مـقدمة.
الفصل الأول: مفاهيم حول إدارة
الأزمة, تطور مفهومها, أنواعها.
المبحث الأول: مفهوم الأزمة و
مفهوم إدارة الأزمة.
المبحث الثاني: تطور مفهوم
إدارة الأزمة.
المبحث الثالث : أنواع ( تصنيف
) الأزمات.
الفصل الثاني : أسباب الأزمة ، سماتها و
مراحل حدوثها.
المبحث الأول : أسباب حدوث
الأزمة.
المبحث الثاني : سمات حدوث
الأزمة
المبحث الثالث : مراحل حدوثها.
الفصل الثالث : أسس
التعامل مع الأزمات و استراتجيات مواجهتها.
المبحث الأول : أسس التعامل مع
الأزمات و مبادئه.
المبحث الثاني : استراتجيات مواجهة
الأزمات.
الفصل الرابع : متطلبات إدارة
الأزمة , إنشاء مركز لإدارتها.
المبحث الأول : متطلبات إدارة
الأزمة.
المبحث الثاني : مركز إدارة
الأزمات , مكوناته و مهامه..
المبحث الثالث: مراحل إدارة
الأزمات.
الفصل الخامس : أساليب
حل الأزمة و كيفية التعامل معها و إجراءات الوقاية منها.
المبحث الأول : أساليب حل
الأزمة و كيفية التعامل معها.
المبحث الثاني : عوامل النجاح
في إدارة الأزمة.
المبحث الثالث : نماذج عن بعض
الازمات.
الخاتمة.
المراجع
* مقدمة:
إن ظاهرة الصراع هي إحدى حقائق العلاقات منذ فجر التاريخ, و عالم اليوم يتميز
بالمتغيرات السريعة التي أسفرت عن توترات شتى و على الرغم من
التقدم الحضاري و ثبات الدعائم و الأسس التي تقوم عليها العلاقات فإن العالم يتسم
بتعدد الأزمات الناجمة عن اختلال توازنات القوى الكبرى مع سعي القوى الصغرى إلى
تحقيق المزيد من الاستقلال و النمو مما أدى إلى حدوث صراعات و تحالفات تمثلت
في أزمات عالمية , إقليمية و محلية ذات طبيعة زمانية و مكانية مركبة و معقدة.
لقد كان تفاعل العلاقات بين القوى و الكيانات المختلفة و صراعاتها الخفية و
العلنية بهدف نقل مراكز السيطرة و الهيمنة. إذ بينما تعمل الدول المتقدمة على
امتلاك عناصر القوة المختلفة و الارتقاء بوسائلها المادية فإن الدول النامية تختلف
أزماتها, بسبب إفرازاتها المتناقضة الناتجة عن الحقبة الإستعمارية بدلا عن طموحات
الإستقلال و التنمية . و إذا كانت الدول المتقدة تتعامل مع أزمتها بمناهج علمية
فإن الدول النامية ترفض إتباع هذه الأساليب في مواجهة أزماتها مما يجعل الأزمة أشد
عمقا و أقوى تأثيرا بسب التفاعل الواضح بين عدم إتباع المناهج العلمية في التعامل
مع الأزمات و بين الجهل بتلك المناهج و التمسك بتلك الأساليب العشوائية..
و إذا كانت الأزمات تحدث في كل زمان و مكان و بعد أن أصبح العالم وحدة متقاربة
سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا بات أي من كياناته عرضة لأزمات التي تأثر
في مجتمعاته تأثيرات متفاوتة و لذلك أصبح استخدام المناهج العلمية في مواجهة
الأزمات ضرورة ملحة, ليس لتحقيق نتائج إيجابية من التعامل معها و إنما لتجنب
نتائجها المدمرة. و علم إدارة الأزمات يعد من العلوم حديثة النشأة و التي أبرزت
أهميته من خلال التغيرات العالمية التي أخلت بموازين القوى الإقليمية و العالمية و
أوجبت تحليل حركتها و اتجاهاتها , إذ يعمل هذا العلم على التكيف مع المتغيرات و
تحريك الثوابت ذات التأثير السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي.
فماذا تـعني إدارة
الأزمة؟ و ما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوثها ؟ و كيف تتم إدارتها و
التحكم فيها؟
الفصل الأول: مفاهيم حول إدارة الأزمة , تطور مفهومها ,
أنواعه ا:
المبحث الأول :
مفهوم الأزمة و مفهوم إدارة الازمة:
* مفهوم الأزمة :
كلمة (أزمة) هي كلمة عامة ومعروفة في
الوسط الاجتماعي بأنها مشكلة يثير استخدامها في كثير من المجالات والنقاشات الحادة
حول تحديد مفهوم معين أو اتجاه معين في القضايا العامة أو الخاصة، قد تكون سياسية
أو اقتصادية أو عسكرية أو اجتماعية. والمقصود بفكرة (أزمة) هنا - هي المشاكل أو
الأحداث التي تحدث في المجتمع وتزعزع استقرار للدولة و يكون حدوثها غير متوقع.
فقد تعددت تعريفات الأزمة، فاختلفت في بعض الجوانب، واتفقت في جوانب أخرى، وفيما
يلي عرض لبعض هذه التعريفات:
-الأزمة هي ظرف
انتقالي يتسم بعدم التوازن، ويمثل نقطة تحول في حياة الفرد، أو الجماعة، أو
المنظمة، أو المجتمع، وغالباً ما ينتج عنه تغيير كبير.
أو هي فترة حرجة أو
حالة غير مستقرة يترتب عليها حدوث نتيجة
مؤثرة، وتنطوي في الأغلــب علــى أحـــداث ســريعة وتهــديـد للقيــم أو للأهداف التي يؤمن بها من يتأثر
بالأزمة.
أو هي موقف وحالة
يواجهها متخذ القرار في أحد الكيانات الإدارية من "دولة، مؤسسة، مشروع،
أسرة" تتلاحق فيها الأحداث وتتشابك معها الأسباب بالنتائج، ويفقد معها متخذ
القرار قدرته على السيطرة عليها أو على اتجاهاتها المستقبلية؛ إذ تعتبر الأزمة
تحدياً وصراعاً بين متخذ القرار وبين القوى الصانعة للأزمة مرافقة لقلق أو قوى
ضاغطة وتهديد أمن الكيان الإداري.
* مفهوم إدارة الأزمة:
تعدّدت التعريفات لمفهوم إدارة الأزمات، وإن كان المعنى العام لمجمل هذه التعريفات
واحد وهو "كيفية التغلب على الأزمة بالأدوات العلمية الإدارية المختلفة،
وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها" وإن كان لكل باحث تعريف مختلف في
مفرداته ولكنه متفق في معناه.
فيعرف الباحث البريطاني (ويليامز)
إدارة الأزمات "بأنها سلسلة الإجراءات الهادفة إلى السيطرة على الأزمات،
والحد من تفاقمها حتى لا ينفلت زمامها مؤدية بذلك إلى نشوب الحرب، وبذلك تكون
الإدارة الرشيدة للأزمة هي تلك التي تضمن الحفاظ على المصالح الحيوية للدولة
وحمايتها".
في حين يرى الخبير البعض
أن إدارة الأزمات يجب أن تنطلق من إدارة الأزمة القائمة ذاتها وتتحرك في
إطار الإستراتيجية العامة للدولة، وهذا يتطلب تحديد الأهداف الرئيسة والانتقائية
للدولة خلال الأزمة والتحليل الاستراتيجي المستمر للأزمة وتطوراتها والعوامل
المؤثرة فيها، ووضع البدائل والاحتمالات المختلفة وتحديد مسارها المستقبلي من خلال
التنبؤ والاختيار الاستراتيجي للفرص السانحة وتحاشي أمر المخاطر التي تحملها
الأزمة أو التقليل منها حيث يتطلب ذلك معلومات وافرة ومعطيات مناسبة وإدارة رشيدة.
* مفهوم الإدارة بالأزمة :
يكون المدير أسيرا لسلسلة متتالية من الأزمات و المشكلات بسبب سوء التخطيط و عدم
العناية بالتوقع و انخفاض فعالية المواجهة و بالتالي لا يختار المدير ما يفعله و
إنما يفرض عليه ما يفعله و أولوية أموره لا يحددها هو و إنما تحددا الأزمات
المتتالية و بالتالي فبذلا من أن يدير هو الأزمات يصبح مدارا بالأزمات.
المبحث
الثاني: تطور مفهوم إدارة الأزمة:
يصعب تحديد
مفهوم دقيق و شامل للأزمة و خاصة بعد اتساع نطاق استعماله و انطباقه على مختلف صور
العلاقات الإنسانية و في مجالات التعامل كافة.إلا أن تطوره التاريخي, قد ظهر في
الطب الإغريقي القديم, تعبيرا عن نقطة تحول مصيرية في تطور المرض ,يرتهن بها شفاء
المريض,خلال فترة زمنية محددة,أو موته ومن ثم , تكون مؤشرات المرض,أو دلائل الأزمة
, هي الأعراض التي تظهر على المريض والناجمة عن الصراع بين الميكروبات والجراثيم
ومقاومة الجسم لها,وليس عن الأزمة المرضية التي ألمت به . وبعد أن شاع اصطلاح
الأزمة في المعاجم والكتب الطبية, بدأ استخدامه مع بداية القرن التاسع عشر
في التعبير عن ظهور المشاكل التي تواجهها الدول, إشارة إلى نقاط التحول
الحاسمة في تطور العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
. في عام
1937,عرفت الأزمة بأنها خلل فادح ,في العلاقة بين العرض والطب ,في السلع والخدمات
ورؤوس الأموال ومنذ ذلك التاريخ بدأ التوسع في استخدام مصطلح الأزمة في إطار علم
النفس, عند الحديث عن أزمة الهوية .وكذلك استخدمه الديموغرافيون عند حديثهم
عن أزمة الانفجار السكاني . وأسفر استخدامه عن تداخل بين مفهوم الأزمة و المفاهيم
المختلفة ذات الارتباط الحيوي والوثيق به.
المبحث
الثالث: أنواع الأزمات :
الخطوة الأولى للإدارة
السليمة للأزمة هي تحديد طبيعة أو نوع الأزمة لكن تحديد نوع الأزمة ليس عملية سهلة
لان أي أزمة بحكم طبيعتها تنطوي على عدة جوانب متشابكة أدارية اقتصادية إنسانية
جغرافية و سياسية, و بالتالي تتنوع التصنيفات بتعدد المعايير المستخدمة في عملية
تحديد نوع الأزمة. و على هذا الأساس يمكن تصنيف الأزمات إستنادا إلى المعايير
التالية:
1 - حسب نوع و مضمون الأزمة : فالأزمة قد تقع في المجال
الاقتصادي أو السياسي أو..... الخ , و وفق هذا المعيار قد تظهر أزمة بيئية أو
سياسية أو اقتصادية....و داخل كل نوع قد تظهر تصنيفات فرعية مثل : الأزمة المالية
ضمن الأزمة الإقتصادية و هكذا.
2- حسب النطاق الجغرافي للأزمة : إن استخدام المعيار
الجغرافي يؤدي إلى ما يعرف بالأزمات المحلية التي تقع في نطاق جغرافي محدود أو ضيق
، كما يحدث في بعض المدن و المحافظات البعيدة كانهيار جسر .
3- حسب حجم الأزمة : فقد تكون الأزمة صغيرة أو
محدودة تقع داخل إحدى المنظمات أو مؤسسات المجتمع، و قد تكون متوسطة أو كبيرة.
و يعتمد معيار الحجم على
معايير مادية كالخسائر الناجمة عن أزمة المرور أو تعطل في توليد الطاقة الكهربائية
، ثم هناك في كل أزمة معايير معنوية كالأضرار و الآثار التي لحقت بالرأي العام و
بصورة المجتمع أو المؤسسة التي تعرضت للأزمة..
4 - حسب المدى الزمني لظهور و تأثير
الأزمة : في هذا
الإيطار هناك نوعان من الأزمات :
* الأزمة الانفجارية السريعة : و تحدث عادة بسرعة و فجأة كما تختفي
بسرعة و تتوقف نتائج هذه الأزمات على الكفاءة في إدارة الأزمة، مثال ذلك : اندلاع
حريق ضخم في مصنع لإنتاج مواد كيماوية.
