الأحد، 17 أبريل 2016

النظرية الماركسية

النظرية الماركسية
مذهب ماركس

احتد النقاش بين مؤيدي ومعارضي النظريتين العالميتين الليبرالية – (الرأسمالية ) و الماركسية  الشيوعية ) حول مدى ما حقق كل منهما من أجل إرساء قواعد العدالة وتأكيد حرية الإنسان وصولاً إلى سعادته وانتهاء بسلام عالمي حقيقي وشامل – وتحول ذلك النقاش إلي جدال حاد عبّر عن نفسه أحيانا ً بحروب ضارية وثورات دموية واستمر الحال على هذا الجدال والأزمات والمعضلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبدون أى حل حتى أشرقت شمس النظرية العالمية الثالثة ....
وانطلاقا مما ذكر فسوف يتم التركيز  على النظرية الماركسية والانتقادات التي وجهت إلى المنظور الماركسي على ضوء ما قدمته النظرية العالمية الثالثة و بالذات في الجانب الاقتصادي
 .


النظرية الماركسية
في السنة التي توفى فيها آدم سمث الإنجليزي صاحب النظرية الرأسمالية ولد كارل ماركس الألماني عام 1818. لتبدأ رحلة النظرية الشيوعية التي فلسف لها باعتبارها البديل الأمثل للنظام الرأسمالي الذي كان سائداً آنذاك ، مطلع القرن التاسع عشر. وكانت صيحة تولدت من خيبة الأمل واليأس لمعظم البشر في أوربا (( كما وضعها البيان الشيوعي الذي أعلنه ماركس وإنجلز عام 1848 ف )) . 
لماركسية – اللينينية
هي الرؤية الاشتراكية التي اعتمدها الاتحاد السوفيتي وأغلب الأحزاب الشيوعية ما زالت تعتمدها قبل المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي. تقول النظرية بإمكانية بناء الشيوعية عن طريق برنامج ضخم تصنيعي وجماعي. وعلى الرغم من سقوط الاتحاد السوفيتي ما زالت الأحزاب الشيوعية تدعو لرفع الراية الماركسية اللينينية. كذلك تقول الماركسية اللينينية بالامبريالية الرأسمالية، والتركيز على بناء الحزب الذي يحكم نيابة عن الطبقة العاملة، وتطوير الدولة الاشتراكية والمركزية. قام لينين هنا بتكييفها مع الوضع في روسيا. وتختلف تفسيراتها بين الشيوعيين التقليديين وبين الستالينيين والماويين أن الماركسية اللينينية هي التي ترفض مقررات المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي البلشفي في الاتحاد السوفييتي بقيادة نيكيتا خروتشوف
لينين والشيوعية
استناداً إلى نظرية كارل ماركس، سيتحوّل العالم الرأسمالي إلى عالم اشتراكي وفي النهاية سيصل به المطاف إلى الشيوعية، وكانت الشيوعية ما زالت نظرية في الكتب باستثناء كومونة باريس، ولم يتم التطرق إلى أسس التنظيم بشكل مباشر الأحزاب الشيوعية، والتدابير الثورية التي وضعها كارل ماركس وفريدريك إنجلز كانت عاجزة عن تكون أممية، فمثلا كان أحد التدابير الثورية هو أن على الشيوعيين عند الاستيلاء على السلطة البدء بتأميم المصارف، وهذا التدبير لا ينطبق على الدول التي لايوجد فيها مصارف خاصة، لذلك نوه إنجلز لاحقا على أن التدابير الثورية تكون حسب ظروف الدول، وهنا جاء لينين ليضع أساسيات التدابير الثورية، وأسس تنظيم الأحزاب الشيوعية، وقام بأول ثورة شيوعية وارتبط اسمه باسم الشيوعية حيث أصبحت الأحزاب الشيوعية تنتهج الماركسية-اللينينية، ويعبر اسم الماركسية عن ايدولوجيا الأحزاب الشيوعية، ويعبر اسم "اللينينية" عن أسس التنظيم.

النظام الاشتراكي الماركسي
لا يعتبر الماركسيون الاشتراكية نمطاً من أنماط الإنتاج ، قائماً بذاته ، وإنما مرحلة انتقالية بين الرأسمالية والشيوعية ، مرحلة يقضى خلالها نهائياً على استغلال الإنسان للإنسان بالقضاء نهائياً على الملكية الخاصة ، وزوال الطبقات والدولة . والنظام الشيوعي هو الذي يتحقق فيه على الصعيد الاقتصادي شعار : 
(( من كل حسب طاقته إلى كل حسب حاجته )) وإن الشعار فى المرحلة الاشتراكية يبقى: ( من كل حسب طاقته)

§       الستالينية
هي الوصف الذي ينعت به الماركسيون اللينينيين والماويين المناهضين للمؤتمر العشرين للحزب الشيوعي البلشفي ويوصف به الستالينييون والماويون من قبل انصار الاتحاد السوفييتي والاحزاب المعترف بها رسميا من قبل السوفييت ومن التروتسكيين.
§       التروتسكية
هو النهج السياسي المناهض للحكم الماركسي اللينيني في الاتحاد السوفييتي إبان فترة حكم جوزيف ستالين ويعتبر التروتسكيين ان تروتسكي منظر شيوعي قد يكون أهم من لينين نفسه.
§       الماوية
اتجاه بأصول الفكر الماركسي بفروع صاغها ماو تسي تونغ. كان لإصلاحات خروشوف صدى في تصاعد الخلافات بين الصين والاتحاد السوفيتي. الأحزاب المعارضة لخروشوف قالت بأنها معادية للرجعية والتحريفية.
§       التيتوية
تقوم على أساس أن كل بلد يجب أن يكون لديه الوسائل الخاصة من أجل تحقيق الشيوعية وفقا لظروف البلد نفسه، ولا يمكن تطبيق نموذج وحيد على الجميع. هذا الاتجاه منسوب إلى الزعيم اليوغسلافي يوسف بروز تيتو. وكان فكر تيتو يدعو إلى الوقوف على الحياد اثناء الحرب الباردة مما ادى إلى مقاطعتة في كل الدول الشيوعية وتم اعتبارة فكر منحرف عن الماركسية من وجهة نظر الماركسية اللينينية
§       الشيوعية المجالسية
هي نظرية ماركسية وتحررية في الوقت عينه، تعارض المركزية في الديمقراطية الاجتماعية وفي اللينينية. حيث تؤكد على حكم مجالس العمال في مواقع العمل والمجتمعات. وتدار المجتمع ككل من قبل مجلس العمال الذي يتألف من مندوبين عن العمال يمكن عزلهم في أي لحظة.

البنى الأساسية للنظام الاشتراكي الماركسي
يقوم النظام الاشتراكي الماركسي على ثلاثة أسس رئيسة هي : 
البنى المؤسسية والاجتماعية
يتميز هذا النظام بالملكية العامة لوسائل الإنتاج التي تنتقل إلى الدولة أو المؤسسات الجماعية . وحدها الأموال الاستهلاكية يمكن لملكيتها أن تكون كلياً أو جزئياً ملكية خاصة . والأفراد في النظام المذكور يتميزون بمدى أهمية الوظائف التي يشغلونها وليس على قاعدة أوضاعهم القانونية .

البنى الاقتصادية والتقنية
تقوم الدولة بواسطة هيئات التخطيط بإدارة الإنتاج ، فتوزع الناتج الإجمالي بصورة إجبارية يتحقق معها التوازن بين الإنتاج والطلب من جهة وبين الادخار والاستثمار من جهة ثانية .أما التقنيات فهي كما في النظام الرأسمالي متطورة ، حتى أن انفصال تحديد الأسعار عن قاعدة العرض والطلب في السوق الحرة يؤدى في هذا النظام إلي إنجازات تقنية هامة بصرف النظر عن كلفتها. 

البنى النفسية والذهنية
يهدف النظام الاشتراكي الماركسي إلى استبدال التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية وتقلبات السوق في النظام الرأسمالي بمساواة تستدعى تحرير وسائل الإنتاج من الملكية الخاصة واستقرار اقتصادي يترافق مع إشباع كامل لحاجات الناس . وهكذا فإن الاقتصاد في هذا النظام هو اقتصاد حاجات ، فالدافع الرئيسي للنشاط الاقتصادي لم يعد تحقيق الربح وإنما تنفيذ الخطة التي تهدف مبدئياً إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الحاجات الاجتماعية

الأسس النظرية للنظام الاشتراكي الماركسي

تعتبر الماركسية أن قيام الاشتراكية هو نتيجة منطقية أو حتمية لتطور المجتمعات البشرية . ذلك أن هنالك قوانين محددة تتحكم بتطور هذه المجتمعات وتفضى بها في النهاية إلى قيام المجتمع الشيوعي الذي تأتى الاشتراكية كتمهيد له أو كمرحلة أولى من مراحله .هذه القوانين قامت الماركسية بنفسها باستخلاصها عبر قراءة لتاريخ البشرية ، اعتمدت فيها بشكل خاص على الفكر الفلسفي الألماني( الديالكتيك الهيغلى) والفكر الاقتصادي الإنجليزي ( نظرية القيمة عند ريكاردو ) والفكر الاجتماعي الفرنسي ( الاشتراكية ) ولذلك فإن الماركسية تقدم نفسها ككل لا يتجزأ ولا يمكن الفصل بين مختلف جوانبه الاقتصادية والفلسفية والاجتماعية ، هذا الكل هو:-
((علم تطور المجتمعات البشرية )) 

تطور النظام الاشتراكي الماركسي
قامت الاشتراكية الماركسية أول ما قامت في روسيا ولم تكن روسيا عند قيام الثورة البلشفية من أكثر البلدان تقدماً على الصعيد الرأسمالي بمعنى آخر لم تقم الاشتراكية في روسيا كنتيجة للتناقضات التي حللها ماركس في النظام الرأسمالي المتقدم . كذلك الأمر لم تقم الاشتراكية في البلدان الأخرى التي قامت فيها بعد الحرب العالمية الثانية تبعاً للتصور الماركسي ففي بلدان أوربا الشرقية قامت الاشتراكية نتيجة لتدخل خارجي من قبل الاتحاد السوفيتي فرضته ظروف الحرب العالمية الثانية أما التجارب الاشتراكية الأخرى في بقية أنحاء العالم في آسيا( الصين، فيتنام ، كمبوديا) وفى أمريكا اللاتينية ( كوبا ) فلم تقم أيضاً في مجتمعات صناعية متقدمة وإنما في مجتمعات زراعية تقليدية ، كما أنها قامت على يد أحزاب شيوعية يمثل الفلاحون وليس البروليتاريا قاعدتها الأساسية ولقد جاء التبرير النظري لهذه الظاهرة على يد لينين الذي عمد إلي تحليل الرأسمالية في مرحلتها الإمبريالية فذكر بأن النظام الرأسمالي أصبح مع الإمبريالية نظاماً عالمياً تجسد بقيام الاحتكارات الكبرى التي امتدت سيطرتها إلى الأسواق الخارجية ، وتميزت باشتداد الصراع فيما بينها من جهة .
وبينها وبين المستعمرات من جهة أخرى مما أدى إلي إمكانية إفادة الحركات الثورية فى البلدان الرأسمالية غير مكتملة النمو من هذه الصراعات وقيام الاشتراكية دون المرور بمرحلة الرأسمالية المتقدمة هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية فإن الأنظمة الاشتراكية الماركسية خصوصاً المتقدم منها ( الاتحاد السوفيتي ، أوربا الشرقية ، والصين ) عرفت تعرجات كثيرة في مسيرتها ، ففي الاتحاد السوفيتي بدأت الاشتراكية على شكل الشيوعية الرسمية ثم تراجعت إلى السياسة الاقتصادية الجديدة ، بعدها دخلت مرحلة التخطيط الستالينى الإجباري لتنتهي بسلسلة من الإصلاحات أعادت لعامل الربح اعتباره وطعمت التخطيط الإجباري ببعض قوانين السوق ، وكذلك الآمر بالنسبة للصين التي بدأت الاشتراكية فيها حسب النموذج الستالينى ثم تحولت إلى شكل أكثر جذرية مع الثورة الثقافية لتعود الآن إلى سلسلة من الإصلاحات على الطريقة السوفياتية.

النظام الاقتصادي البديل
إذا اعتبرنا أن كفاح الإنسان عبر التاريخ كان دائماً من أجل إقامة المجتمع الذي يوفر له أسباب الحرية والسعادة ، نستطيع أن نستنتج مما تقدم أن كلا النظامين المسيطرين على العالم اليوم : النظام الرأسمالي والنظام الماركسي لم ولن يحققا المجتمع المنشود لأن جوهر الرأسمالية بالرغم من التحولات الهامة التي مرت بها لم يتغير فقد بقيت قائمة على الاستغلال وستظل كذلك مادامت تعترف بنظام الأجرة والربح .
كذلك النظام الماركسي ، فهو لم يتخلص من نظام الأجرة عندما قضى على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج . وبالتالي فهو لم يتخلص من استغلال الإنسان للإنسان ذلك أن المسألة ليست مسألة شكل الملكية من الناحية القانونية إنما هي مسألة السلطة التي تمارس الحقوق المرتبطة بالملكية ، والسلطة في هذا النظام بقيت سلطة فئة قليلة تعامل الناس كأجراء عندها ، وليست سلطة جميع أفراد الشعب .

تعريف الشيوعية الشيوعية

هي عبارة عن حركة سياسية تهدف إلى المساواة بين الأفراد في المجتمع بحيث لا يكون فرد أفضل من الآخر فالمجتمع يكون لصالح الأفراد. تمتاز الشيوعية باضمحلال وغياب الدولة، فلا وجود لسلطة تحكم الأفراد، والشيوعية حركة أممية، والشيوعية تطورت عبر العصور عن الإشتراكية فجاءت ثورة على ما كان. أبو الشيوعية كارل ماركس، وفلاديمير لينين تعمق في النظرية الشيوعية من حيث التطبيق.

تعريف الاشتراكية مصطلح الإشتراكية يعني:

 نظاماً اقتصادياً واجتماعياً ينادي بالشراكة بين أفراد المجتمع الواحد، فقد قامت الاشتراكية من أجل الحفاظ على حقوق الطبقات الاجتماعية العاملة، وقد نادت بالمساواة والعدالة بين الأفراد، وقد ثارت على الأرستقراطية التي تعيش على حساب كدح الفقراء.

الفرق بين الشيوعية والاشتراكية 

الشيوعية والاشتراكية: عبارة عن أيديولوجية لها دين على غير ما يعتقد البعض بأنها بغير دين فهي دين قائم بحد ذاته، فمصدرها الأفراد. الشيوعية تنادي بأن لكل فرد عمله وحسب حاجته. الاشتراكية تنادي بأن الأفراد لكل شخص عمله وحسب جهده.
ملخص
تعتبر الشيوعية إحدى الحركات السياسية فتسعى؛ لأنّ يكون المجتمع متساوي من حيث الافضلية، كما أنّها تتميز بعدم وجود سلطة تحكم الافراد، كما أنّ مع استمرار العصور تطورت الشيوعية عن الاشتراكية، كما أنّ الاشتراكية تعرف بأنّها تطمح إلى الشراكة بين أفراد المجتمع من جهات اقتصادية واجتماعية كما أنّها تهدف أيضاً إلى المساواة والعدالة بين الافراد، كما أنّ الاشتراكية واجهت الارستقراطية، وكان السبب بأن الارستقراطية كانت تعيش على كدح وقمع الفقراء. كما أنّ الأيديولوجية هي ما يعرف بالاشتراكية والشيوعية حيث يعتبر للأيديولوجية دين حيث إنّ مصدره الأفراد، كما أنّ هناك فرق بسيط أيضاً بين الشيوعية الاشتراكية وذلك بأن يكون لكل شخص عمله لكن بالاشتراكية تكون حسب جهد الشخص أما في الشيوعية فتكون حسب حاجة الشخص.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الترويكا بين المفهوم والمصطلح

  الترويكا بين المفهوم والمصطلح     الترويكا ثالوث الرأي السياسي، والمفهوم     الدال على اجماع الرأي الواحد، وفي وقتنا الحاضر، لم تع...