الجمعة، 14 أبريل 2017

الزمن في الدراسات المستقبلية

الزمن في الدراسات المستقبلية
شكل موضوع الزمن نقطة تحاور بين الفلاسفة منذ بداية تطور ميدان الفلسفة، وانقسم هؤلاء إلى فريقين :
الفريق الأول: اعتبر الزمن منفصلا عن الحركة والظاهرة. مما يترتب عليه الاعتقاد بالثبات والدوام.
 وهو ما تجلى في فلسفات بارمنيدس وزينون وصولا إلى كانت، وافترضوا أن الزمن سابق على الظواهر وبالتالي فهو ليس مفهوما أمبيريقيا، فهو موجود في العقل كحال المثال عند أفلاطون.

 الفريق الثاني : لا يرى الزمن منفصلا عن الحركة والظاهرة، امثال هرقليطس وأرسطو أن الزمن يتحدد"بالحركة" فالنائم ليس له زمن، ووصفه جون لوك بأنه "التغير الكمي للأحداث".
 ولعل الفلسفة الإسلامية في تيارها العام أقرب للفريق الثاني، فالزمن عند الأشعري هو الفرق بين الحركات، وعند الخوارزمي "مدة تعدها الحركة" وعند المعرّي "كمّ الحركة". واستقر المفهوم المعاصر للزمن عند المعنى الثاني لدى آينشتاين ومثاله التقليدي في ذلك هو أنك إذا حركت عقارب الساعة للأمام لا يعني أن عمرك قد زاد، إذ لا بد من ملء وعاء الزمن بالحركة.

فالزمن منقسم إلى مراحل ثلاث:
الماضي: وهو السابق على الحال القائم.
الحاضر: وهو القائم حاليا وفي حالة الحركة.
المستقبل: وهو الآتي بعد الحاضر.
 والفرق بين المراحل الثلاث هو أن
 الماضي: قد أصبح حقيقة غير ممكن تغييرها. ولا جدوى من تدخل الإرادة الإنسانية فيه.
أما الحاضر: فهو عملية متحركة لم تكتمل بعد ولن يكون للتدخل في مساره إلا القدر النسبي من التأثير. أما المستقبل المجال الوحيد المتاح أمام الإرادة الإنسانية للتدخل فيه
اذا: الزمن متواصل ومستمر وأحادي الاتجاه ولا يمكن تغيير مساره
التركيز في التحليل المستقبلي على الآثار البعيدة وعلى الاتجاهات  وليس على الأحداث، وقد نجم عن ذلك تداول تصنيف مينوسوتا (نسبة للولاية الأمريكية) في المدى الزمني للدراسات المستقبلية الذي يقوم على خمسة أبعاد.
(1)       المستقبل المباشر: ويمتد من عام الى عامين منذ اللحظة الراهنة. وهذا المستقبل نادر ما تؤثر فيه القرارات لانه محكوم بمسيرة الماضي وتراكماته.
(2)       المستقبل القريب: ويمتد من عامين إلى خمسة.
(3)       المستقبل المتوسط: ويمتد ما بين خمسة إلى عشرين عاما.
(4)       المستقبل البعيد: ومدته بين عشرين إلى خمسين عاما. يعصب التحكم في مساراته.

(5)       المستقبل غير المنظور: أكثر من خمسين عاما. ويستحيل التحكم فيه.

بقلم: فهد بن ناصر الدرسوني
الرياض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الترويكا بين المفهوم والمصطلح

  الترويكا بين المفهوم والمصطلح     الترويكا ثالوث الرأي السياسي، والمفهوم     الدال على اجماع الرأي الواحد، وفي وقتنا الحاضر، لم تع...