* الأزمة البطيئة الطويلة : تتطور
هذه الأزمة بالتدرج ، و تظهر على السطح رغم كثرة الإشارات التي صدرت عنها
لكن المسؤولين لم يتمكنوا من استيعاب دلالات هذه الإشارات و التعامل معها ، و لا
تختفي هذه الأزمة سريعا بل قد تهدد المجتمع لعدة أيام ، من هنا لابد من تعديل
الخطة الموجودة لمواجهة الأزمة و وضع خطة جديدة و التعامل معها بسرعة و بدون تردد.
5- حسب طبيعة التهديدات التي تخلق
الأزمة : تختلف
التهديدات التي تواجه المنظمة أو المجتمع و بالتالي يمكن تصنيف الأزمات استنادا
إلى نوعية و مضمون التهديد، فهناك تهديدات خارجية موجهة ضد المعلومات و مجموعة
متعلقة بالأعطال و الفشل و تهديد خارجي موجه ضد اقتصاد المنظمة و الخسائر الفادحة
و تهديدات نفسية و الأمراض المهنية.
6- حسب أسباب الأزمات : و يمكن تقسيمها حسب هذا المعيار إلى :
* أزمات تظهر نتيجة تصرف أو
عدم تصرف المنظمة و تتضمن الأخطاء الإدارية و الفنية أو الفشل في تحقيق أساليب
العمليات المعيارية.
* الأزمات الناتجة عن
الاتجاهات العامة في البيئة الخارجية.
* الأزمات الناتجة من خارج
المنظمة و ليس للمنظمة أي دخل في حدوثها.
الأزمات الناتجة عن الكوارث
الطبيعية كالفيضانات و الزلازل و البراكين.
7- حسب طبيعة أطراف الأزمة : استنادا إلى طبيعة الطرف أو الأطراف
المنخرطة في الأزمة أو تأثيرها على الدولة يمكن التمييز بين الأزمات الداخلية و
الخارجية، فإذا تعلق الأمر بأحد جوانب السيادة الخارجية للدولة أو انخرط
طرف خارجي في الموقف كانت الأزمة دولية خارجية، أما إذا ارتبط الأمر
بتفاعلات القوى السياسية و المجتمعية في الداخل كانت الأزمة داخلية
الفصل الثاني : :
أسباب و سمات الأزمة و مراحل حدوثها:
المبحث
الأول : أسباب حدوث الأزمة :
إن لكل شيء
سبباً فإن هناك عوامل تتسبب في وجود الأزمة؛ فهي لا تنشأ مجزأة، وليست وليدة
اللحظة، ولكنها نتاج تفاعل أسباب وعوامل نشأت قبل ظهور الأزمة، وتتعدد الأسباب
التي تؤدي إلى نشوب الأزمة نذكر منها :
- المعلومات الخاطئة آو
الناقصة :
عندما تكون المعلومات غير متاحة آو قاصرة آو غير دقيقة فان الاستنتاجات تكون خاطئة فتصبح القرارات أيضا خاطئة وغير سليمة مما يؤدي آلي ظهور تعارض وصراعات وأزمات
عندما تكون المعلومات غير متاحة آو قاصرة آو غير دقيقة فان الاستنتاجات تكون خاطئة فتصبح القرارات أيضا خاطئة وغير سليمة مما يؤدي آلي ظهور تعارض وصراعات وأزمات
- التفسير الخاطئ للأمور:
آن الخلل في عملية التقدير والتقويم للأمور والاعتماد على الجوانب الوجدانية والعاطفية أكثر من الجوانب العقلانية يجعل القرارات غير واقعية ويرتب ذلك نتائج تؤدي في النهاية آلي الأزمة
- الضغوط :
هناك ضغوط داخلية وخارجية مثل الضرائب والمنافسة ومطالب العاملين والتكنولوجية الجديدة فتتصارع هذه الضغوط مع بعضها ويجد المدير نفسه وسط هذه الضغوطفيكون قد تقدم مراحل كثيرة في طريقه آلي الأزمة
- ضعف المهارات القيادية :
القيادة فن وعلم وموهبة فهي تتضمن التعامل مع الناس لذلك علينا توقع التناقضات والأمور التي لا يمكن التنبؤ بها لان النفس البشرية معقدة لذلك من الصعب آن نتعامل معها دائما بمنهجية علمية لذلك علينا آن نفتح أذهاننا وعلى المدير آن يلعب دوره بمهارة فائقة وان يرسم صور جميلة كالتي يرسمها الرسام بالألوان والفرشاةوعلى المدير آن يكون كالموسيقي بل كقائد الاوركسترا وعلى المدير آن يقلع عن أسلوب الإدارة بالتهديد والوعيد والتعنيف.
- الجمود والتكرار :
بعض مدرائنا والعاملين يختارون طريق الجمود والتكرار في أداء العمل لأنه الطريق الذي يعود بنا سالمين وهناك كثير من الناس يضيعون حياتهم منتظرين انفراج المشكلات وفي هذه الحالة تتراكم المشكلات وتكون مقدمة لحدوث الأزمة فلا يقبلون التغير والتطوير بسهولة وللأسف آن اغلب المديرين يتصفون بالجمود الفكري والروحي والضميري والإبداعي والتطويري والتشريعي
- غياب آو تعارض الأهداف :
آن المديرون الذين يسمحون للحريق آن ينشب ثم بعد ذلك يوظفون كل طاقاتهم لإخماد هذا الحريق لأنهم يشعرون آن الأزمات تواجههم باستمرار فهم ببساطة سيقولون انه ليس لديهم وقت لوضع الأهداف
- البحث عن الحلول السهـلة :
إن حل المشكلات والأزمات
يتطلب بذل الجهد والعرق واعمال
العقل أما البحث عن الحلول السهلة يزيد المشكلات ويعقدها ويحولها آلي أزمات .
- سوء
الإدراك : يمثل الإدراك
مرحلة استيعاب المعلومات التي أمكن الحصول عليها والحكم التقديري على الأمور المعروضة
.
- سوء التقييم : و ينشأ في كثير من الأحيان من المغالاة في الثقة بالنفس وفي
القدرة الذاتية على مواجهة الطرف الآخر .
- تعارض الأهداف : إن تعارض الأهداف الخاصة، يؤدي إلى
انهيار الثقة في متخذ القرار، الأمر الذي يوسع من دائرة عدم المصداقية والشك
في قدراته، وتزداد بالتالي وتتفاقم الأزمة.
- حب السيطرة و المركزية
الشديدة
.- عدم وجود أنظمة
حوافز ناجحة.
المبحث
الثاني : سمات حدوث الأزمة:
1- المفاجأة العنيفة و
الشديدة لدرجة أنها تكون قادرة على شد الانتباه لجميع الأفراد و المنظمات.
2- التشابك و التداخل في عناصرها
و عواملها و أسبابها.
3- عدم التأكد و عدم توفير
المعلومات مما يسبب الأخطاء في اتخاذ القرار و بالتالي تفاقم و تدهور الأوضاع.
4- غالبا ما يصاحبها أمراض
سلوكية غير مستحبة كالقلق و التوتر و حالات عدم الانتباه و اللامبالاة.
5- وجود مجموعة من الضغوط
المادية و النفسية و الاجتماعية تشكل في مجملها ضغطا ازموي على الجهاز الإداري.
6- ظهور القوى المعارضة و
المؤيدة ( أصحاب المصالح ) يؤدي إلى تفاقم الأزمة.
المبحث
الثالث: مراحل حدوثها :
تقسم مراحل الأزمة ومن ثم إدارتها إلى :
1- مرحلة الصدمة : وهو ذلك الموقف الذي يتكون نتيجة الغموض ويؤدي إلى الإرباك والشعور
بالحيرة وعدم التصديق لما يجري وهي مرحلة تتناسب عكسيا مع مدى معرفة وإدراك
الإنسان.
2- مرحلة التراجع : تحدث هذه المرحلة بعد حدوث الصدمة,
وتبدأ بوادر الاضطراب والحيرة بالظهور بشكل متزايد ويصاحب ذلك أعراض منها زيادة
حجم الأعمال التي لا جدوى منها (الأعمال الفوضوية).
3 - مرحلة الاعتراف : وهنا تتجلى عقلانية التفكير - فيما
بعد امتصاص- الصدمة حيث تبدأ عملية إدراك واسعة ومراجعة للازمة بغية تفكيكها.
4- مرحلة التأقلم : حيث يتم استخدام استراتيجيات
معينة بالاضافة إلى استخدام الموارد البشرية والمادية في المنظمة للتعامل والتخفيف
من آثار اللازمة. وما لم يتم التعامل بذكاء وحذر في هذه المرحلة فان الأمور سوف
تتجه بخط بياني نحو الكارثة. وقد أطلقت على هذه المرحلة تسميات أخرى من أبرزها،
مرحلة الإنذار المبكر أو مرحلة اكتشاف إشارات الخطر, وهي بهذا المعنى أولى خطوات
إدارة الأزمة تليها مجموعة أساليب وقائية وسيناريوهات معينة تتابع أحداث الأزمة
وتحدد لكل فرد في فريق الأزمة، دوره بمنتهى الوضوح. وتهيئ وسائل عمل تحد من
الإضرار وتمنعها من الانتشار.
والى هنا نكون قد وصلنا إلى المرحلة التالية من مراحل إدارة الأزمة ألا وهي
مرحلة استعادة النشاط وتشتمل على إعداد وتنفيذ برامج قصيرة وطويلة الأجل سبق وان
تم اختبارها بنجاح على أزمات مشابهة وعادة ما تكتنف هذه المرحلة، روح الحماس تقود
إلى تماسك الجماعة وتكاتفها،في مواجهة الخطر.
الفصل الثالث : أسس التعامل مع الأزمات و استراتجيات
مواجهتها :
المبحث
الأول : أسس التعامل مع الأزمات و مبادئه:
مواجهة الأزمة منذ نشأتها
مرورا بمرحلة الحد من خطرها و حتى التغلب عليها تتطلب الالتزام بعدة مبادئ أساسية
هي بداية نجاحها ، و تتمثل مواجهتها في الآتي:
-1- تحديد الأهداف و
الأسبقيات:
يعد هذا العامل من أهم عوامل
النجاح في مواجهة الأزمة و لاسيما الهدف الرئيسي الذي كثيرا ما يكون غير واضح.
فمعرفة السبب الرئيسي يمثل 50 % من معالجتها و مواجهتها. و لابد من
تنسيق الأهداف و تحديد أسبقيتها إذ أن الهدف الرئيسي المتمثل في مواجهة الأزمة
برمتها قد يكون غير ممكن أو خارج الإمكانيات و القدرات المتاحة فيعمد إلى تجزئته ،
و تحديد الهدف لا يعني انتقاء عامل المخاطرة الذي قد ينطوي على بعض الإخفاقات أو
النجاحات.
-2- حرية الحركة و
سرعة المبادأة :
هذه الخطوة هي أول خطوات
تحقيق الهدف ، إذ تنأى بمتخذي القرار عن التأثر بالصدمات و تتيح لهم المبادأة التي
تخضع الأزمة لعامل رد الفعل العكسي فيمكن السيطرة عليها و الحد من خطرها.
-3- المباغتة:
تكاد المفاجأة تحقق السيطرة
الكاملة على الأزمة و لفترات ملائمة إذ إن إعلان أسلوب مواجهتها يمكن أن
يسفر عن فشل الجهود المبذولة لحلها بينما نتائج المفاجأة تتيح الحد من خطرها و
القضاء عليها و لتحقيق المباغة لابد من الكتمان الشديد في حشدة القوة المكلفة
بالتعامل مع الأزمة و لتوصيلها إلى أقرب ما يمكن من الهدف .
-4- حشد القوى و تنظيمها :
امتلاك القوة من عوامل النجاح
في مواجهة الأزمة و إحداث التأثير المطلوب في المحيط المحلي و الدولي وفقا لنطاقها
و يهدف تنظيم القوى إلى حشد كافة الإمكانيات المادية و البشرية و تعبئتها معنويا
تعبئة تمكنها من مواجهة الأزمة و القضاء عليها و القوة تنظمن مقومات متعددة
بعضها مرتبط بمكان الأزمة و الآخر يرتبط بزمان الأزمة و المرحلة التي بلغتها. و
يتضمن من حشد القوة خمسة جوانب أساسية تتمثل في القوة الجغرافية الناتجة من تفاعل
الإنسان مع المكان و الموارد البيئية و القوى الاقتصادية التي تتمثل في الموارد
المتاحة و القوة العسكرية من حيث حجمها و نوع تشكيلاتها و روحها المعنوية، و
الجانب التاثيري ما يعني الجهد التاثيري المنظم في الرأي العام في الداخل و الخارج
بما يحد من قدرة الطرف الآخر و فعاليته و يضعف قواه. و يجب ألا يكون الحشد وهميا
فلابد أن تراعى فيه التقنيات و الخبرات البشرية التي يمكن تفعيلها لمواجهة الأزمة.
-5- التعاون و المشاركة
الفعالة :
قد تعجز القدرات المتاحة عن
مواجهة الأزمة الناشئة سواء كانت محلية أو دولية فتتحتم الاستعانة عليها بمساندة
خارجية تضاعف الطاقات على مواجهتها، بل تساعد على اتساع الرؤية و الشمولية و
التخصص و تكامل المواجهة، إضافة إلى السرعة و الدقة الناجمتين عن تنوع الخبرات و
المهارات ة القدرات.
-6- السيطرة المستمرة على
الاحداث :
يزيد التلاحق السريع و
المتنامي لإحداث الأزمة من حدة آثارها السلبية الناتجة من استقطاب عوامل خارجية
مدعمة لها و لدلك فان التعامل معها يتطلب التفوق في السيطرة على أحداثها من
خلال المعرفة الكاملة بتطوراتها كما تتطلب هذه العملية التعامل مع العوامل المسببة
للازمة و القوى المدعمة لها.
-7- التأمين الشامل للأشخاص و
الممتلكات و المعلومات:
يعد التامين المادي للأشخاص و
الممتلكات ضرورة حتمية لمواجهة الأزمة إذ يجب توقير الحد الأدنى من التامين
الطبيعي لكل من الأشخاص و الممتلكات و المعلومات قبل حدوثها و توفير سبل الوقاية
منها. و كذلك التأمين الحيوي الإضافي عند حدوث الأزمة فعلا و لدى يجب مواجهة قواها
بقوى أشد منها لإيقاف تناميها، و الحد من امتداد مجالاتها. و قوامه هو تكوين احتياطات
فعالة قد يحتاج إليها الكيان للتغلب على الأزمة.
لدى فوجود نظام للتأمين هو
ضرورة حتمية لمواجهة الأزمات و هذا النظام يحول دون اختراق الجانب المعادي و يحجب
المعلومات عنه و يعزله داخليا و خارجيا و هو بداية نهاية الأزمة.
-8- المواجهة السريعة لإحداث
الأزمة :
كان للتقدم العلمي الذي شهده
العالم اثر بالغ في طبيعة الأزمات، التي أصبحت سريعة التطور فاستدعت التصدي السريع
لها ما يحتم وجود الكوادر العلمية المدربة على مواجهة الأزمات. إذ كانت المواجهة
السريعة أمر حيوي فإنها يجب أن تتسم بالدقة كي لا تتزايد حدة الأزمة.
-9- الاقتصاد في استخدام
القوة :
يجب أن يكون تحديد الإمكانيات
و القدرات المخصصة لمواجهة الأزمة خاضعة لحسابات دقيقة، فالإسراف في استخدام القوة
يكون إهدارا للإمكانيات من حيث نفقتهما مقارنة بمعدل الأمان الذي وفرته، و رد
الفعل العكسي الناتج عن الأزمة. إضافة إلى أن الإفراط و المبالغة في استخدام القوة
يكون لهما رد فعل و تحويل مظاهر الأزمة العلنية إلى ضغط مستتر يصعب متابعته أو
ملاحظة تطوره بشكل دقيق.
المبحث
الثاني : استراتجيات مواجهة الأزمات :
إستراتيجية العنف
وتستخدم هذه الإستراتيجية مع الأزمة المجهولة التي لا يتوفر عنها معلومات كافية وكذلك تستخدم مع الأزمات المتعلقة بالمبادئ والقيم ومع الأزمات التي تنتشر بشكل سرطاني في عدة اتجاهات ومع الأزمات التي يفيد العنف في مواجهتها وذلك من خلال تحطيم مقومات الأزمة وضرب الوقود المشعل للازمة آو وقف تغذية الأزمة بالوقود اللازم لاستمرارها كما يمكن حصار العناصر المسببة للازمة وقطع مصادر الإمداد عنها .
إستراتيجية وقف النمو :
تهدف هذه الإستراتيجية آلي التركيزعلى قبول الأمر الواقع وبذل الجهد لمنع تدهوره وفي نفس الوقت السعي آلي تقليل درجة تأثير الأزمة وعدم الوصول آلي درجة الانفجار وتستخدم هذه الإستراتيجية في حالة التعامل مع قضايا الرأي العام والإضرابات ويجب هنا الاستماع لقوى الأزمة وتقديم بعض التنازلات وتلبية بعض المتطلباتمن اجل تهيئة الظروف للتفاوض المباشر وحل الأزمة .
إستراتيجية التجزئة :
تعتمد هذه الإستراتيجية على
دراسة وتحليل العوامل المكونة
للازمة والقوى المؤثرة فيها
وخاصة في الأزمات الكبير والقوية حيث يمكن تحويلها آلي أزمات صغيرة ذات ضغوط اقل مما يسهل التعامل معها ويمكن
هنا خلق تعارض في المصالح بين
الأجزاء الكبير للازمة والصراع على
قيادة الأجزاء واستمالتها وتقديم إغراءات لضرب التحالفات .
إستراتيجية الإجهاض :
يمثل الفكر الصانع للازمة و الذي يقف وراء الأزمة في صورة اتجاهات معينة تأثير شديد على قوة الأزمة
وتركز هذه الإستراتيجية على التأثير في هذا الفكر وإضعاف الأسس التي يقوم عليها حيث ينصرف عنه بعض القوى وتضعف الأزمة ويمكن هنا استخدام التشكيك في العناصر المكونة للفكر والتضامن مع هذا الفكر ثم التخلي عنه وإحداث الانقسام .
يمثل الفكر الصانع للازمة و الذي يقف وراء الأزمة في صورة اتجاهات معينة تأثير شديد على قوة الأزمة
وتركز هذه الإستراتيجية على التأثير في هذا الفكر وإضعاف الأسس التي يقوم عليها حيث ينصرف عنه بعض القوى وتضعف الأزمة ويمكن هنا استخدام التشكيك في العناصر المكونة للفكر والتضامن مع هذا الفكر ثم التخلي عنه وإحداث الانقسام .
إستراتيجية دفع الأزمة للأمام :
وتهدف هذه الإستراتيجية آلي
الإسراع بدفع القوى المشاركة في
صناعة الأزمة آلي مرحلة
متقدمة تظهر خلافاتهم وتسرع بوجود الصراع
بينهم
ويستخدم في هذه الإستراتيجية تسريب معلومات خاطئة وتقديم تنازلات تكتيكية لتكون مصدر للصراع ثم يستفاد منها .
ويستخدم في هذه الإستراتيجية تسريب معلومات خاطئة وتقديم تنازلات تكتيكية لتكون مصدر للصراع ثم يستفاد منها .
إستراتيجية تغير المسار :
وتهدف آلي التعامل مع الأزمات الجارفة والشديدة التي يصعب الوقوف
أمامها و تركز على ركوب عربة
قيادة الأزمة والسير معها لأقصر
مسافة ممكنة ثم تغير مسارها
الطبيعي وتحويلها آلي مسارات بعيدة عن اتجاه قمة الأزمة ويستخدم هنا الخيارات التالية :
- الانحناء للعاصفة .
- السير في نفس اتجاه العاصفة .
- محاولة إبطاء سرعة العاصفة .
- تصدير الأزمة آلي خارج المجال الازموي .
- إحكام السيطرة على اتجاه الأزمة .
- استثمار الأزمة بشكلها الجديد لتعويض الخسائر السابقة .
- الانحناء للعاصفة .
- السير في نفس اتجاه العاصفة .
- محاولة إبطاء سرعة العاصفة .
- تصدير الأزمة آلي خارج المجال الازموي .
- إحكام السيطرة على اتجاه الأزمة .
- استثمار الأزمة بشكلها الجديد لتعويض الخسائر السابقة .
الفصل الرابع : متطلبات إدارة الأزمة , إنشاء مركز لإدارتها :
المبحث
الأول : متطلبات إدارة الأزمة:
أورد الباحثون في إدارة
الأزمات عدة متطلبات منها:
سجل
الأزمات :
لابد من وجود سجل للأزمات
توثق به المنظمات كل المواقف التي تعتبرها أزمات من شانها تهديد كيان المنظمة و
يكون بمثابة ذاكرة للمنظمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق