السبت، 9 نوفمبر 2019

الأتمتة Automation





الأتمتة Automation
الأتمتة أو المكننة أو التشغيل الآلي بالإنجليزية: Automation: هو مصطلح مستحدث يطلق على كل شيء يعمل ذاتيا بدون تدخل بشري فيمكن تسمية الصناعة الآلية بالأتمتة الصناعية مثلا. وهي تعني حتى في أتمتة الأعمال الإدارية، وأتمتة البث التلفزيوني. وهي عملية تهدف إلى جعل المعامل أكثر اعتمادا على الالآت بدلا من الإنسان، تعتبر كنوع من أنواع الروبوت لكنها ما زالت بحاجة إلى الإنسان لتكملة عملها. تهدف الأتمتة إلى زيادة الإنتاج حيث تستطيع الآلة العمل بسرعة ودقة ووقت أكثر من الإنسان بمئات المرات، ففي السابق برغم وجود الآلات لكنها كانت تحتاج إلى وقت طويل للإنتاج وكذلك الإنتاج لم يكن بالدقة المطلوبة على يد الإنسان.
الأتمتة هي استخدام ا لكمبيوتر والأجهزة المبنية على المعالجات أو المتحكمات والبرمجيات في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية من أجل تأمين سير الإجراءات والأعمال بشكل آلي دقيق وسليم وبأقل خطأ ممكن. الأتمتة هي فن جعل الإجراءات والآلات تسير وتعمل بشكل تلقائي.
ومؤخرًا باستخدام المعالجات الصغرية(PLC)، لعبت البرمجيات دورًا كبيرًا في تطور هندسة الأتمتة تطورًا سريعًا ولا زالت الأتمتة حتى هذه اللحظة لا تتوانى باستخدام كل ما هو جديد التقنيات والمعلوماتية من أجل تحسين أداءها وتطوير إمكاناته
الأتمتة هي نتاج التطور الفكري منذ القدم ولا يمكن القول بأنها بدأت في وقت محدد
المبادئ العامة للأتمتة
ثمة عوامل كثيرة ساعدت في انتشار الأتمتة وإعطائها أهمية خاصة. فقد تكون شروط الإنتاج المحيطية في بعض الصناعات غير سهلة وصعبة على الإنسان فتستلزم محاولة تصميم آلات للقيام بعملية الإنتاج عوضاً عنه كما في المفاعلات النووية وأماكن صهر بعض المعادن أو بعض الصناعات الكيمياوية الخطرة. وتتطلب بعض الصناعات دقة وسرعة عاليتين في الأداء يعجز عن القيام بهما فيتحتم استخدام آلات معقدة متطورة ومبرمجة لهذا الهدف.

وهنالك بعض الصناعات التي تكون الغاية منها إنتاج أدوات معقدة ومتماثلة، وذلك يقلل من إمكانية الإنجاز بالصناعة اليدوية ويتطلب استخدام وسائل إنتاج مؤتمتة متقدمة كما في صناعات قطع غيار الآلات والسيارات والدارات (العناصر) الإلكترونية. هذه الأسباب مجتمعة تجعل الأتمتة مسألة ملحة في الوقت الراهن.
وتتطلب أتمتة أي عملية إنتاجية مراعاة عدة عوامل إضافة إلى النمذجة والمحاكاة. فبعد تحديد المنظومة المطلوب أتمتتها لإنجاز العملية الإنتاجية بدقة يحدد الخرج output المطلوب وتحدد وسيلة قياس هذا الخرج (عناصر التحسس senors). ويجب توفير وسائل لتقرير توافق هذا الخرج المقيس مع ما هو مطلوب (وحدة قرار) ثم توفير آلية لتبديل بنية النظام لتغيير قيمة هذا الخرج (وحدة تحكم) للوصول إلى القيمة المطلوبة للخرج عبر وحدات قيادة ما، مثل المحركات أو الصمامات وغيرها. وهذا يؤدي إلى تمثيل كل منظومة مؤتمتة بمنظومة تحكم ذات دارة مغلقة كما في الشكل
التطبيقات الحاسوبية
أدخل التطور التقني الكبير في هندسة الحاسوب وعلومه في الأعوام الأخيرة مفاهيم جديدة في الأتمتة، منها تخطيط الأتمتة قبل إنجازها إذ أصبحت أتمتة أي عملية أو منظومة تمر بمرحلتين أساسيتين هما النمذجة والمحاكاة قبل البدء بتنفيذ تلك المنظومة. والنمذجة هي المرحلة التي يتم فيها بناء نموذج رياضي للمنظومة المطلوب أتمتتها يصف سلوكها الدينامي وصفاً كاملاً. ويتم إنجاز ذلك باستخدام عدة طرائق رياضية تعتمد على مبدأ حفظ مصونية الطاقة وعلى بنيتها الدينامية وطريقة ترابط العناصر المكونة لها. أما المحاكاة فتتضمن بناء منظومة مصغرة، لها مواصفات المنظومة الأصلية نفسها المطلوب أتتمتها وتحاكيها في السلوك. ويمكن إنجاز ذلك ببناء نموذج إلكتروني مخبري باستخدام العناصر الإلكترونية الفعالة المتوافرة أو باستخدام الحاسوب وكتابة برنامج بإحدى لغات البرمجة المعتمدة، ثم تشغيل هذا النموذج بالشروط المحيطية نفسها المطلوب تشغيل المنظومة الأصلية فيها.
والفائدة من إجراء النمذجة والمحاكاة قبل إنجاز الأتمتة هي اختصار مراحل الإنجاز، والتثبت من صحة النتيجة النهائية لعمل المنظومة. ويمكن تصحيح أي خطأ وظيفي بضبط النموذج الرياضي المستعمل وبتعديل البرنامج بلا أي كلفة إضافية، في حين إن كشف مثل هذه الأخطاء في مراحل إنجاز الأتمتة بلا استخدام هذه الطريقة يوجب تغيير بعض أجزاء المنظومة أو طريقة ربطها وهذا مكلف جداً في المنظومات المعقدة.
المزايا والعيوب
تؤدي الأتمتة، كما هي الحال في أي تطور رئيسي في التقنية إلى تبدلات اقتصادية واجتماعية مهمة. وقد يكون بعض هذه التبدلات مقبولاً وقد يكون بعضها الآخر غير مرغوب فيه.

المزايا
تؤدي الأتمتة إلى رفع إنتاجية اليد العاملة في المصانع، نتيجة إحلال المناولة الآلية محل المناولة الإنسانية، إذ تخفض مدة الدورة التصنيعية لحذفها وقتاً كثيراً غير إنتاجي في العملية التصنيعية، كان يصرف من قبل في عملية المناولة، وتخفض تعب الإنسان في الرفع والمناولة أو تحذفه كلياً وتخفض الوقت الشائع من عمل العامل والآلة إلى أدنى حد ممكن لإلغائها التوقفات والتسليمات غير الميكانيكية.

ويمكن أن تحرر الأتمتة الصناعة من الاعتماد على المناطق التي تتوافر فيها اليد العاملة بأعداد كبيرة، وتتيح بناء مصانع صغيرة، أكثر لا مركزية، تكون على العموم أقرب إلى الأسواق والمواد الأولية.
العيوب
إن للأتمتة مساوئها أيضاً، فهي تتطلب استثماراً كبيراً في التجهيزات يستلزم مدة طويلة من الاستعمال المكثف لاسترداد الأموال المستثمرة. وباستثناء البرامج القابلة للاختيار، قد يكون هناك عدم مرونة في التصنيع، إذ تجمد تصاميم الإنتاج مدداً طويلة. وهذا النقص في المرونة في التصنيع قد يكون خطراً في صناعة يكون التغيير فيها سريعاً أو غير قابل للتنبؤ به. ولاتستطيع الإدارة في أثناء ركود الأعمال أو في المدد التي ينخفض فيها حجم الإنتاج، أن توقف خط إنتاج مؤتمت وتستخدمه فوراً في عمل آخر. ويمكن أن يؤدي الأمر إلى خسارات مالية كبيرة. ويميل اعتماد بعض التجهيزات على بعضها الآخر اعتماداً متداخلاً إلى جعل المنظومة معتمدة على أضعف عنصر فيها، ويكون إخفاق التجهيزات إخفاقاً تراكمياً، إذ إن إخفاقاً واحداً يمكن أو يوقف خط الإنتاج كله. وتميل تكاليف صيانة الأدوات وتبديلها إلى الارتفاع، لأن الأدوات كلها يجب أن تفكك في آن واحد لأغراض معينة في مدد منتظمة سواء أكانت هذه الأدوات بحاجة إلى ذلك أم لم تكن (صيانة وقائية).
أهمية الأتمتة في بيئة العمل في الشرق الأوسط


إثر ازدياد حدة التنافس في بيئة الأعمال في الشرق الأوسط بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، بدأ تيار جديد بالظهور، وهو ما يصطلح عليه بالأتمتة في بيئة العمل. ويعني بذلك ربط كل العمليات الداخلية والخارجية للمؤسسات معا ضمن بيئة إلكترونية ذكية ومتجانسة. وتشتمل هذه العمليات على المحاسبة والإدارة المالية، والموارد البشرية، والمبيعات والتسويق، وإدارة القناة التوزيعية داخل المؤسسة. أما العمليات الخارجية فتشتمل على التجارة الإلكترونية وإدارة علاقات العملاء. والجدير بالذكر هنا أن المؤسسات العاملة في أشد القطاعات تنافسية في الشرق الأوسط هي التي بادرت باعتماد عمليات الأتمتة بشكل كبير. والقطاعات شديدة التنافسية في الشرق الأوسط هي البنوك، وشركات الاتصالات، وشركات الطيران. واليوم، نرى أن الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي الأخرى بدأت بالاعتماد على الأتمتة في إدارة عملياتها في الشرق الأوسط. إذن، ما هو الدليل على مستوى أهمية الأتمتة للمؤسسة في الشرق الأوسط؟ لعل الإجابة على ذلك تكمن في إن القطاع الحكومي في المنطقة، والذي من البديهي لا يعاني من المنافسة لكنه يحتاج إلى أدوات إدارية فاعلة لتقليل الكلفة التشغيلية وزيادة الإنتاجية والكفاءة، من أكثر القطاعات إقبالا على الأتمتة واعتمادا عليها والأسرع في استخدام حلول الأتمتة التقنية وتطبيقها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا على المؤسسات العائلية والشركات الخاصة وغيرها من الأعمال التجارية الأخرى، هو: ما الجدوى من الإقدام على تطبيق واستخدام برمجيات الأتمتة؟ والإجابة في الواقع أن الشركات العاملة في شتى القطاعات في الشرق الأوسط بدأت تدرك فوائد الاعتماد على برمجيات الأتمتة، وهذه الفوائد هي: التقليل من الاعتماد على التعامل الورقي في المؤسسة، وإنشاء التقارير الإدارية بوقت أسرع وكفاءة أعلى، وإصدار القرارات بسرعة أكبر، بفضل امتلاك القدرة على النفاذ إلى المعلومات بشكل دائم، فضلا عن تعزيز علاقة المؤسسة بالعملاء والموردين على السواء.
على أن هنالك العديد من العوامل التي تعترض نمو تطبيقات الأتمتة في مؤسسات الشرق الأوسط. العامل الأول هو أن المؤسسات في المنطقة وبالرغم من إدراكها أنها تحتاج إلى التقليل في تكاليفها التشغيلية وزيادة كفاءة وإنتاجية بيئة العمل داخلها، ما زالت لا تعرف احتياجات العمل الحقيقية عندما يتعلق الأمر بتقنية المعلومات. ولحسن الحظ، يتسنى للمؤسسات هذه الآن الحصول على المساعدة. إذ أصبحت صناعة أتمتة الأعمال في الشرق الأوسط ناضجة بمكان بحيث يتوفر في المنطقة الآن العديد من الأخصائيين المهرة الذين يمكنون المؤسسات من أن تحصل على العون الذي تريده لتحديد احتياجاتها الحقيقية. من ناحية أخرى، وحتى وإن أدركت المؤسسات في المنطقة أن حلول الأتمتة ستساعدها في زيادة مستوى الكفاءة في أدائها، فهي تؤجل في الإقدام على اعتماد هذه الحلول نتيجة لاعتقادها أن حجمها ليس كبيرا بما فيه الكفاية، ولأنها ترى أن أسعار هذه الحلول مرتفعة للغاية. ولحسن الحظ مرة أخرى، تتوفر حلول الأتمتة حاليا للمؤسسات صغيرة الحجم ومتوسطته في الشرق الأوسط أكثر من أي وقت مضى. أما فيما يتعلق بالاستثمار في هذه الحلول وتكلفتها، أدركت المؤسسات التي قامت بالفعل بالاعتماد على هذه الحلول أن عوائدها تتحسن بشكل كبير لما لهذه البرمجيات المتقدمة من فوائد كبيرة على الأداء العام للمؤسسة، وهو الأمر الذي يزيد من ربحيتها ويحقق الجدوى الاقتصادية لاعتماد هذه الحلول في المقام الأول. والقضية الأخرى التي تشغل بال المؤسسة العربية طبعا، هي القلق إزاء الأنظمة الإلكترونية الموجودة لديها مسبقا، والخوف من فقدانها وضياع استثمارها فيها، بعد الاعتماد على أنظمة الأتمتة الجديدة التي يُخشى أن لا تتفق مع النظام القائم في المؤسسة. والإجابة هنا أن أفضل أنظمة الأتمتة الجديدة هي تلك التي تتوافق مع الأنظمة الإلكترونية السابقة لها في المؤسسة، وتعمل ضمن أي بيئة تشغيلية مهما كانت. من هنا، يبدو أنه من الواضح تماما أن المؤسسات العربية، بصرف النظر إن كانت صغيرة أو متوسطة الحجم أو في أي قطاع كان، والتي لا تتبنى استراتيجية محددة المعالم للاعتماد على حلول الأتمتة سريعا، ستجد نفسها متخلفة عن ركب ثورة تقنية المعلومات التي لا تنتظر أحدا، وتستمر في التطور والتغير حتى عند كتابة هذه السطور.
فهد بن ناصر الدرسوني
طالب الدكتوراه في الفلسفة السياسية
المراجع
§      فيصل العباس، أكرم شقرة. "الأتمتة". الموسوعة العربية، 2012م.
§      إيريك تين، أهمية الأتمتة في بيئة العمل في الشرق الأوسط ،جريدة الشرق الاوسط،10 ربيـع الاول 1423 هـ 23 مايو 2002 العدد 8577       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الترويكا بين المفهوم والمصطلح

  الترويكا بين المفهوم والمصطلح     الترويكا ثالوث الرأي السياسي، والمفهوم     الدال على اجماع الرأي الواحد، وفي وقتنا الحاضر، لم تع...