"تقدير
الموقف السياسي"
فهد بن ناصر الدرسوني
مدخل إلى تقدير الموقف:
أن تقدير الموقف لا يستند على المشاعر والعواطف
والتوقعات، وإنما يخضع بالمقام الأول على الأدلة والبراهين والأسباب.
وتقدير الموقف السياسي هو عبارة عن خطوات
واجراءات تحليلية مركبة لمجموعة من الظروف والتفاعلات والعناصر المؤثرة في قضية سياسية
معينة، مع الاستشراف والنقد للخروج برؤية تلامس واقع القضية السياسية.
وتقدير الموقف: هو التحليل الذي يجري على القضايا الحساسة
وشديدة الأهمية التي تمس الأمن الوطني ( القومي). حيث أنه تقدير نصي يرتكز على معلومات
موثوقة ومحللة، ومشفوعة ببدائل الرأي كتحديد القضية المطروحة و تشخيص التحديات والمشكلات
والسيناريوهات، وتحديد الخيارات ذات الاولوية ( السيناريو المرجح أو الأنسب)، ومن
ثم المقترحات، وترفع في الوقت المناسب إلى الجهة المعنية لاتخاذ القرار ، خاصة وان
"تقدير الموقف" يركز على تحليل مسار التطورات والمتغيرات السياسية التي تتطلب
بلورة سياسات عاجلة ويقوم على بناء رأي حول موضوع معين ينتهي إلى خلاصات محددة يبنى
على ضوئها موقف أو مواقف سياسية.
وهناك عدة شروط يجب توافرها
لتكون عملية "تقدير الموقف" سليمة، ونتائجها مضمونة إلى حد بعيد، وهذه الشروط
هي:
-
جمع المعلومات: هو أمر
أساسي لتقدير الموقف، على أن تكون المعلومة موثوقة ومحددة المصدر، وذات مصداقية عالية.
-
التقييم: يرتبط التقييم بشقين،
الأول يتعلق بتقييم المعلومة الأولية. هل تؤثر على الأمن الوطني بالفعل؟ حيث يتعامل
تقدير الموقف مع القضايا التي تمس الأمن. ويرتبط الشق الثاني بتفريعات المعلومة التي
تم الحصول عليها من خلال التحليل، فإذا تم الوصول إلى نتيجة أن المعلومة وتحليلها تمس
الأمن لابد أن تدخل إلى مرحلة التقدير.
-
وضع بدائل الرأي: فأحيانا يكون
هناك ميل للتوسط في التقدير (مسك العصا من المنتصف)، وهذه النوعية من التقديرات تربك
متخذ القرار أكثر من كونها تدعمه، ومن ناحية أخرى هناك أوقات من عدم التأكد القطعي
التي تمكن من وضع تقدير موقف واحد محدد، وفي هذه الحالة يتم وضع مجموعة من البدائل
تلبي الاحتمالات المحتملة.
-
العقلانية: التفكير في
الأمر، ثم تحديد التصورات بما يتناسب مع الإمكانات المتاحة لدى مقدري الموقف، وما يتماشى
مع الواقع الحالي.
-
المرونة والاستمرار: عدم تأخر
إعداد تقدير المواقف، وادخال التحديثات بما يستجد من معطيات ومتغيرات محلية وإقليمية
ودولية.
-
عدم التسرع والعشوائية: فكلما
كان القرار سليماً وصحيحاً أدى الى نتائج ذات ايجابية أكبر، والعكس صحيح، فبالقدر الذي
يكون فيه تقدير الموقف غير مدروس يكون القرار خاطئاً.
تنويه:
أن عملية تقدير الموقف السياسي ترتبط بشكل وثيق مع عملية
التحليل السياسي، والذي من خلاله يمكن التعرف على عناصر القوة والفرص المتاحة والمخاطر
والتحديات، والفهم الصحيح للأحداث السياسية، وفهم أفضل لطريقة تشكُّل القوى السياسية،
وأوزانها النسبية، ومن لا يملك مهارات التحليل لا يستطيع تقدير الموقف السياسي.
هناك
صعوبات في اعداد تقدير الموقف تكمن في:
-
التعامل مع عقول مختلفة في
فهم التحليل الموقفي للازمة أو الحدث.
-
عدم الدقة في التقديرات
السياسية المؤثرة على الواقع ( قد تفشل احيانا) .
-
مشكلة الصلاحيات ( مجتمع
صنع القرار مغلق) وعدم القدرة على الاطلاع على بعض المعلومات.
-
فكرة التبعية في بناء المواقف،
كذلك التقليد في صياغة المقترحات والتوصيات ( المدح المبالغ والذم المبالغ)، إضافة
إلى الـتأخر في تقدير المواقف أو عدم التحديث بما يستجد من معطيات ومتغيرات.
أما
الخطوات العملية لكتابة "تقدير الموقف" فيمكن إيجازها بالتالي:
-
تحديد الإشكالية.
-
جمع المعلومات.
-
بناء الرؤية السليمة.
-
تحديد السيناريوهات.( تحدد
من ضمنها وبشكل موجز النتائج المختلفة المعارضة لتقدير المحلل)
-
تحديد السيناريو المرجح.
-
المقترحات.( صياغة استنتاجات
على شكل توصيات أو تحذيرات مع تحديد النتائج المختلفة المعارضة لتقديرك)
-
خاتمة مختصرة لا تتجاوز
سطرين يوضح فيها مقدر الموقف رأيه الشخصي. (الموضوعية هي شرط لا يمكن التنازل عنه و إلا فقد "تقدير
الموقف" قيمته.
نموذج مختصر
لتقدير
موقف
صياغة
تقدير الموقف: الشكل والمضمون والنتائج
العنوان
:........................................................
مقدمة:
شرح مختصر للازمة المراد تقدير موقفها مع طرح أسئلة
استفهامية للأسباب والدوافع والتداعيات أو
محاور توضح تسلسل وتطورات الأزمة أو القضية ويتم تناول كافة الأبعاد؛ البعد الداخلي
والخارجي والإقليمي ومواقف كافة الأطراف المعينة والرأي العام ........
هل ...............................................
متى...................................................
إذا......................................................
كيف......................................................
أو عن طريق عرض محاور:
محور: ..................................
محور:...............................
محور:...............................
السيناريوهات
المحتملة ( المتوقعة ):
-
سيناريو تشاؤمي
-
سيناريو معتدل
-
سيناريو مرجح ( مناسب)
-
الرأي الشخصي ( بموضوعية)
المقترحات: توصيات أو تحذيرات
أ.فهد بن ناصر الدرسوني
طالب الدكتوراه في الفلسفه السياسية
طالب الدكتوراه في الفلسفه السياسية
الرياض - المملكة العربية السعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق