرى فيه الحل الوحيد الممكن نظرا للأمر الواقع القائم على الأرض. وهو المقابل
لمحاولات تتمحور حول حل الدولتين والذي تتمحور حوله مفاوضات السلام الفلسطينية
الإسرائيلية منذ إتفاقية أوسلو
الموقف والدعوة لحل الدولة الواحدة تاريخيا
صاغ الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي ضم
الشيوعيون اليهم موقفه في العام 1944 موقفه بالدعوة للتطور الديمقراطي لفلسطين
والتحرر من التأثيرات الخارجية في ظل دولة واحدة، بالمقابل نادت عصبة التحرر
الوطني التي ضمت الشيوعيين العرب في العام نفسه "بانهاء الانتداب البريطاني
واقامة حكومة ديمقراطية فلسطينية مستقلة".
كما قدمت حركة فتح أجندة بعنوان
"الدولة الديمقراطية العلمانية" في السبعينات من القرن الماضي، واعتبر
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أحمد جبريل أن الحل
المعقول هو إقامة دولة واحدة، بالإضافة إلى مجموعات وأفراد آخرين.
الأشكال المقترحة والفروقات بينها
بالرغم من أن مصطلحي "حل الدولة
الواحدة" و"الدولة ثنائية القومية" تستخدم أحيانا وكأنها مرادفات،
إلا أنهما لا يعنيان بالضرورة ذات الشيء
الدولة الواحدة ثنائية القومية
هو نظام سياسي يحافظ فيه كل من
الفلسطينيين واليهود الإسرائيليين على الشخصية السياسية كشعبين أو قوميتين. مؤيدي
هذا الطرح يرونه ضروريا لحماية الأقلية (بغض النظر عن أي مجموعة ستكون الاقلية)
ولطمئنة كل الأطراف أن المصلحة الجماعية لكل مجموعة ستكون محمية.
الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية
هو حل يقوم على إنشاء دولة واحدة ديمقراطية، حيث
لكل مواطن صوت، ويقول مؤيدو هذا الحل بأن ثنائية القومية ستمترس الهويتين سياسيا
بطريقة تعزز استمرار المزاحمة والتقسيم الاجتماعي القائم.
إسراطين
هي مقترح حل قدمه الزعيم الليبي معمر
القذافي في كتابه الأبيض لحل المشكلة الإسرائيلية - الفلسطينية بدمج الدولتين في
دولة واحدة ديمقراطية من أجل التعايش السلمي.أصبح هذا المقترح يحظى بتأييد كبير في
بعض الاوساط الفلسطينية والإسرائيلية والعربية والعالمية وقد تشكلت العديد من
الجماعات التي تؤمن بحل الدولة الديمقراطية الواحدة شريطة عودة اللاجئين واجراء
الانتخابات تحت اشراف الأمم المتحدة كما تم إنشاء صفحات عبر الإنترنت تدعو لنفس
الحل من مثل [مركز السلام العالمي "إسراطين"www.isratine.net الذي يدعو لتشكيل جبهة
تحت مسمى جبهة انصار الدولة الديمقراطية الواحدة.
خاتمة: ما ينبغي تذكره من
حقائق
- يحفظ التاريخ للدولة العثمانية،
والسلطان عبد الحميد الثاني خصوصًا مواقف مشرفة للدفاع عن فلسطين وحمايتها والتصدي
للمد الاستيطاني الصهيوني.
- في تأسيس الحركة الصهيونية تحايل
على التحريم الديني لعودة اليهود إلى فلسطين، والمشروط بمجيء "المسيا"
مسيح اليهود المخلص، لذا لقيت فكرة المؤتمر الصهيوني الأول معارضة شديدة من اليهود
أنفسهم.
- لم تكن فلسطين الهدف الأول للحركة
الصهيونية، بل هي خيار بين خيارات متعددة شملت الأرجنتين وأوغندا أيضًا، غير أن
اختيار فلسطين كان منسجما مع المخططات الاستراتيجية للقوى الاستعمارية في المنطقة
العربية.
- الاحتلال الصهيوني لفسطين، هو في
العمق احتلال لحلم الوحدة الإسلامي، وإجهاض لأي نهوض حضاري مستقبلي للأمة
الإسلامية، باعتبار فلسطين في نظر الغرب حاجزا بين الجناحين الآسيوي والإفريقي
للعالم الإسلامي.
- احتلال القدس الشريف سنة 1917 يجمع
بين البعدين الاستراتيجي الاستعماري، والديني؛ وهذا ما تؤكده القولة الشهيرة لقائد
الجيش البريطاني "ألِنبي" الذي خطب حين دخوله القدس قائلًا:
"والآن، انتهت الحروب الصليبية".
- تميزت المقاومة الفلسطينية بتوجهها
السلمي إلى حدود سنة 1929، غير أن هذا لم يمنع من قيام ثلاث ثورات عكست احتجاج
الفلسطينيين على الوضع القائم، بعدها تصاعدت حدة المقاومة الجهادية.
- الإضراب العام الذي أعلنه
الفلسطينيون في 20 أبريل/نيسان 1936، والذي دام حوالي ستة أشهر (178 يوما) هو أطول
إضراب في التاريخ يقوم به شعب كامل.
- سنة 1947 أصدرت الأمم المتحدة قرارها
الجائر رقم (181) القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية.
- مشاركة الجيوش العربية في حرب 1948
كانت أقرب إلى المأساة: إذ لم يتجاوز تعداد الجيوش العربية المكونة من سبعة دول 24
ألف مقاوم، مقابل 70 ألفًا من جيش العدو الصهيوني، كما عانى المجاهدون العرب من
الأسلحة الفاسدة والقديمة، وضعف التدريب والتنسيق. لذا هزمهم الصهاينة واستولوا
على (77%) من الأراضي الفلسطينية، وأعلنوا قيام دولة إسرائيل بتاريخ (14-5-1948).
- قامت العصابات الصهيونية بتشريد
(58%) من الشعب الفلسطيني بالقوة من أراضيهم، ودمروا 478 قرية فلسطينية من أصل 585
قرية، وارتكبوا 34 مجزرة في حق المدنيين، من أشهرها مذبحة دير ياسين (9/4/1948).
اتجاهات مقترحة لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي: إشكالية العمل
سيواجه الصراع العربي الإسرائيلي عدة
مستويات بالنظر إلى التعامل مع الإشكالية الفلسطينية، والإقرار بأن المفاوضات
الحالية ستسفر عن دولتين احداها فلسطين على حدود 1967 مع القبول بتغييرات يتفق
عليها بين الأطراف من خلال مقايضة الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما
تتفق عليه اللجنة الرباعية مع إبقاء الأمر قابلا للتفاوض بين الأطراف والكيان
الفلسطيني المأمول يجب حسب مشروع نتانياهو أن يكون نزع السلاح ولا سيطرة على
إقليمه الجوي وحدوده خاضعة للمراقبة مع تأمين حدود الدولة والإبقاء في الأغوار
(غور الأردن)، وهو الأمر الذي يشير إلى أن مسار الصراع العربي الإسرائيلي ستحكمه
عدة اتجاهات في السنوات المقبلة ونشير إلى
ما يلي:
إن الحديث عن انتفاء المخاطر
الإسرائيلية واتجاه الدول العربية والفلسطينيين إلى التفاوض الحتمي لا يعني أن
الأمر حسم، وأن مرحلة إدارة الصراع تستمر، ولكن بآليات أخرى
الاتجاه الأول
التوصل إلى واقع عربي إسرائيلي جديد
على مراحل يقر بواقع فلسطيني للضغط، ويقوم على حصول إسرائيل على 70% من الأراضي
والموارد وحصر الجانب الفلسطيني في الجزء المتبقي من الأراضي لمشروع تسوية شبه
نهائية، وسيحتاج لضغط أمريكي إسرائيلي وتنازلات فلسطينية من السلطة مع قبول مستتر
من تنظيمات المقاومة واكتفائها بدور في القطاع حتى إشعار آخر مع التأكيد على عدم
التزامها بنتاج أي تفاوض.
الاتجاه الثاني
الحفاظ على توجه القوى الدولية بترك
مصير الكيان الفلسطيني المرتقب وما ينجم عنه للمفاوضات بين الطرفين، وبدعم أمريكي
مباشر خاصة وأن هناك تعثرا في التحرك الفلسطيني والاكتفاء بالتلويح بالعودة للأمم المتحدة
واستكمال استحقاقات العضوية الكاملة بعد دخول نظام المحكمة الجنائية، وهو أمر
سيحتاج في حال فشل المفاوضات الراهنة لضوابط محددة ومنهاج تفاوض جديد، بالإضافة
لرصد وتحديد التفاوض ارتكانا لموقف منحاز سلفا.
الاتجاه الثالث
استثمار الأجواء العربية الراهنة والتي
لا تزال غير واضحة ولم تستعد بعد وتوجيه الأولويات العربية – العربية لقضايا أخرى
تضع الصراع العربي الإسرائيلي في درجة تالية.
الاتجاه الرابع
إن موازين القوى العسكرية والسياسية
لا تعمل لصالح القضية الفلسطينية وبالتالي فإن إدارة الصراع ستستمر في ظل الاتفاق
على ضرورة بقاء الكيان التفاوض الراهن في موقعها مع عدم السماح بتقديم أية تنازلات
في ظل واقع عربي يشير إلى أن المشروع الإسرائيلي تتم مراجعته الآن، وأنه يعاني من
أزمات حقيقية وأن إسرائيل لن تجرؤ على توقيع اتفاق سلام في هذا التوقيت.
المراجع
المعتمدة:
§
محسن محمد صالح، القضية الفلسطينية:
خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات،
بيروت، لبنان، طبعة مزيدة ومنقحة، 2012.
§ عبد الوهاب
المسيري، مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي: جذوره ومساره ومستقبله، دار
الفكر، دمشق - دار الفكر المعاصر، بيروت، إعادة الطبعة الأولى 2003.
§
المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط
§
مركز الشرق العربي للدراسات
الإستراتيجية
§
مسار الحروب العربية الإسرائيلية
وحرب 67 - الجزيرة.نت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق